CET 00:00:00 - 04/12/2009

مساحة رأي

بقلم: لطيف شاكر
يقول الاسقف يوحنا النيقوسي في كتابه تاريخ العالم القديم والمترجم عن اللغة الاثيوبية والفرنسية عن ملشيصاداق الاتي :
كان مليشصاداق او ملكيصادق البار بين الودعاء الذين عبدوا الله اذ كان صديقا وبلا خطية وذكر اسمه في الكتب المقسة ولم يكن من قبيلة ابراهيم بلا اب ولا ام .. وكان يكره آلهة الامم وصار كاهنا لله الحي .ورغم ذلك قيل عنه انه كان ينخرط من عائلة سيدوس ابن ملك مصر والنوبة الذي اخذ عنه المصريون اسمهم.
ومعني مليشصاداق اي الملك البار وعلي ذلك فان سيداوس كما يقولون كان يحكم كنعان التي كان قد اخضعها ومازالت تسمي بهذا الاسم حتي اليوم ولمااستتب له الامر مع اهل هذه البلاد اسس فيها مدينة اسماها صيدون والتي كانت جزءا من كنعان.
واذا صدق القول فان والد مليشصاداق وامه كانا وثنيان ولكن الرجل قديس كان يلوم والديه علي وثنيتهم ثم هرب منهم (كأنه اصبح بلا اب ولا ام ) واصبح كاهنا لله الحي ثم حكم كنعان . وشيد علي الجلجثة مدينة تدعي صهيون او سالم وهو يعني في لغة اليهود مدينة السلام .
وحكم فيها نحو 113 عاما ثم مات لكنه ظل طوال حياته طاهرا وبارا كما كتب عنه يوسيفوس المؤرخ والعالم في بداية كتابه تاريخ اليهود.
وكان اول من قدم قرابين لاله السماء من الخبز والخمر في هيئة اسرار مقدسة اشارت الي ربنا يسوع المسيح . كما قال داود في المزامير" انت هو الكاهن الي الابد علي طقس ملكي صادق" وفي مكان آخر "الله عرف في صهيون وتعظم في اسرائيل ".
وعلي هذا فان اليهود تسلموا معرفة الله من ابراهيم . وساليم نفسها هي القدس او اورشليم وقد سميت هكذا لان السلام كان يسود صهيون اثناء حكم مليشصاداق.
اما عن اسم" العبرانيين" الذي اطلق علي اليهود فان تسميتهم هذه ترجع الي كلمة "عبر" التي اطلقت علي ابراهيم في الاصل . وفي الحقيقة فان اول مافعله ابراهيم انه عبر بعدما قام الاشرار ببناء برج بابل ثم فشلوا بسبب خطيتهم الرديئة فقام ابراهيم ومضي منفصلا عنهم وظل مرتبطا بالله بايمان .
لذلك فانه بعد بلبلة الالسن واللغات ظلت لغة العبرانيين هي الوحيدة كما هي في تكاملها ودقتها ولم يصبها ادني تغيير.
واورشليم التي انشأها ملشيصاداق كانت تحت سيطرة الكنعانيين والفلسطينين وكان قد حاربها يشوع بن نون وفتحها واسماها جبعون وبعدما فتح كل ذلك الاقليم اقام في شكيم التي تسمي نيابوليس.
ثم في عهد الملكين الحكماء داود وسليمان بعد تدشين هيكل الله المقدس الذي جهز له داود كل الاستعدادات ثم بناه في اورشليم الملك سليمان ثم اسمي اورشليم لذلك مدينة الهيكل او الحرم بسبب تقيمه الذبائح الناموسية والسلام المعطي من الله . ولان ربنا يسوع المسيح له المجد احتمل فيه الالام .(انتهي)
وشخصية ملكى صادق من الشخصيات التي حيرت علماء الكتاب..
وقيلت فيها آراء متعددة، وآراء متناقضة. يكفينا من جهتها رمزها إلى كهنوت المسيح، دون أن ندخل في تفاصيل، يقودنا فيها فهمنا الخاص، بينما لا يؤكدها الكتابأو يحددها.
وأول مرة ذكر فيها اسم ملكي صادقMelchizedek، كانت في استقباله لأبينا إبراهيم عند رجوعه من كسرة كدر لعومر والملوك الذين معه (سفر التكوين 18:14-20). وفي هذه المقابلة قيل عن ملكي صادق ما يأتي:
1- أنه ملك شاليم(ولعلها أورشليم).
2- إنه كاهنالله العليّ، وقد قدم خبزاً وخمراً.
3- إنه بارَك أبراهيم، وأبونا ابراهيم قدم له العشور.
ويقرر معلمنا بولس الرسول أن ملكي صادق أعظم من آبراهيم.
على إعتبار أن الصغير يُبارَك من الكبير (عب7:7). وعلى اعتبار أنه دفع له العشور. وبالتالي يكون كهنوت ملكي صادق أعظم من كهنوت هرون، الذي كان في صُلب إبراهيم لما باركه ملكي صادق.
وكهنوت المسيح، و الكهنوت المسيحي، على طقس ملكي صادق.
وذلك من حيث النقط الآتية:. مصدر المقال: موقع الأنبا تكلا.
1- إنه كهنوت يقدم خبزا وخمرا، وليس ذبائح حيوانية.
فالذبائح الحيوانية أو الدموية كانت طقس الكهنوت الهاروني، وكانت ترمز إلى ذبيحة المسيح، وقد أبطلها المسيح بذبيحته. وأعطانا الرب إصعاد جسده ودمه من خبز وخمر، حسب تقدمة ملكى صادق.
2- إنه كهنوت ليس عن طريق الوراثة.. فقد كان المسيحمن سبط يهوذا، وليس من سبط لاوي الذي منه الكهنوت. فلم يأخذ الكهنوت بالوراثة. وكذلك كل رسل المسيح، وكل كهنة العهد الجديد، لا يأخذون الكهنوت بالوراثه.
3- كهنوت ملكي صادق أعلى درجة من الكهنوت الهروني، وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر في (رسالة العبرانيين 7).
وقد قيل عن ملكي صادق إنه مشبه بابن الله.
من جهة هذه الأمور التي ذكرناها. وأيضاً يقول عنه الرسول "بلا أب، بلا أم، بلا بداءة أيام له ولا نهاية، بل هو مشبه بإبن الله" (عب3:7).
ولا نأخذ هذه الكلمات بحرفيتها، وإلا كان ملكي صادق هو الله.
بل حتى من جهة الحرف، لا نستطيع أن نقول أنه مشبه بابن الله في أنه بلا أم، لأن المسيح كانت له أمهي العذراء، ولا نستطيع أن نقول أنه بلا أب، فالمسيح له أب هو الآب السماوي.
إنما كان بلا أب، بلا أم، بلا نسب في الكهنوت.
أي لم يأخذه عن طريق الوراثه عن أب أو أم أو نسب. وهكذا كان المسيح. ولعل هذا يوافق ما قاله بولس الرسول "وأما الذين هم من بني لاوى الذين يأخذون الكهنوت، فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس.. ولكن الذي ليس له نسب منهم (أي ملكي صادق) قد عشر إبراهيم" (عب6،5:7).
أي (بلا نسب) هنا معناها بلا نسب من هرون، من سبط الكهنوت.. وتكون عبارة بلا اب بلا ام على نفس القياس.
وقد وضح عباره (بلا نسب في الكهنوت) على المسيح بقوله "في سبط آخر لم يلازم أحد منه المذبح" (عب13:7).
بالإضافة إلى هذا، فإن الكتاب لم يذكر لنا شيئاً عن نسب ملكي صادق، ولا مَنْ هو أبوه ولا أمه. فكأنه يقول عنه: بلا أب نعرفه، وبلا أم نعرفها. وماذا أيضاً؟
لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة..
أي أنه دخل التاريخ فجأة، وخرج منه فجأة، دون أن نعرف له بداءة أيام، ولا نهاية حياة.. إنما ظهر في وقت ليؤدي رسالة ما، وليكون رمزاً، دون أن نعرف له تاريخاً ولا نسباً.
أما المسيح، فمن الناحية الجسدية، معروفة أيامه معروف يوم ميلاده، ويوم موته على الصليب، ويوم صعوده إلى السماء. أما من الناحية اللاهوتية، فلا بداءه ولا نهاية.
ولكن ملكيصادق لم يكن يرمز إلى المسيح من الناحية اللاهوتيه...
إنما كان كل الذي ذكره الكتاب سواء في (تك14) أو في (مز110) أو في (عب7) ) كان بخصوص عمله الكهنوتي.
أما الرأي القائل بأن ملكي صادق هو المسيح نفسه، فعليه اعتراضات ..منها قول الرسول "مشبه بابن الله"، "على شبه ملكي صادق"، "على طقس ملكي صادق" (عب17،15،3:7). بينما لو كان هو نفس الشخص، ما كان يقول على شبهه، على طقسه، أو على رتبته.
أما ترجمة الأسماء فلا تدل على أنه نفس الشخص..
ترجمة اسمه بأنه ملك البر، أو وظيفته بأنه ملك السلام، لا يعني أنه المسيح، ربما مجرد رمز.. وترجمة الأسماء من حيث صلتها باسم اللهتحوي عجباً..
فإيليا النبي ترجمة اسمه (إلهي يهوه)، وإليشع (الله خلاص)، وأشعياء (الله يخلص)، وإليهو (سفر أيوب 32) معناه (هو الله)، وصموئيل (إسم الله أو سمع الله)، و ميخائيل (مَنْ مثل الله).
ومن الأسماء الأخرى في الكتاب اليآب (عد9:1) معناها (الله أب)، واليصور (عد5:1) معناها (الله صخرة)، وأليمالك (را2:1) معناها (الله ملك)، وأليشوع (2صم15:5) معناها (الله خلاص).
دون أن يدعي أحد من هؤلاء -من واقع اسمه- إنه أحد الظهورات لله في العهد القديم.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق