بقلم : حمدي رزق |
ثعالب الفيس بوك الصغيرة يحلو لها حديث المناكحة، ويصير متعة يلوكونها كالعلكة (اللبانة)، إذا اقترن النكاح بالجهاد، فيصير جهاد المناكحة، ويتداولون بشبق فتوى شاذة منسوبة للداعية السعودى ناصر العمر (61 عاما)، أجاز للمجاهدين فى سوريا جهاد النكاح مع محارمهم فى حال عدم وجود مجاهدات من غير المحارم!!!
الفتوى التى طالعها 122 ألف شخص على «جوجل» تقترن بفتوى سابقة لنفس الداعية (العمر) تجيز سبى نساء الشيعة وتوزيعهن على المجاهدين (السنة بالضرورة). العمر لم يتب عن فتوى السبى، كما لم يصحح فتوى المناكحة، حتى المحارم لم يحترموها، والمحارم لمن لا يعرف فى الآيات الصريحة من سورة النساء هن: الأمهات والبنات والأخوات والخالات والعمات وبنات الأخ والأختِ، وأم الزوجة وابنة الزوجة والكنة (زوجة الابن) والرابة (زوجة الأب)، وبالرضاع: وهو ما يحرم من الرضاعة بشرط أن تكون 5 رضعات مشبعات، وتصبح المرضعة بمنزلة الأم ويعتبر جميع أبنائها إخوة له.. وأيضا زوجها يعتبر أبًا له، ويحرم الزواج بأى ابن أو ابنة له، فضلا عن الملاعنة: وهو أن يتهم الرجل زوجته بالزنى. فإذا لم يثبت هذا بالأدلة أو الشهود يتم التفريق بينهما، ولا يمكن أن يتزوجا مرة أخرى نهائياً.. «وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ».
عجبا، ألا يجد هؤلاء الدعاة ما يقدمونه لمجاهديهم فى سوريا غير النكاح، ويتزيدون عدوانا على حرمات الله، نكاح المحارم، فتاوى فعلا مقززة، فتاوى شيطانية ما أنزل الله بها من سلطان، فتوى شبقية من نفر من الشيوخ المهووسين بالنكاح، شيوخ المناكحة تخصصوا فى أحكام النكاح، وكأن الأمة أزمتها نكاح، ولا ينقصنا سوى النكاح، وكأن الأزمة السورية ناقصة نكاح، أو أن المجاهدين فى سوريا طلبوا النكاح، وكأنما الإخوة نذروا أنفسهم للجهاد والنكاح، أو لجهاد المناكحة.
يا مولانا الحَبر العلّامة، ألا يصح الجهاد بغير نكاح؟! يعنى حبكت على رأى حفيظة زوجة العمدة.. «الليلة يا عمدة».. يا جماعة هل نجاهد فى سوريا أم نناكح؟! وهل يجوز النكاح قبل الجهاد، وهل يحل بعده؟! عجبا.. يعنى الجهاد دون نكاح صعب على الإخوة، لازم نكاح قبل الجهاد، الإخوة لابد أن يتزودوا من النكاح قبل الجهاد، وهل طلب الإخوة المجاهدون نكاحا حتى يتطوع المفتون ويشوهوا صورة الجهاد، ويقرنوه بالنكاح، وتصل بهم النشوة إلى نكاح المحارم؟ والله حرام عليكم تشويه الجهاد والمجاهدين، والنيل من الإسلام والمسلمين، يا أمة ضحكت من جهلها الأمم، والله العالم بيضحك فى سره من هؤلاء المجاهدين المناكحين.
أفهم أن يطلب المجاهدون دعما لوجستياً وعسكرياً، أو دعماً دولياً، أو زاداً روحياً.. «وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى».. ولكن نكاح؟!! نفر من الدعاة رهنوا الجهاد بالنكاح، شىء لزوم الشىء، يعنى تجاهد وتنكح، وكأنها مكافأة للمجاهدين، ولا أعرف ما علاقة الجهاد بالنكاح، وهل من نذر نفسه للجهاد ويجود بالنفس لازم ينكح، نكحة لما تنكحكم، شوهتم الجهاد، واستحليتم النكاح، واستبدلتم الذى هو أدنى بالذى هو خير.
عيب بصحيح، جهاد نكاح، ونكاح جهاد، أتنكحون أم تجاهدون؟! ومتى كان الجهاد فى النكاح جهاداً؟ الهوس كان قد وصل اعتصام رابعة، وطلب لهم نفر من الشواذ فكريا نكاح الجهاد، فاكرين فيديوهات نكاح الجهاد الآثمة، لن أذكركم بفضيحة الفيديو الشهير للفتاة التى تعرضت لنكاح حتى خارت قواها، أى جهاد هذا الذى لا يتم إلا بالنكاح، لازم المجاهد يختلى قبل ولوج المعركة، هل يطلب المجاهد قسطاً من الراحة فى السرير قبل المسير؟ المجاهد الحق يطلب الحور العين فى الجنة، يبدو أن بعض المجاهدين يطلب حظه مقدما، نكاحا قبل الجهاد.. قبحكم الله.
نقلا عن المصري اليوم
|
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت | عدد التعليقات: ٠ تعليق |