CET 00:00:00 - 04/12/2009

كلاشينكوف

بقلم: فيولا فهمي
شيء طريف وسخيف أيضًا أن تعيش في بلدة المتناقضات، ترى صباح كل يوم مشاهد غريبة تعجز عيناك عن تفسيرها وأمور عجيبة يفقد عقلك القدرة على تصورها..
حكومة تفرض على الغلابة ضرائب للدخل وتبدد مدخرات العجائز من أموال العاشات، وعلى النقيض تقدم التسهيلات والإعفاءات الضريبية لرجال الأعمال بحجة تشجيع الاستثمارات..
وتخصص هيئة مستقلة للتنسيق الحضاري في المحافظات، في الوقت الذي تتراكم فيه أكوام القامة وتنتشر الفوضى والفيروسات وسط أكبر الشوارع والميادين والأحياء..
وشعب يخشى وينتفض خوفًا ورعبًا من اجتياح أنفلونزا الخنازير، بالرغم من اتساع رقعة الإصابة بالأورام الخبيثة ومختلف الأمراض الوبائية بسبب ري الصرف الصحي للخضراوات ومياة الطلمبات..
وخيام سوداء يُطلق عليها مجازًا بالمنقبات وازدياد مستمر في عدد المحجبات وشيوخ الفضائيات، في حين ترتفع معدلات جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي والاعتداءات وتنتشر القيم المتدنية وتفسد الأخلاقيات..
قد لا تحتاج إلى مزيد من الإجراءات أو التعقيدات لافتتاح نوادي ليلية أو مقاهي أو حانات، بينما قد تفشل في استخراج تصريح لترميم الأبنية التابعة للكنائس أو بناء بعض دور العبادات أو عقد بعض الصلوات الخاصة بالأقليات..
أحزاب سياسية تنادي بتداول السلطة وإقرار الحريات، ومن داخلها تسعى لقمع المعارضين والتسفيه من آراء المختلفين وإحالتهم إلى اللجان التأديبية بصورة دورية بوصفهم مشاغبين..
وحكومة تحارب من خلال جهازها الأمني تعاطي واتجار المخدرات، بالرغم من أنها جعلت جميع أفراد الشعب يتعاطى القبح والفساد لدرجة أقسى من إدمان جميع أنواع المكيفات..
وصغار مستثمرين يقضوا سنوات عمرهم خلف قضبان السجون بسبب التعثر في سداد قروض البنوك، بينما يعيش حيتان القروض الذين استولوا على المال العام بالمليارات داخل القصور يتمتعوا بشواطئ الدول الأوروبية في غيبة الرقابة والأجهزة الأمنية المحلية والدولية..
وإقرار قوانين لتنظيم المرور مشمولاً بتغليظ العقوبات والغرامات المالية، بالرغم من استحالة تنظيم سلوكيات المواطنين المتسببة في الفوضى وحوادث السيارات..

يا سلام عليكِ يل مصر يا بلد المتناقضات!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق