CET 00:00:00 - 09/12/2009

مساحة رأي

بقلم: د. ممدوح حليم 
تحدثنا في مقال سابق عن محاولة العرب اقتحام أوربا من جهة الغرب في القرن الثامن، وفشل دخولهم فرنسا وسويسرا، ثم طردهم من أسبانيا بعد 781 سنة من حكمهم لها. وفي هذا المقال، نتحدث عن الدور العسكري البشع الذي لعبه الأتراك العثمانيون لغزو أوربا من جهة الشرق، وهو الدور الذي مازالت بصماته موجودة حتى الآن. 

في عام 1453، استطاع السلطان" محمد الفاتح" أن يستولي على "القسطنطينية"، العاصمة الشرقية للإمبراطورية الرومانية، ليحولها إلى "إسلام بول" أي دار الإسلام، وليتحرف الاسم إلى استانبول التي دعاها العرب الأستانة، لتسقط بذلك ثاني أهم منارات المسيحية في القرون الأولى( الإسكندرية، القسطنطينية، روما). ولاشك في أن الاتحاد الأوروبي حفيد الدولة الرومانية لم ينسَ تهور الدولة العثمانية، ومن ثم      
يرجح أن تركيا ابنة الدولة العثمانية لن تقدر دخول الاتحاد الأوربي الذي تلهث وراءه. 

حول بشاعة أعمال العثمانيين، كتب المؤرخ " ول ديورانت" يقول: " قتل المنتصرون الألوف حتى توقفت كل محاولة للدفاع، ثم بدأوا السلب والنهب الذي طال تعطشهم إليه، واغتصبت النسوة في شهوة لا تعرف التمييز".
لقد حول محمد الفاتح كنيسة القديسة صوفيا إلى مسجد تحول إلى متحف بعد حركة أتاتورك الذي أنهى الخلافة العثمانية.

وفي سياق آخر، وفي عام 1683، تقدمت جيوش العثمانيين نحو النمسا وحاصرت أسوار فيينا حصارا مريرا، لكن محاولتهم باءت بالفشل، حيث تحالفت الجيوش الأوربية مع النمساوية بجيش لا يتعدى عدده 40 ألف جندي ليدحض الجيش العثماني الجرار الذي بلغ عدده 140 ألفا.
إن محاولة أسلمة أوربا بالقوة العسكرية مازالت ماثلة في أذهان الأوربيين، الأمر الذي يجعل بعضهم يخشى أن يتم هذا من خلال القوى الناعمة بعد أن اختل ميزان القوى العسكرية بشدة لصالح الأوربيين ، ومن هنا يمكن تفهم قرار السويسريين منع بناء المآذن، لاسيما بعد الحوادث الإرهابية التي شهدتها أوربا وغيرها ، مما قلٌب المواجع على الأوربيين.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق