CET 00:00:00 - 05/12/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

كتب: عماد توماس- خاص الأقباط متحدون
* مقدمة لابد منها:
في نهاية القرن السابع عشر، قال المفكر الملحد الفرنسي الذي عاش وعرف باسمه المستعار "فولتير": أنه بعد 100 عام ستنتهي المسيحية، وبعد مرور 100 عام مات "فولتير" وتحوّل منزله لمطبعة لطباعة الكتاب المقدس!!
وذات يوم سأل أحدهم الواعظ  المسيحي الشهير "سبرجن" أن يدافع عن الكتاب المقدس أجاب: ماذا تقول؟ أنا أدافع عن الكتاب المقدس وهل يدافع أحد عن الأسد؟ الكتاب المقدس كالأسد... أطلق الأسد من عرينه وهو قادر أن يدافع عن نفسه"!!عمارة يواصل حرق الوطن بـ "جنيه ونصف"!!

* التاريخ يُعيد نفسه!!
يبدو إن مسيحيو مصر على موعد في نهاية كل عام مع ازدراء واضح بكتابهم المقدس، فبعد أن كتب المفكر الإسلامي –عضو مجمع البحوث الإسلامية- في نهاية عام 2007، كتاب (فتنة التكفير بين الشيعة والوهابية والصوفية) الصادر عن المجلس الأعلى للشئون الإسلامية التابع لوزارة الأوقاف المصرية، وأباح فيه دم وأموال غير المسلمين والنصارى والبراهمة والزنادقة. وبعد إن انتقده الكثير من المسيحيين والمسلمين المستنيرين.
وصادرت وزارة الأوقاف المصرية الكتاب، واعتذر عمارة بعد رفع دعاوى ضده لاتهامه بـ "ازدراء المسيحيين والمسيحية، والتحريض على الفتنة الطائفية واستباحة دمائهم" وقال عمارة أن العبارة وردت ضمن تعريف الكفر الذي هو تكذيب الرسول، مضيفًا أنه نقل العبارة دون مراجعة ثقة منه بالإمام أبي حامد الغزالي.

ونحن في هذا التقرير نعرض محتويات الكتاب-الصادر عن المؤسسة الإسلامية الرسمية للدولة -بدون تدخل من جانبنا ونترك المتخصصين في الرد على مزاعم عمارة-.

غلاف كتاب عمارة الجديد* تقرير علمي أم تقرير إساءة:
عاد عمارة يواصل غزواته بكتاب صدر مع مجلة "الأزهر" الشهرية -عدد ديسمبر 2009، بعنوان "تقرير علمي" يتكون من 152 صفحة، ويوزع مجانا كهدية مع المجلة التي تباع بجنية ونصف.
استهل عمارة كتابه بتمهيد تحدث فيه عن ما اسماه أهداف التنصير من خلال مؤتمر عُقد في ولاية "كولورادو" بأمريكا الشمالية عام 1978م وأطلق عليه "أخطر مؤتمرات التنصير وأكثرها طموحًا". 
واعتبر كتاب يدعى "مستعدين للمجاوبة" نموذجًا تطبيقيًا يجسد هذا المخطط الذي رُسم في المؤتمر.
والكتاب الذي يقوم بالرد عليه عماره –مستعدين للمجاوبة- عدد صفحاته 52 صفحة وليس هناك تعريف بالناشر ولا مكان الناشر ولا تاريخه ولا رقم إيداع ومن إعداد شخص ما يدعى الدكتور سمير مرقس -الذي قال عنه عمارة أنه شخص وهمي– وليس الكاتب سمير مرقس الذي يكتب في شئون المواطنة.
وكتاب "مستعدين للمجاوبة" كما يذكر عمارة مجموعة أوراق تجعله اقرب إلى "المنشور التنصيري" -على حد تعبيره- أكثر من كونه كتابًا. فهو مجموعة من الأوراق مطبوعة على صفحة واحدة -تضم كل ورقة صفحتين من صفحاته-.

* محتويات كتاب "مستعدين للمجاوبة":
ويتكون كتاب "مستعدين للمجاوبة" بحسب ما قال عمارة من خمسة فصول: تقديم عن الأسلوب المسيحي في الكرازة والحوار، والفصل الأول عن: صحة التوراة والإنجيل وعدم تحريفهما، والفصل الثاني عن: إنجيل برنابا-إنجيل مزيف. والفصل الثالث عن: المسيحية ديانة موحدة. والرابع عن: قضية الغفران وضرورة الفداء. والفصل الخامس عن: القضايا الصغرى.
وأضاف عمارة": إن التقديم يرجح أنه "منشور تنصيري" لأنه يلامس منهاج عرض المسيحية على غير المسيحيين.. وليس موجهًا لدعم إيمان المسيحي بعقيدته، فهو يتحدث -كما يرى عمارة- عن الكلام بلطف ووداعة مع المخالفين وخدمتهم حتى لو أساءوا..!".
بالإضافة إلى الاستشهاد بآيات من الأناجيل، كما يطلب معرفة معتقدات الآخرين ودراسة كتبهم ومعرفة ما يسيئون فهمة من الكتاب المقدس ويستشهد لهذا المنهج -أيضًا- بآيات من الأناجيل".
واعتبر عمارة، أن هذا التقديم يرسم أسلوب التنصير.. وكيفية عرض المسيحية على غير المسيحيين.. ونتيجة لما رآه عمارة من تجاوز هذا "المنشور التنصيري" عرض المسيحية والدفاع عن عقائدها ما اعتبره طعن في القرآن والإسلام لذلك رأى انه من الواجب الرد على ما جاء فيه، وليس فقط التوصية بمنع تداوله وذلك قيامًا بفريضة (تبليغ الدعوة، وإقامة الحجة، وإزالة الشبهة).

* تحريف التوراة في كتاب عمارة:
بدأ عمارة الفصل الأول من كتابه بصب هجومه على الكتاب المقدس، مبتدأ بالأدلة التي تزعم بتحريف التوراة، التي قال أنها نزلت على موسى بالهيروغليفية؟ ولا وجود لها في التراث الديني اليهودي؟
مضيفًا: إن موسى الذي نزلت عليه التوراة عاش ومات في القرن الـ 13 قبل الميلاد، بينما حدث أول تدوين لأسفار العهد القديم على يد عزرا في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد، الأمر الذي يعني في نظر عمارة إن التراث اليهودي قد ظل شفهيا لمدة ثمانية قرون، متسائلاً هل يتصور عاقل أن يظل تراث ديني في الحالة الشفهية دون أن يصيبه التحريف والتبديل والحذف والإضافة والنسيان!!
وزعم عمارة إن التناقضات الموجودة في أسفار العهد القديم تحتاج إلى "سفر" لكنه اكتفى -لضيق المقام!!- أن يضرب بعض الأمثلة.
وقال عمارة، إن جميع ما جاء في القرآن عن التوراة التي نزلت على موسى وإن فيها هدى ونور ودعوة القرآن اليهود إلى إقامة حكمها، فان المراد بها –كما يقول عمارة- توراة موسى وليست الأسفار التي دونت بعد موسى بثمانية قرون، والتي اتخذت شكلها الحالي، وأضيفت عليها القداسة بعد موسى بأكثر من عشرة قرون.

* "تحريفات" الإنجيل:
انتقل عمارة للحديث عن ما اسماه أدلة "تحريفات" الإنجيل زاعمًا إن كل الكنائس المسيحية لديها أناجيل لا يُنسب واحد منها إلى المسيح موضحا إن العالم كله بجميع كنائسه وبكل مذاهبه "النصرانية" فيه لا يملك نسخة واحدة من هذا الإنجيل.. إنجيل المسيح.
وأشار عمارة إلى أن ثلاثة من الأناجيل الأربعة لا علاقة لها بعصر المسيح، وإن هذه الأناجيل انتقلت نصوصها وتغيرت ألفاظها مرات عديدة بالترجمات إلى العديد من اللغات.
 واعتبر الترجمة نوعًا من "الخيانة " للنص الأصلي وخاصة عندما يكون النص ذا طابع شعري أو وعظي أو صوفي.
وسرد عمارة نموذج لزعمه بتحريف الإنجيل بان تاريخ كتابة هذه الأناجيل متأخر عن عصر المسيح وتاريخ وفاته. واللغة التي تحدث بها المسيح –الآرامية- تختلف عن اللغة التي كتبت بها النسخ الأصلية-الإغريقية. بالإضافة إلى قولة إن الأصول الأولى –المخطوطات- لكل الأناجيل المعتمدة من الكنائس المسيحية قد فُقدت.

* شرك المسيحيين:
في الفصل الثاني بعنوان :المسيحية ديانة موحدة" أشار عمارة إلى إن المسيحيين تجاوزوا التثليث وتعدد الإلهة إلى الشرك، الذي حل في المسيح محل الله - الآب.
وحول "إلوهية المسيح" قال عمارة: لكن الشذوذ الذي أوقع المسيحيين في تأليه المسيح قد جاء من الإنجيل الوحيد-إنجيل يوحنا- الذي فسر "الكلمة" أي المسيح بأنها العقل Logos وهو المعنى اليوناني الذي ساد في الفلسفة الوثنية اليونانية فجعل المسيح-كلمة الله-عقل الله، ومن ثم فهو متحد به.. أي إله!!

* عصمة الأنبياء:

وفي الفصل الثالث الذي جاء بعنوان "حول العصمة والخطيئة والمعجزات" ينفي عمارة عدم عصمة الأنبياء من الخطيئة، مؤكدًا إن العصمة للأنبياء والمرسلين فيما يبلغون عن الله عقيدة من العقائد التي يكفر منكروها.
* توصية بمصادرة كتاب" مستعدين للمجاوبة":
اختتم عمارة كتابه بتوصية إزاء كتاب "مستعدين للمجاوبة" بعدم تداول الكتاب لما يثيره من فتنة وكراهية للنصارى بسبب تكذيبه للقرآن وافتراءه على علماء الإسلام وازدرائه بالأنبياء والمرسلين.
ونشر هذا الرد ملحقًا بمجلة الأزهر لان التجاوزات التي تضمنها هذا الكتاب قد نشرت بين الناس، الأمر الذي يجعل الرد عليه واجبًا لتحصين العقول ضد الأكاذيب والافتراءات
مضيفًا: وليعلم الذين يسلكون هذا الطريق المعوج إن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف قائم على حراسة الشأن الديني لإحقاق الحق ولإشاعة الوفاق بين المتدينين بكل ديانات السماء.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ٩٣ تعليق