بقلم: صفوت سمعان يسى
ما يحدث على الساحة القبطية الآن فهو جعجعة وليس هناك طحن ، فكل حادثة تتم ضد الأقباط ترتفع وتيرة الأصوات عالية ثم بانتهاء الحدث ترجع كما كانت متبعة سياسة رد الفعل الصوتى التى تشتهر بها السياسة العربية ( الظاهرة الصوتية ) وهى عدوى انتقلت لنا بحكم مجاورة الحداد – ويرجع وصولنا لهذه الحالة إلى فكر أقباط مصر المستسلم للواقع تماما وكأنه مقرر تاريخى مفروض أن نحفظه ونعمل به منذ عصور الذمية التاريخية حتى اليوم – وكذلك يرجع إلى عدم وجود قادة سياسيين للعمل القبطى منذ قيام الثورة وهى خطة اتبعتها الحكومة المصرية وخنقت به العمل القبطى تماما ودفعتهم بذكاء للالتجاء للكنيسة كحصن ومأوى للعمل الدينى و السياسى من الجأر بالشكوى والمظالم والاحتجاج والتظاهر، قاصدة وضع الكنيسة بين المطرقة والسندان ، فإذا تكلمت الكنيسة ودافعت عن أبنائها فهى تمارس السياسة وتجعل من نفسها دولة داخل دولة وإذا سكتت الكنيسة غضب الأقباط واتهموها بالسلبية كما هو حادث الآن – وهذا الصمت من الكنيسة نتيجة للضغوط السياسية بإظهار العين الحمراء إذا تحدثت - فوضع وحالة الأقباط رهن بصمت أو لا صمت الكنيسة وهو دور يؤخذ عليها لعدم تفعيل دور المجالس الملية فعليا فى كافة البلاد وكذلك السلبية المفرطة من الأقباط تجاه العمل السياسى بحجة صعوبة وعدم جدوى دخوله مما جعل التيارات المتشددة تمرح وتفعل ما يحلو لها مادام الأقباط لا وزن ولا شأن ولا قيمة لهم .
وقد ظهرت دعوات واصوات مطالبة بعدم الاحتفال بعيد الميلاد ونادى البعض الآخر بعدم قبول التهنئة وبغض النظر عن وجاهة الفكرة كشكل من الاحتجاج السلمى فمن المعروف ان الكنيسة ترفض كافة أشكال الاحتجاج وترسل مندوبيها لمنع المظاهرات الخارجية وتمنع يوم الإضراب القبطى السلمى .
ولذلك أمل ان اقترح بعد الأعمال التى تخرجنا من دائرة السلبية المفرطة وأتمنى ان تجد قبول وصدى سواء بالسلب أو الإيجاب وطبقا لما قاله السيد المسيح بدلا من تلعنوا الظلام أضيئوا شمعة
1- فى حالة قبول البابا التهنئة فى عيد الميلاد وخاصة فى قداس ليلة عيد الميلاد أن يتم التصفيق لأسماء المهنئين فى الصفين التالين للضيوف من رجال وسيدات كنوع من احترام للمهنئين على أن تمتنع باقى الصفوف عن التصفيق تماما كنوع من رفض ما يحدث
2- عند زيارة المهنئين الرسميين من كبار رجال الدولة السياسيين والأمنيين لقداسة البابا ومطارنة وأساقفة الأبروشيات ان يتم توزيع كتيب صغير يظهر ما حدث للأقباط فى هذه السنة (اعتقد انه يحتاج إلى مجلد ) كنوع للتعريف على ما حدث ولإظهار تقصيرهم تجاه الأقباط حتى من مجرد استنكار.
3- على كل البلاد التى تم فيها تدمير وحرق ونهب ان تنشأ فورا كل مطرانية حساب بنكى مثل بنك القاهرة والأهلى ومصر الذى تتواجد بها أفرع فى كافة محافظات مصر لحساب المتضررين من تلك الأحداث الدامية واعتقد انه من الواجب على كل مصرى أو قبطى التبرع لهؤلاء البؤساء الحزانى على ما حدث لهم فكيف نحن نعيد بعيد الميلاد وغيرنا لا يجد من يواسيه ويقف بجانبه فكيف نذهب للكنيسة بأزهى وأغلى الملابس وغيرنا لا يجد ما يلبسه ويستر به أبنائه وبناته وكيف نأكل اللحوم والحلويات وخلافة وغيرنا لا يجد ما يأكله نظرا لتدمير وحرق رزقه ولا يجد مصاريف لأبنائه للمدارس .
4- كل من يستطع الذهاب لهذه المناطق المنكوبة ويقضى العيد معهم فى الكنائس أو فى تالى يوم العيد هو نوع من المشاركة الإيجابية لإظهار أنت لست وحدك وهى قمة مشاعر التعاطف والإنسانية وأتمنى ان يقم بها شباب وشابات الأقباط محملين بالهدايا حتى ولو رمزية بمجموعات .
5- إرسال كروت معايدة لهؤلاء المتضررين وإظهار المشاعر الفياضة تجاههم على أضعف الأيمان .
وأخيرا من ناحية العمل العام لابد من المشاركة فى الانتخابات من استخراج البطاقة الانتخابية والتصويت ولا نتحجج بأنها مزورة ونقبع فى منازلنا وندافع عن قضايانا من تحت غطاء السرير ونطالب غيرنا بالدفاع عنها فلا يحك جلدك مثل ظفرك - وكذلك القيام بالعمل العام مع أخوتنا المسلمين المعتدلين المحبين لوطننا وهم أكثر من ان تتخيلوا حيث يجب ان تحل قضايانا كقضية مصرية صميمة لا طائفية جربوا وستروا . فالحقوق تنتزع ولا تمنح - فما ضاع حق وراءه مطالب .
وأخيرا للصمت وقت وللكلام وقت وقد حان وقت الكلام والفعل |