بقلم: هند مختار
إزيكم وحشتوني جدًا جدًا جدًا.. حقيقي والله وافتقدتكم وإفتقدت تعليقاتكم الجميلة والثرية بالفن والفكر..
المرة دي تجربة الكتابة أصعب من كل مرة لأنها جاية بعد غيبة طويلة ولقيت في دماغي أكتر من موضوع عايزة أتكلم فيه وكنت محتارة جدًا لغاية ما جه الحل لوحده وكالعادة الموضوع فرض نفسه وكتب نفسه..
أنا دايمًا بقول إني باحب السينما جدًا وعايزة اشتغل فيها وعمّاله أقرا كتب عن السينما واتفرج على أفلام وأدرس نقد فني، وأدخل معهد السينما وأوجع قلبي ده كله إيه السبب فيه؟
أنا هاجاوبكم وبصراحة شديدة.. أنا زيي زي قطاع كبير من جيلي إتولد في الخليج وقضى طفولته الأولى هناك، أنا اتولدت في السعودية وهي مختلفة شوية عن باقي دول الخليج في إنها (مقفلة) يعني أماكن الترفيه فيها قليلة جدًا، على الأقل في الفترة اللي كنا فيها هناك وكانت أجازتنا من المدارس هناك خميس وجمعة وكانت تسليتنا الوحيدة وقتها هي أفلام الفيديو..
كنا كل أسبوع نتفرج على فيلمين وتلاتة وكلهم تقريبًا عربي والأجنبي كان نادر جدًا.. من الأفلام دي أنا شفت مصر طول السنة، أنا اللي كنت بشوفها اشهر في السنة نصه على البحر ونصه التاني كان على موائد قرايبي علشان العزايم..
من أفلام السينما المطبوعة على شرائط فيديو عرفت أتكلم مصري، وعرفت أسماء الشوارع، شفت أفراح الفنادق، وأفراح الأحياء الشعبية، أكلت درة على الكورنيش، وبطاطا في الشتا وترمس ولب من البلكونة ساعة العصاري..
من السينما وأنا في بلاد تانية شفتك يا مصر وحسيتك.. أنا من الجيل اللي كان بيستنا طيارة عادل الإمام (دي الطيارة اللي كانت بتيجي فيها أفلام عادل إمام)، عايزه أقولكم إننا كنا بنعتبر الفنانين دول قرايبنا وإخواتنا وأصحابنا وده بجد، مش هم اللي بيجوبلنا الأخبار وكانوا بيعيشونا أجمل وقت مع الوطن..
كان فيه فترة في السينما اسمها أفلام المقاولات وهي أفلام أواخر السبعينات لغاية نص التمانينات، ودي أفلام كانت بتتعمل في خمستاشر يوم وإقلب زيها زي الأفلام الهندي (رقصة وبوسه وحب وخيانة ونهاية سعيدة في الآخر)، وعايزه أقولكم على الرغم من هيافة الأفلام دي وردائتها إلا أنها أفلام صاحبة فضل في إنتشالنا من وجع الغربة وتقريبنا من مصر..
باحب السيما لأنها ممكن تكون لك وطن.. باحب السيما لأنها ممكن تكون لك حلم وواقع في نفس الوقت.. باحب السيما لأني مخلوقة كده باحب السيما..
على فكره تعالوا نغير بدل ما كل مرة أنا أكتبلكم وأنتم تقروا، إيه رأيكم تطلبوا وأنا أكتب لكم، ولو حتى مرة كل شهر يكون الموضوع من إختياركم وأكتر موضوع هانتفق عليه هاكتب فيه ونتناقش سوى. |