CET 00:00:00 - 14/12/2009

أخبار وتقارير من مراسلينا

حمدى الأسيوطى: لا يصح أن يكون الإبداع مقيد بقانون
خالد بهجت: من حق كل إنسان أن يبدع فى دولة تدعى الديمقراطية
حسام الدين صلاح: قانون النقابة نشأ لحماية الإبداع
روضه أحمد : المواثيق الدولية تؤكد على حرية الإبداع
أحمد عزت حرية الإبداع نص مطلق لا يجوز للمشرع تقييده
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون


أقامت الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ندوة بعنوان "نقابة المهن التمثيلية وتجريم الإبداع فى مصر" شارك فيها العديد من النقاد والفنانين والمحامين، وذلك بعد الحكم الذي صدر على الممثل الشاب ناصر عبد الحفيظ بالغرامة المالية 10 آلاف جنيه فى الدعوى التى أقامها ضده نقيب المهن التمثيلية يتهمه فيها بالتمثيل دون تصريح من النقابة. وقال المستشار القانونى للشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان حمدى الأسيوطى إنه لا يوجد إبداع دون حرية وهى ليست منحة من شخص أو نظام حاكم أو دستور لكنها حق مثله مثل الحق فى الحياة. وبحكم المجتمع الذي تتعدد فيه وجهات النظر السياسية والدينية والفكرية تختلف النظرة للإبداع، وقديما كنا نرى تشجيعا كبيرا من الدولة للفنانين والعلماء وأبرز مثال ما كان يحدث بمدرسة السعيدية الثانوية والتى احتوت مسرحا فنيا أخرج المئات من رواد الإبداع الحالى.

قانون النقابة ليس له علاقة بالإبداع
تحدث الأسيوطى عن تجربة القيد بنقابة المهن التمثيلية مؤكدا أن قانون النقابة من وضعته وليس له علاقة بالفن والإبداع ولا يصح أن يكون الإبداع مقيد بقانون، ويعزَ علينا أن نرى قيود مثل الرقابة والأمن ومنع العرض والمصادرة تعيق حرية الإبداع ويكون التقييد في الوقت نفسه نابع من داخل المنظومة المهنيةـ لدرجة معاقبة فنان شاب بغرامة مالية لمجرد أنه مارس الفن دون ترخيص من النقابة. من المفترض هنا أن يكون دور هذه النقابة هو تشجيع المواهب وتوفير الأداوت المساعدة لها وليس إعاقة شباب الفنانين. كما أبدى الأسيوطي تعجبه مما حدث مؤخرا من محاسبة مؤلف وناشر رواية "مترو" والتى حققت فيها مباحث الآداب فكيف يفتش ضابط آداب الذي يقبض على الداعرات يبحث عن الدعارة فى عمل فنى بحجة أنها تخدش الحياء.

ولفت الأسيوطى إلى التقرير الذي سبق وأصدرته الشبكة العربية عن المصادرات وحرية الإبداع الفنى فى إبريل 2007 والذي ورد فيه رفض الرقيب فيلم يدعى "مؤذن الكيت كات" وهى منطقة أخرجت العديد من الممثلين والفنانين وكان مبرر منع الفيلم أنه يحرض على الثورة رغم أن المخرج حاول معالجته بشكل مختلف للموافقة عليه إلا أنه تم رفضه.

الابداع و الديمقراطية
من جانبه قال خالد بهجت أستاذ الإخراج السينمائي بمعهد السينما والذي أعطى للمثل ناصر عبد الحفيظ دوره فى مسلسل "وتر مشدود " والذي عوقب بسببه، إن الإبداع نوعا من الصدام بين الموهبة التى تحمل ثورة وحب للتغيير ورفض الموجود والتجديد وبين العلم والنظريات والواقع الموجود وهو ما ينتج الإبداع الذي هو شئ جديد خليط من العلم والموهبة، مؤكدا أن من حق كل إنسان أن يبدع فى دولة تدعى الديمقراطية، من حق كل إنسان أن يبذل المجهود الذي يراه لتفرز الساحة الناجح من الفاشل ولا يعيب الممثل أن يسعى لإثبات ذاته وهناك المئات من أصحاب الكارنيهات الذين لا يجيدون التمثيل، وفكرة المنع من التمثيل أو الغناء أو التأليف غير مقبولة تماما لأنه قهر للطاقة وللإبداع .

الإبداع وغياب القضايا الجادة
المخرج حسام الدين صلاح لفت إلى أن هناك فرق بين الرقابة والنقابة فهو فى عمله تعرض للعديد من المشاكل مع الرقابة لأن أغلب مسرحياته تنتمى إلى المعارضة السياسية مؤكدا ان المسرح السياسي يحقق أعلى إيرادات فى تاريخ المسرح المصري منذ إنشاؤه. ودافع صلاح عن قانون النقابة مؤكدا أنه ليس ضد الإبداع بالعكس فقد نشأ فى الأساس لحماية الإبداع ولكن ما حدث مع ناصر هو موقف شخصي لا تمت النقابة له بشئ والقضية هنا ليست نقابية حيث تنطبق عليه شروط النقابة كما أنه ممثل جيد ويبدو أن المواقف التى يعلنها إعلاميا وصحفيا أثرت فى النظرة إليه فيما يخص مسالة القيد.

وأكد صلاح أن من حق ناصر أن يمثل لأنه ممثل ومتخصص، لكن لدينا مشكلة فى الرقابة والمنع وسقف الحرية الذي بدأ يقل بشده وأصبحت لدينا حساسية شديدة، فمثلا على الرغم من أن دور المسرح الحقيقي تصوير المشهد الواقعى، لكن الآن يتم رفض هذا النوع ونكتفى بالهزل والسفه ويبدو أن حرية الإبداع أخذت شكل "حرية العري"، والفن الرخيص والابتذال أصبح هو المطلوب بينما غابت القضايا الجادة.

نقابة التمثيليين والإبداع
من جانبها قالت روضه أحمد مدير الوحدة القانونية بالشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان أنها طلبت من نقيب المهن التمثيلية الحضور أو انتداب شخص عنه فى الندوة إلا أنه رفض، مؤكدا أنه لم يقم القضية ضد الممثل ولكنه محامى النقابة كما رفض التنازل عنها، مؤكدة على أن نقابة المهن التمثيلية مثل الصحفيين لا تضم إلا العاملين بالمهنة فى الأساس، ولدينا مواد فى الدستور المصري والمواثيق الدولية تؤكد على حرية الإبداع دون قيود ونقابة التمثيليين لا تعطى المهنة للمثل لكن دورها حماية الممثل العامل أساسا.

الدستور المصرى والابداع
فيما قال أحمد عزت المحامى بمؤسسة حرية الفكر والتعبير أن المادة 49من الدستور نصت على أن حرية الإبداع نص مطلق لايجوز للمشرع تقييده بأى نص آخر، والعقاب والتجريم له ضرورة اجتماعية من المفترض توافرها لكن ما هذه الضرورة فى عقاب شخص يرى نفسه ممثلا، وأضاف أن الإبداع هو الخروج عن المألوف وهو مرتبط بشخص المبدع فقط. واضاف أن المادة 56 من الدستور تقول إن النقابات تنشا على أساس ديمقراطى وهذا الممثل قدم ورقه للنقابة ورفض ماذا يفعل؟ من المفترض أن يكون دور هذه النقابات تنظيم العمل وليس تقييد الإبداع. لافتا إلى أن هناك فارق كبير بين العلوم النظرية غير الطبيعية والإبداع الفنى أو الثقافة والأدب وليس من المفترض تقييده والمجتمع هو الوحيد الذي يقيمه.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق