CET 00:00:00 - 03/12/2009

حوارات وتحقيقات

• د. صفوت البياضي: ليس معنى أننا لا نملك الحرية أن نقبل تقييد حرية الآخرين.
• القمص عبد المسيح بسيط: الكنيسة القبطية والكاثولكية والبروتستانتية في سويسرا رفضت نتيجة الاستفتاء.
• كمال زاخر: أتوقع هجوم غوغائي على أقباط مصر.
• إسحق حنا: لا أحد يزايد على الحريات في المجتمع الأوروبي.
تحقيق: مايكل فارس – خاص الأقباط متحدون

قام اليمين في سويسرا بتبني فكرة منع بناء المآذن في بلادهم وذلك على إعتبار أن المئذنة رمز إسلامي  مرتبط  بفكرة الفتوحات الإسلامية عبر التاريخ، خاصة بعد تنامي الحركات الإرهابية الإسلامية في العالم حدث ربط بينها وبين المئذنة بخلفيتها التاريخية .
يسمح الدستور السويسري بالاستفتاء الشعبي لتعديل بعض مواده، ولكنه يرهن ذلك بجمع 100 ألف توقيع، وهو ما استطاع أصحاب المبادرة إنجازه بعد جمعهم 113 ألف توقيع.
فقاموا بعمل استفتاء حول بناء المآذن وكانت نتيجة الاستفتاء 57.5% يرفضون بناء المآذن، ولكن هل هذا يمس حرية ممارسة الحريات الدينية أم لا؟ وهل الأقباط يؤيدون ذلك الاستفتاء أم لا؟

الدكتور صفوت البياضيأكد الدكتور صفوت البياضي "رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر" قائلاً... نحن لسنا سعداء بنتيجة الاستفتاء، لأن سويسرا بلد الحريات وعلامة فارقة في هذا المجال على مستوى العالم، وضرب مثلاً على سيدة من الحزب المسيحي هناك قالت.. أفتخر في قريتي أن ترتفع مئذنة المسجد عن مآذن الكنيسة.
وأكد أن تصويت 57% لمنع بناء المآذن هذا شيء لا يسعدنا حتى وإن كنا لا نُعامل بهذه المعاملة، فنحن لا نقبل أن تُقيد حريات الآخرين، فليس لأني لا أملك الحرية أطالب بتقييد حريات الآخرين، فهذا خطأ ويدل أنه لا ميزة تميز بيننا وبين غيرنا فمسيحيتنا تعلمنا أن لا نُعامل المعاملة الشريره بالمثل وليس من ثقافتنا كمسيحيين أن نقبل ذلك.
وأضاف أن الذي حدث هو جرس وناقوس خطر دق يقول أن هذه الدولة التي يُشار إليها على أنها مسيحية فعلت ذلك، مع العلم أن أوروبا ليس بها مسيحية بمعنى الكلمة لأن العلمانية انتشرت وتوغلت أكثر من الدين هناك.
وعن فكرة ما إذا كان ذلك نتيجة تعصب من الشعب السويسري أم تخوف من الإسلام السياسي أكد أن رفض بناء المآذن ليس تعصب من الشعب ولا تخوف من الإسلام، بل لأن المجتمع والحكومة السويسرية مثل باقي دول أوروبا العلمانية لا تقبل الاستقواء بالدين على المجتمع، وضرب مثلاً على جينيف حيث يُمنع بها بناء الكنائس الكاثوليكية حيث ينتشر بها المذهب البروتستانتي والذي منع بناء كنائس للكاثوليك هناك.
وأكد أن السويسريون ليسو ضد الإسلام ولا المساجد ولكن طبيعتهم كمجتمع علماني ترفض انتشار العلامات الدينية في المجتمع، وضرب مثلاً علي جينيف التي لا تسمح لرجل الدين المسيحي ارتداء زيه الكهنوتي خارج الكنيسة، لأنهم يرفضون الهيمنة الدينية على المجتمع والذي يخالف ذلك يدفع غرامة، مع العلم أنهم في دولة يُفترض أنها مسيحية.
وذكر أنه سافر لسويسرا ولديه علم بالخلفية الثقافية المترسخة في ذهن المواطن السويسري تجاه الدين، فهم يرفضون أن يمشي رجل الدين المسيحي في الشارع بزيه الكهنوتي حيث يعتقدون أن ذلك تعالي من رجل الدين على المواطن، حيث يرون أن الزي الكهنوتي يفرض سلطة عليهم وكأنة أفضل منهم.
لذا فالموضوع كله يتلخص في فكرة "الخوف من الهيمنة الدينية على مجتمع علماني"، والفكرة قبل أن يكون هناك استفتاء لمنع بناء المآذن كانت حول هل يجوز أن يكون ارتفاع المئذنة أعلى من المباني أم لا ثم تطورت الفكره لتكون بهذا الشكل.

 القمص عبد المسيح بسيطوأشار القمص عبد المسيح بسيط "راعي كنيسة السيدة العذراء بمسطرد وأستاذ اللاهوت الدفاعي" إلى الجدل الكبير الذي لحق بهذا الموضوع، مؤكدًا أن التليفزيون السويسري سجل معه بخصوص هذا الموضوع وأعرب فيه خلال لقاءه معهم على تأييده للاستفتاء، لأن رؤية المجتمع السويسري تنحصر في أن هناك ممنوع استخدام مكبرات الصوت ويرفضون أي مصادر للأصوات العالية عمومًا، ويرون أن منارات الكنائس أو مآذن الجوامع ليس لها دور فهي لا تمنع العبادة ولا تقيمها.
وأكد أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية والكنيسة الكاثولكية والبروتستانية هناك رفضوا الاستفتاء وأيدوا أن تكون للمساجد مآذن لئلا تُطبق الفكرة مستقبلاً على الكنائس، خاصة وأنه مجتمع علماني.

كمال زاخرومن جهة أخرى رفض كمال زاخر "المفكر العلماني" نتيجة الاستفتاء، مؤكدًا أن فكرة "المنع" عمومًا خاطئة خاصة في ظل دولة مدنية، وأشار إلى ضرورة قراءة نتائج الاستفتاء على أرض الواقع، بمعنى أن نسبة 57% التي رفضت بناء المآذن لا بد وأن تكون استشعرت خطر من بناء تلك المآذن لذا رفضوا بناءها، خاصة في ظل عدم معرفتهم الدقيقة بحقيقة الإسلام.
وأكد أن موقف هؤلاء الذين رفضوا بناء المآذن هو موقف نتيجة بعض المقدمات التي وصلت لديهم رسالة فحواها أن هذا الرمز (يقصد المئذنة) يحمل تهديدًا لسلامهم الشخصي، والكارثة تقع على من أرسل تلك الرسالة أي الوهابيون والسلفيون والأصوليون والتفجيرات التي حدثت في لندن وأمريكا ومناطق متفرقة من أوروبا، وبعد كل تفجير تتبارى الجماعات الإرهابية الإسلامية في تبني هذا التفجير مما أدى لترسيخ وتنامي العلاقة الطردية بين الإسلام والإرهاب في ذهن المواطن الأوروبي عمومًا والسويسري خصوصًا، ولأن المئذنة هي من أهم الرموز الإسلامية لذا فرفض بناءها هو المنتج الطبيعي لهذا الربط وهذه التراكمات التي تكونت على مدار عقود، مع العلم أنهم لم يمنعوا بناء المساجد فهم ليسو ضد الدين.
وأكد أنه يتوقع رد فعل غوغائي ضد أقباط مصر بسبب الإعلام الغبي الذي يبعث برسائل مضادة للشارع المصري، وبما أن المؤمنون أخوة -حسب رؤية التيارات الأصولية- لذا فسوف يتم اعتبار أن المسيحيين كلهم أخوة، بمعنى مسيحيين مصر بالداخل سيتحملون وزر (ذنب) مسيحيي الخارج ، لذا علينا أن نضع نصب أعيننا ما سيحدث في مصر في الفترة المقبلة في الشارع المصري المسلم المُخترق طائفيًا والمحتقن دينيًا بفعل الفضائيات الدينية المتطرفة وبفعل شيوخ الكاسيتات والميكروباصات التي تتعامل مع المواطن المصري البسيط، وذلك سوف يؤدي لمزيد من الاحتقان وعودة الصراع الإسلامي المسيحي في مصر.

كمال زاخروأضاف اسحق حنا "مدير مركز التنوير" أن السويسريون شعب داخل بلدهم ويحكمون في بلدهم وليس في بلاد الآخرين، لذا فكونهم يؤيدون أو يرفضون بناء المآذن فلهم أسبابهم التي تجعلهم يأخذون قرارهم، وأعتقد أن السبب الرئيسي هو مكبرات الصوت التي يرفضها المجتمع السويسري بشدة.
وعن أن ذلك يمس حرية الاعتقاد للأقليات بسويسرا أكد أنه لا أحد يستطيع المزايدة على الحريات المعطاة للشعوب والأقليات في الدول الأوروبية خاصة في سويسرا، فكل الأقليات العرقية والدينية تعيش في أوروبا كما يعيش أصحاب البلد في حرية تامة.
وشدد على ضرورة مراجعة المسلمين لأنفسهم فيما يتعلق بالمآذن ومكبرات الصوت سواء في الغرب أو في الشرق.
وأضاف أن هذا الاستفتاء ليس ضد الإسلام نهائيًا، ولو ضده لكنا رفضناه، ولكن المشكلة في وجهة نظري هي مكبرات الصوت فقط.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٣٨ تعليق