CET 00:00:00 - 03/12/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
بينما كان المواطن المقهور بتاع بلاد (أجري غور) واللي أتغير اسمها لبلاد (أكذب علطول) قاعد وعامل نفسه بيفكر، سأل صديقه اللي عامل نفسه بيفهم وقال له: يا أخويا انهاردة وأنا بدي لابني الـ 10 جنيه مصروف الشهر لقيته بص لي من فوق لتحت وشدهم من إيدي وقال لي: هات هو أنت هتجيبه من برة ما أنت عندك ازدواجية زي بقية العرب!!!
فلم أفهم ما يقصده ولكن على ما يبدو يا فهيم يا أخويا أنها شتيمة، متعرفش يعني إيه ازدواجية دي؟ فضحك صاحبه فهيم الفهيم بصوت عالي وقال: واضح أن ابنك فاقسك وتلقيك بتقول حاجة وتعمل عكسها أو توافق على مبدأ لغيرك لكن متطبقهوش على نفسك.
فصمت المواطن للحظات وقال: أه فهمت، يكونش قصده عشان زعقت لأخويا لأنه بيدي ابنه مصروف 30 جنيه في الشهر وطالبته يزوده شوية؟! فسأله فهيم: وأنت بتدي لابنك كم؟ فأجابه والبسمة تعلو شلاديمه: 10 جنيه بالصلاة على النبي.

فاستكمل المواطن حديثه: طيب والمصروف والازدواجية دي إيه علاقتها بالعرب يا فهيم يا أخويا؟ فأجاب: بص يا أخويا لحال العرب هتعرف أنهم غرقانين في الازدواجية دي لشوشتهم من أبسط الأمور لأكبرها. خد عندك مثلاً:
- تلاقي الشاب من دول يقولك أنا مع حرية المرأة والمساواة والصداقة بين الولد والبنت ولكن تلك القناعات التي ينادي بها بعيدًا عن أهل داره، فهذه الحقوق متاحة ولكن بعيدًا عن أخته وزوجته.
- ينادي بأنه يحترم المرأة الذكية ولكن حين يفكر بالزواج يبحث عن المحدودة الفكر أو بمعنى أصح اللي هتبقى مريحة تحطها مكان ما تحطها مش هتقول لأ.
- يشجبوا وينددوا بقرار حظر بناء المآذن بسويسرا وفي نفس الوقت يمنعوا بناء دور العبادة لشركائهم بالوطن.
- يطالبوا الآخرين باحترام حريتهم الشخصية والدينية والسماح لهم بمزيد من الحريات ويحرمونها على إخوة الوطن.
- يتحركون ويسرعون للدفاع عن ضحايا العنف بالبلاد الأوربية ويقفون صامتين كالتماثيل لا يحركون ساكنًا في ضحايا العنف في بلادهم.
- يهللون للزيدي ويجعلونه قدوتهم حين يضرب رئيس دولة بالجزمة، ويصبح بطل، وينتقضون ذات الفعل حين يُضربهم بها العالم.
- ينتهكون حقوق شعوبهم العربية ويطالبون الآخرين باحترامهم وعدم انتهاك حقوقهم.

وغيرها أمثلة كتير، على ما يبدو أن المواطن العربي أدمن الازدواجية وأصبح سلوكًا يحياه بعد أن تعامل به فترة لا بأس بها من حكوماته.
النفاق والازدواجية عند جميع الناس صفة كريهة ولكنها عند العرب ميزة لا يمكنهم التخلي عنها، فيظهرون صباحًا بالتقوى والورع وبالليل يرتون من شهواتهم ورغباتهم، فصباحًا يلعن المغنيات العاريات ومساءً بتمعن بتفاصيل أجسادهن.
يظهرون الصلاح والتقوى ويبطنون النفاق والكراهية.
يبدو أن العرب محتاجين للإحالة للمستشفيات النفسية للتخلص من الأقنعة والازدواجية في تقييم الأمور، خاصة بعد أن تفشى المرض وأصبح ظاهرة عربية أصيلة.   

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق