بقلم: صبحي فؤاد
طبقا لموقع الاخوان المسلمين فى مصر يوجد فى سويسرا 200 جامع .. وطبقا لمصادر اخرى يعتقد انة يوجد فى سويسر ما يزيد على 500 مكان مخصص لصلاة المسلمين رغم ان تعدادهم حوالى 250 الف من ضمن عدد السكان الذى لا يتجاوز 7مليون نسمة .
ورغم ان عدد دور عبادة المسلمين هناك مقارنة بمساحة سويسرا التى تبلغ 41293 كيلومتر مربع فقط تزيد عن احتياجاتهم بكثير .. ورغم ان غالبية المسلمين والعرب هناك يعيشون على اعانات البطالة والمساعدات الحكومية ... رغم كل هذا نجد العرب والمسلمين يتهمون الان سويسرا بالعداء للاسلام وكراهية المسلمين والتميز العنصرى ضدهم نتيجة للاستفتاء الاخير الذى وافق علية غالبية الشعب بمنع بناء مأذن للجوامع التى تبنى على ارض بلدهم ..
والعجيب حقا انة كان فى مقدمة هؤلاء المحتجين شيخ الازهر والمفتى الاكبر والشيخ القرضاوى وعمرو موسى امين عام جامعة الدول العربية الذى طالب المسلمين باللجوء الى المحاكم الدولية .. وعشرات بل مئات غيرهم معظمهم مصريين للاسف الشديد.
والعجيب ان العرب والمسلمين لم يكتفوا كعادتهم بالاحتجاج والاعتراض والتنديد والصراخ ولكنهم طالبوا الدول الاسلامية بمقاطعة سويسرا اقتصاديا وسحب اموالهم من بنوكها كنوع من العقاب لها ولشعبها لانهم لا يريدون السماح لكل مهاجر مسلم يعيش على ارضها بامتلاك جامع كبير بمأذنة تناطح السحاب كما هو الحال فى مصر وبعض الدول العربية ...
لقد صور الاعلام العربى والاسلامى الاستفتاء على منع بناء المأذن كما لو انة كان استفتاءا على وقف بناء دور العبادة للمسلمين تماما فى كل انحاء سويسرا او كما لو انة صدر قرار بمنعهم من ممارسة صلواتهم وشعائرهم الدينية وهو ما يعد بكل تاكيد اكبر عملية تضليل وتزيف للحقيقة وتجنى على الواقع حيث ان سويسرا لم ولا تعارض بناء جوامع على ارضها ولم تضع اى قيود تحد من الحرية الكاملة التى يتمتع بها المسلمين مثلهم مثل غيرهم .. كل ما فى الامر انهم اى الشعب السويسرى يريدون بناء دور العبادة الاسلامية بمواصفات معينة تتماشى مع حضارة وثقافة وطبيعة البيئة هناك .
وماحدث فى سويسرا يحدث فى كل دول الغرب بدون استفتاء او مضيعة للوقت والجهد والمال ليس فقط فيما يخص دور العبادة الاسلامية وانما ايضا دور العبادة اليهودية والمسيحية او اى ديانة اخرى ... واذكر منذ عشرة سنوات او اكثر قام بعض الاقباط المسيحيين المصريين بشراء قطعة ارض فى ملبورن وتقدموا بطلب لمجلس حى المدينة لبناء كنيسة قبطية عليها فوافق المجلس ولكن اشترط موافقة السكان الذين تقع منازلهم او متاجرهم بجوار الارض ..وبناء علية تم وضع منشور كبير على السور المحيط بالارض يعلن للعامة عن بناء كنيسة بمواصفات معينة ويطلب من السكان الكتابة الى مجلس الحى فى حالة الاعتراض .
وكانت صدمة وخيبة امل عندما رفض الجيران الموافقة على بناء كنيسة طبقا للمواصفات القبطية .. واستمر الرفض والاعتراض واضطر المسيحيين فى نهاية الامر لبناء الكنيسة بمواصفات مختلفتة تماما عن روح ومواصفات الكنيسة القبطية .. ولكنها مواصفات حظت على موافقة ورضا وقبول الجيران ومن ثم موافقة مجلس الحى .
ورغم هذا لم يتهم المسيحيين المصريين الحكومة الاسترالية بالعنصرية وكراهية ومعاداة المسيحيين والمسيحية .. ولم يطالبوا بمقاطعتها اقتصاديا .. بل ولم ينطق احدا من قياداتهم فى مصر بكلمة معاداة واحدة لاستراليا وشعبها .
حقا اننى اتعجب لحالة الازدواجية والتناقض الفظيع الذى يعيش فية العرب والمسلمين فينما هم يميزون ويتعصبون رسميا وغير رسميا ضد ابناء الاديان الاخرى ويرفضون من الاساس بناء دور عبادة لغير المسلمين على اراضيهم ..على سبيل المثال دولة مثل السعودية غير مسموح على ارضها بناء كنائس للمسيحيين او معابد لليهود او اى دور عبادة اخرى لغير المسلمين ومع هذا شيدت باموالها السعودية الوف الجوامع والمدارس والكليات والمراكز الاسلامية فى الشرق والغرب .. فى امريكا واستراليا وانجلترا وسويسرا ودول اخرى كثيرة غالبية سكانها مسيحيين !! فماذا لو اشترطت دول الغرب وامريكا واستراليا على السعودية معاملتهم بالمثل .. هل ستوافق ؟؟ مجرد سؤال امل سماع الاجابة علية من اخوتنا المسلمين فى السعودية.
وغير السعودية دولة مثل مصر لا تسمح حتى باصلاح تواليت داخل كنيسة او حائط او سقف على وشك الانهيار الا باذن وقرار من رئيس الجمهورية او من يمثلة فما بالك اذا اردت ان تبنى كنيسة جديدة .. وحتى اذا حصلت على تصريح وموافقة ببناء كنيسة تجد مئات العقبات تقف فى طريقك حتى تصاب بالياس والاحباط !!
اذن من هو المتعصب .. من هو غير العادل .. من هو الذى يميز ويفرق ويخلق الكراهية والعداوة بين البشر ؟؟
من هو الذى يصدر الاضطرابات الى العالم اليوم ويؤجج الصراعات الدينية والطائفية بين مختلف الحضارات ؟؟
ليت اخوتنا المسلمين يدركون انة بقدر عطاءهم للاخرين من خير او شر او حب او كراهية او عدل او ظلم سوف يرد لهم ويزاد .
Sobhy@iprimus.com.au |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|