CET 00:00:00 - 28/03/2009

المصري افندي

بقلم / مجدي ملاك
الأحداث الأخيرة التي تم الكشف عنها بخصوص الرشوة التي بناءً عليها تم الاتفاق على تخصيص ما يقرب من 16 ألف فدان لصالح أحد الشركات الخاصة يدل أن هناك فساد كبير يعم البلاد، وإذا كان مساعد لوزير يفعل هذا الأمر -وهو مرتبه لا يقل أعتقد عن 10 آلاف جنيه في الشهر أو لنقل أنه يحصل على مرتب يكفيه من أجل حياة كريمة-، فإذا كان هؤلاء يقومون بهذا الأمر فما هو الحال لمن لا يملك حتى الحد الأدنى من القدرة على الاكتفاء الذاتي؟!!
وإذا كانت الشركة التي قامت بتقديم المعلومات حول هذه القضية فأين هو دور الأجهزة الرقابية في متابعة كل ما يحدث على لأرض الواقع داخل المؤسسات الحكومية؟؟ ولماذا لا تتم محاسبة دورية لكل مَن هم في منصب وبحيث يعمل هؤلاء على كشف حساباتهم بشكل يوضح حجم ثرواتهم الحقيقية.

هذا يُرجعنا مرة أخرى لقضية الأبطال الحقيقيين لهذا المجتمع، فكل يوم أصبح يترسخ لدينا جميعاً أو هكذا يجب أن يكون بأن الفلاح والعامل البسيط هم النجوم الحقيقيين لهذا المجتمع بلا منازع، فهم المكافحين بلا كلل، هم أكثرهم اقتناعاً بما يملك وفي ذلك لا يتمرد ولا يسعى أن يتكسب على حساب فساد ضميره مهما كلّفه ذلك من عناء وتعب وصبر على الرغم أنه أكثر احتياجاً من هؤلاء الذين يملكون الملايين والمناصب الرفيعة ولربما ليهم فرص كثيرة في احتلال مناصب أخرى إذا ذهبت أحد المناصب من أيديهم، ولكن هكذا يعلمنا التاريخ أن الفساد ينبع أساساً من عدم قدرتنا على الكلام والحديث والإفصاح عن كل ما نراه ونحاول السكوت عنه من أجل مصالح ضيقة لم ولن تستمر طويلاً لأنها قامت على أساس فاسد.

نعم حقاً سنكون كلنا فاسدون لأننا في كثير من ثقافتنا نرى الفساد ولكننا نصمت لأن في السكوت مصلحة، نعم لن يكون لدينا أمل إذا أصرينا على الاستمرار في تلك الثقافة التي تخلق من الآخر الفاسد شبح نظن أننا لا نستطيع الاقتراب منه حتى نحافظ على ما تبقى من جزء هام وحيوي من مصالحنا، إذا لم نلتفت في حياتنا أن هناك أهم من الجزء الضيق من مصالحنا وهي الدولة والأسرة والمبادئ التي يجب أن تغلب على كل مكونات الفساد التي أصبحت منتشرة بشكل كبير، إذا لم نغلب كل هذا ونترك فسادنا فلن نستطيع أن نتقدم خطوة إلى الأمام لأننا إذا استمرينا على صمتنا فحقاً كلنا فاسدون.  

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق