CET 00:00:00 - 15/12/2009

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس

تعودت شريكة حياتي أن تبدأ في تزيين بيتنا المتواضع في منتصف شهر ديسمبر من كل سنة بمناسبة أعياد الميلاد ... كان تزيين البيت وخصوصا شجرة الميلاد من أهم وافضل إهتماماتها قبل نهاية السنة وبداية سنة جديدة .... كانت تخصص يوم في مثل تلك الأيام لتذهب إلي أشهر محلات الزينة لكي تشتري جميع مستلزمات التزيين والذي كان يلقي علي بيتنا البهجة والسرور حتي منتصف يناير وتبدأ في إزالة لوازم التزيين وتلقيهم في سلة المهملات في ما عدا شجرة الميلاد ... وكنت أمزح معها واقول لها : (  خسارة إحفظي لوازم الزينة في علبة كرتون لكي نستغلهم للسنة الجاية ..!) كانت ترد عليّ بكلماتها الحلوة الجميلة ... ماتخافش علي الفلوس ... ده من مالي الخاص وترن ضحكتها في أرجاء الصالة حيث تضع شجرة الميلاد في إحدي أركانها ... وتكمل كلامها ... الحقيقة كل سنة في أشكال جديدة بتنزل الأسواق ... وطالما حبنا في تجديد مستمر  يبقي لازم فرحتنا بالعيد يبقي في تجديد مستمر
 . وصوت كلامها يدخل في أذناي برقة وبطهارة المرأة الفاضلة والتي لا يُقدر ثمنها بالجواهر ... هو أنت ناسي ياحبيبي أول معرفتنا ببعض كان سببها

شجرة الميلاد ؟؟؟ قلت لها أحب أن أسمعها منك دائما ... فانا أشعر عندما تحكيها لي أنني ما أزال هذا الطفل الشقي الذي كان ينتظر آخر شهر في السنة  لكي يسمع صوتك  يناديه من شباكك الذي يعلو شباكه  ويتناول منك  فرع الزينة والذي كان يتدلي من شقتك إلي شقته  و يوصله ببريزة الكهرباء الموجود بالقرب من الشباك .... تضحك وتقول : حاول بقي يا باشمهندس ان تتفرغ في عمل التوصلات الكهربائية لفروع الزينة , ولا تنسي كابل الكهربا الخاص بشجرة عيد الميلاد . 

    وفي إحدي السنوات إقترب الشهر الأخير من السنة ... وكان دخلي من العمل غير مناسب مع خبرتي ومجهودي ... صارحت زوجتي وقلت لها : أتصور أنه حان الوقت لكي أبلغ صاحب الشركة برفع قيمة مرتبي ... كان ردها ... ضع إتكالك علي الرب ... أحنا دخلنا كويس وبنتنا في الجامعة ,فمافيش داعي تدخل لصاحب الشركة وتقلل من شأنك ... فأنت مركزك كبير ... قلت لها عموما أنا لي ميعاد معاه النهاردة في مركز الشركة ... سوف أضع مشيئة الرب علي لساني . 

    وأنا ذاهب إلي المدير تصورت أن رجليّ أصبحت ثقيلة خشية أن يحرجني لو سألته علي زيادة مرتبي ... دخلت عنده , ويادوب بأمد يدي لمصافحته سمعته يقول لي ... ألف مبروك لقد وكلنا لك مسئولية مكتبنا الجديد بمدينة نصر , وبناء عليه سوف يزداد مرتبك ألضعف . لم أتحمل أن أجلس معه أكثر من المطلوب مني , وتحدثت مع زوجتي في التليفون لكي أخبرها هذا الخبر المفرح ... بشرتها وأحسست بفرحتها لي وقالت لي سوف نحتفل اليوم بالترقية تحت شجرة الميلاد . قلت لها أنا لم استطع أن أكمل التوصيلات الكهربائية للزينة وللشجرة ... قالت لي ولا يهمك ... عموما أنا أتيت مبكرا اليوم من عملي.... أنا في انتظارك . 

   دخلت البيت ووجدتها قد قامت بجميع التوصيلات الكهربائية ... وقالت لي ساخرة ... هو انت بس اللي فاكر نفسك مهندس كهرباء ... ضحكنا وجلسنا حول الشجرة نصلي ونرنم ... ثم أتت بأشهي المأكولات وأخذتنا الذكريات في هذا الجو الروحي الجميل . ونحن منهمكين في إعادة الذكريات وقع نظري علي كارت جميل منها موجود بين أوراق الشجرة , مكتوب فيه ... ألف مبروك ياحبيبي علي الترقية ... زوجتك المخلصة .... فرحت بها وقلت لها أنت فعلا لا تنسي شيئا .... 

   وبعد الإنتهاء من هذا الإحتفال شاركتها في جمع الأطباق ووضعهم في الحوض لغسيلهم ... وفي لحظة كانت هي بداخل المطبخ , وجدت بالصدفة كارت من نفس نوع الكارت التي كتبت تهنأني فيه بالترقية بارز من شنطتها... سحبته وفتحته  وإذ اقرأ فيه .... لا تحزن ياحبيبي من عدم الترقية , فأنا أحبك أنت ... كفي نبقي مع بعضنا .... زوجتك المخلصة. !  
  تذكرت هذا الأحداث وانا جالس لوحدي بجانب شجرة الميلاد بدون زينة .... وأفقت علي رنة جرس الباب ... قمت لكي أفتحه وإذ أجد روح زوجتي في جسد إبنتي الوحيدة التي جاءت خصيصا لتقول لي ... كل سنة وانت طيب يا أحلي بابا  وقبلتني وقبلتها وإحتضنت أبنتها وذهبت لكي تقضي وقتها مع زوجها تحت شجرة عيد الميلاد الخاصة بهما !!!!! 

 نعم هؤلاء هن زوجاتنا وبناتنا  اللآتي يقبلن العيش بإخلاص وآمانة و علي الحلوة والمـــــــــرة ......!!!!!!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٣ صوت عدد التعليقات: ٢٩ تعليق