بقلم: صفوت سمعان يسى
قضية اللاجئين الأفارقة هى قضية إنسانية أخلاقية ، التعامل معها إيجابا أو سلبا يبين مدى تقدم الدول واحترامها للبشر والإنسانية بغض النظر عما يكون اللاجئ عليه من جنس أو لون أو عقيدة – لكن على ارض مصر يتم تقييم اللاجئ حسب قدومه من الدول أو حسب معتقده – أنها العنصرية اللعينة البغيضة التى تدير بها وزارة الخارجية أمور اللاجئين الأفارقة فى مصر والتى يندى لها الجبين والتى تتحدى كافة الاتفاقيات الدولية الموقعة عليها مصر من حماية اللاجئين وتوفير الدعم الإنسانى والصحى بالاتفاق مع الأمم المتحدة طبقا لقرارى رئيس الجمهورية رقمي 331 , 333 سنة 1980 بالموافقة عليهما اعتبارا من 22 / 5 / 1981من الدستور - حتى ولو دخلوا بطريقة غير شرعية نتيجة لأعــــــــمال الحروب و المجاعات حماية لهم من تعرضهم للقتل والتعذيب والمجاعات.
فهل يعامل اللاجئ الأفريقى مثل لاجئ غزة الذى يكسر الحدود ويفجرها وان لم يستطع سرقة المحلات فهو يشترى بفلوس مزورة ويقتحم المبانى الحكومية ويرفع علمه كأنه احتل سيناء ويضرب الجنود المصريين بالرصاص ويقتل الضباط ويحق له انتهاك الحدود متى شاء وفى الآخر لا احد يمنعه أو يعترض عليه لأنه عربى بينما اللاجئ الأفريقى الذى لا يطلب أكثر من يجد طعاما وأمنا لأسرته هربا من جحيم بلاده من حروب ومجاعات ملتجأ لمصر الحضن الأفريقى للأفارقة والتى يربطهم نيل واحد وقارة واحدة وتعاون تجارى منذ حضارة الفراعنة , فيجد من يقتله بالرصاص على الحدود وان عاش يسجن لفترات ويرحل لبلاده بالرغم من المخاطر المحدقة فى عودته , ولا ننسى سابقة مقتل 29 سودانى بالمهندسين فى إساءة بليغة لسمعة مصر الدولية وانتهاك حقوق اللاجئين !!!
لكن وزارة الخارجية ألقت بذلك الموضوع برمته على وزارة الداخلية التى لا يدخل فى اختصاصها أدارة الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية للاجئين وإنما اختصاصها هو الأمنى - ومن وزارة إلى وزارة يا قلبى لا تحزن وضاع بين الاثنين كافة حقوق اللاجئين – حيث ترفض مديرية أمن أسوان السماح للمنظمات الحقوقية والأهلية تقديم المساعدة الإنسانية من ملبس وطعام ومساعدات طبية بالإضافة للمساعدة القانونية ،وهذا يعتبر دورا أصيلا لمنظمات المجتمع المدنى .
فهى لا تسمح بالزيارة لمنظمتنا لكى يتم دارسة حالاتهم النفسية واحتياجاتهم الإنسانية بالرغم من مخاطبتهم رسميا ثلاث مرات محتجزة إياهم لمدة تقارب على السنتين ذاق فيها اللاجئين الأفارقة كل صنوف العذاب والألم أشكال وألوان من :
· طول فترة الاحتجاز التى تقارب على السنتين
· ضيق الأماكن وكثرة العدد المحتجز فى مكان واحد
· عدم السماح لهم بالخروج من الحبس والتمشية إلا كل حين وحين
· عدم معرفتهم بمتى سيفرج عنهم وإحساسهم انه محتجزين إلى ما لانهاية وهو أسوأ واقسي شعور يحس به الإنسان فحتى القاتل يعرف متى سيخرج
·رفض الأطباء معالجتهم أو صرف أدوية واعتبارهم غير آدميين وخصوصا طبيب معسكر ألأمن المركزى بالشلال بأسوان والذى انتهك القسم الطبى بجدارة متناسيا انه يعمل بأسمى مهنه لتخفيف الآم المرضى .
· اضطرارهم للإضراب أكثر من مرة لتردى أحوالهم المعيشية والنفسية تحت لهيب الحر فى الصيف والبرد القارص فى الشتاء وخوفا من إرجاعهم لبلادهم لتعرضهم لمخاطر محدقة تمس سلامة حياتهم وأسرهم .
· وجود عائلة بأكملها محتجزة بأطفالها من زوج وزوجة وثلاثة أطفال من عمر 4 و 7 و 10 سنوات فى سابقة خطيرة من انتهاك حظر احتجاز الأطفال تحت أى ظروف طبقا لاتفاقية مكافحة العنف ضد الأطفال الصادر من الأمم المتحدة والموقعة عليه مصر والذى تم تدريسه للشرطة ووكلاء النيابة – والذى يعرض الحبس لكل من احتجز طفلا - وتم أبلاغ نجدة الطفل ولم يفعلوا شيئا لهم !!! كما لا ننسى احتياجات الأطفال الخاصة من ألبان وطعام وملابس .
· عدم امتلاك المفوضية السامية لشئون اللاجئين أية آلية لسرعة انجاز تطبيق شروط اللاجئ عليهم وبطء الإجراءات والتعامل معهم كأرقام لا حالات بدعوى أنها تتعامل مع سيادات دول من دولة اللجوء إلى دولة التهجير.
· بطء الإجراءات فى سفارة كندا وسفارة أمريكا فى دراسة حالة اللاجئين والسماح بسفرهم – وأصبحت أوراقهم بين الرفض والقبول بين المفوضية وبين السفارات وكل منهم تطلب موافقة الأخرى .
· رفض المفوضية قبول 17 حالة كلجوء حيث يخشى اللاجئ الإدلاء بأى بيانات تؤدى إلى إرجاعه وكنا الجهة الوحيدة كمنظة حقوقية يدلوا لنا بحقيقة جنسيتهم وسبب هروبهم ولكن رفض الأمن لدورنا عطل ترحيلهم .
· تعرض اللاجئين الباقين للخطر الداهم فى حالة إرجاعهم لبلادهم حيث ان ألف وخمسمائة لاجئ تم ترحيلهم فى السنة السابقة و تم حبس معظمهم 20 سنة فى سجون غير آدمية ببلادهم وتم إعدام الكثير منهم واختفاء كثيرين لا يعرف أين ذهبوا !!!
لذلك نطالب
1- وزير الداخلية السماح لنا بزيارتهم كل فترة حتى نتمكن من ترحيلهم إلى دول المهجر وتقديم المساعدات الإنسانية .
2- أن تراجع المفوضية السامية لشئون اللاجئين طلبات اللجوء للعدد الباقى بالتعاون معنا .
3- تعاون سفارة كندا وأمريكا بسرعة انجاز قبولهم – حتى وان اضطرت إلى قبولهم كمهاجرين لا كلاجئين .
4- كل من يستطع ويملك اتصالات فى الداخل أو الخارج بكندا أو أمريكا أو مساعدة فى توفير لجوء لدول أخرى ان يساهم معنا فى تسفيرهم وله الشكر
وأخيرا أرحموا من فى الأرض يرحمكم من فى السماء
مسئول عن ملف اللاجئين بمنظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان
safoutsamaan@yahoo.cpom |