CET 19:17:31 - 21/08/2013

مقالات مختارة

بقلم : علي سالم

أعتقد أن ثورة 30 يونيو(حريزان) أحبطت انقلابا كانت تعده جماعة الإخوان المصرية، للقبض على كل قيادات المؤسسة العسكرية، وتعيين قيادات أخرى سابقة التجهيز بدلا منهم. كما أعتقد أن تحقيقا جادا سيثبت ما أقول وذلك في اللحظة التي يصل فيها المحقق للإجابة على السؤال:

الملابس العسكرية التي تماثل تلك المصرية والتي كان يقبض عليها كل عدة أيام في كل منافذ مصر وموانيها، مهربة مع مسافرين، أو مستوردة في حاويات على مراكب، بالإضافة لذلك المصنع الذي تم العثور عليه في مدينة المحلة الكبرى والذي كان يقوم فقط بتصنيع هذه الملابس. عنصر الإصرار كان واضحا في هذه العمليات. وكان البديهي هو ذلك التفسير بأن هذه الملابس ستستخدمها جماعة من البشر، تتنكر في هيئة أفراد في القوات المسلحة. وتوقف التفسير عند ذلك، لم يمض أحد بتفكيره قدما إلى الأمام محاولا التعرف على نوعية هذه العملية التي تتطلب هذا النوع من التنكر بالإضافة بالطبع لنوعيات الأسلحة المقبوض عليها التي تصلح فقط في المعارك العسكرية الكبيرة.

لا بد أن هذا الأمر كان يسبب أيضا هاجسا بالنسبة لرجال القوات المسلحة؛ بدليل ذلك الخبر الذي عرفناه منذ شهور من أن القوات المسلحة أجرت تغييرا سريعا ومفاجئا في ملابس قواتها.

في الوقت الذي كانت فيه الجماعة الحاكمة تمارس عملية التمكين بسرعة محمومة، لا بد أنها كانت تعرف أن التمكين سيتوقف عند أسوار القوات المسلحة بما يجعل عملية التمكين ذاتها خرافة لا أهمية لها. وأنها ستظل عاجزة إلى الأبد عن الإمساك برقاب المصريين جميعا في وجود جيش يدين بالولاء للشعب المصري ولا يدين بالسمع والطاعة لأحد. أعتقد أن مكتب الإرشاد في هذه اللحظة اتخذ قراره بعملية جريئة مفاجئة يتخلص فيها من قيادات الجيش. ربما يكون ذلك حدث في شهر مارس (آذار) الماضي عندما كان الفريق السيسي يقدم تقريره لقصر الرئاسة منتقدا ومنبها لخطورة ما يفعله النظام وما يرتكبه من حماقات. عندما تنتقد شخصا متطرفا، يضعك على الفور في خانة الأعداء ثم يبدأ في الإحساس بالرعب منك ومما يمكن أن تفعله به، وهنا تفعل الميثولوجيا أفعالها، فتطفو على السطح في عقله المقولة الشهيرة، أن يتغدى بك قبل أن تتعشى به. غير أن أحدا لم يتغد أو يتعش بأحد، تدخلت الصدفة التاريخية ممثلة في حركة تمرد التي جاء أصحابها من بين سحب الثورة ليطلبوا من الناس الخروج إلى الشارع وليطلبوا إجراء انتخابات مبكرة ثم توالت الأحداث على النحو الذي تعرفه.

أعترف بأن كل ما قلته لك حتى الآن داخل في باب الاستنتاجات وليس المعلومات.. حسنا، أنا الآن في انتظار المعلومات، أن يقول لي أحد، لماذا كانت كل هذه الملابس الخاصة بالجيش المصري تهرب إلى داخل البلاد بهذه الكميات والكثافة، ولماذا لم تصل التحقيقات إلى الزبون الذي طلبها؟

أعرف بالطبع أن من يقبض عليه في هذا النوع من القضايا سيجيب في أقواله: «واحد اسمه الحاج عبده أداهالي.. وقال لي إن واحدا اسمه الحاج أحمد سيتصل بك ويتسلمها منك.. وأنا لا أعرف الحاج عبده ولا الحاج أحمد، والذي عرفني بهما هو الحاج إبراهيم الذي لا أعرفه أيضا..».

نقلا عن الشرق الاوسط

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع