بقلم: -/ صبري فوزي جوهرة اشارات واضحة تعاقبت خلال ساعات صدرت من اوروبا لمن يريد ان يتعظ من دعاة الاسلام السياسى, اولهما كان الاستفتاء السويسرى على حظر بناء المآذن و الثانية جائت من رئيس الولايات المتحدة الامريكية فى خطاب القاه فى حفل تقديم جائزة نوبل للسلام له باوسلو. من المعروف ان مصدر الكلام هو اكثر اهمية بمراحل من محتواه. فعلى سبيل المثال لا يعير احد ما يقوله اخو روحه قعيد (كلمة مقصودة) ليبيا اى وزن. فقد اصيب هذا المهووس بتفكك تام عقب مداعبة الرئيس رونالد ريجان له بكام قنبلة من العيار الخفيف اتت على شذرات جزيئات العقل النادرة داخل جمجمته, و كذلك تحركات الرئيس جورج دبليو بوش عقب "غزوة منهاتان" عام 2001, الامران اللذان جعلا ملك ملوك افريقيا ينسى جنونه سريعا و يقدم لضحاياه السابقين "كل اللى عايزينه" بس يسيبوه فى خيمته و خيبته محاطا بعذروات حرسه النسائى. من الطبيعى ان يكون اى هراء صادر عن مثل هذا الاراجوز الرخيص ليس ذى وقع على احد سوى الاغماء من شدة الضحك. اما ان يجىء الكلام من ارقى شعوب الارض و اكثرها حيادا و تعقلا و مراعاة للقوانين و النظام - شعب سويسرا- و من اقوى رجل فى العالم فهذا امر يجب على العقلاء ان يتفحصوا مغزاه بحذر و دقة و بلا انفعال (ان امكن طبعا). قال الشعب السويسرى كلمته فى استفتاء مباشر هو اعادة نادرة فى عصرنا هذا للديموقراطية الاثينية الاصيلة: ايها المسلمين, لقد قبلناكم هاربين من جحيم بلادكم و نظمها وشرائعها و تركناكم تعبدون ما تريدون و اضفينا عليكم عدالة و حكم قانون يحميكم و يتيح لكم كافة الفرص, ولكن حذار من ان يأخذكم الغباء بالجهل و تعتقدون اننا سنكون من ضحايا التردى و قبول ما قد اجمعنا على شذوذه و فشله و فساده و ان يكون نمطا نتبعه راضين كنا او مجبرين. نحن لا نقبل سلوككم كافراد و ان كنا لا نقاومه طالما بقى محاصرا فى دواخلكم اما ان يتهدد ما صنعناه لانفسنا من انماط , فعندئذ يجب عليكم الحذر و التوقف عما تريدون ارتياده. هذا ما قاله السويسريون بايجاز, و صار قانونا تلتزم الدولة بنصه و يباشر الشعب روحه و مغزاه بالرقابة. انه تحذير لغير اللبيب بما سيلى ان لزم الامر. و يقال ان عقلاء المسلمين فى سويسرا قد التمسوا من ابناء دينهم الحنجوريين فى العالم الاسلامى ان يتركونهم يتعاملون مع الاحداث بطرقهم و ان "يحلوا عنهم" و لكن هيهات! فكيف يبرر على جمعة عوجة عمته و عمرو موسى تفاقم خيبته و فتحى سرور الصرم المتطايرة فى جلسته ان لم يجعجعوا و يثبتوا للقاصى و الدانى ريائهم و فساد مشوراتهم و تعاملهم مع الغير بمبدأ انهم الاعلون و ازاى الكفرة ما يسمحوش بالمآذن و يرفضوا العكننه الاسلامية الكريمة التى تريد لهم الجنة؟ اما الشهادة الكاملة بان اشد اعداء الاسلام هم المسلمون المتعصبون الجهلة الذين لا يتعلمون وسائل تفكير العدو (الغرب الكافر) رغم انهم يعيشون بين ظهرانى الكفرة لعدة عقود كما ذكر احد هؤلاء الكوارث المدعو الدكتور(مش عارف فى ايه) التميمى فى حوار اذاعته قناة الجزيرة مع السياسى السويسرى اوسكار فرايزنجر الذى يقال انه تبنى اجراء الاستفتاء الشهير, نجد التميمى, الذى وصف بانه مدير مركز "الفكر" الاسلامى بلندن, يهاجم السويسرى متهما ايه بانه هتلر و نازى كمان (احسن يكون هتلر غير رأيه فى الاواخر), وهى تهم يعاقب القانون فى الغرب مقترفيها و تعتبر من احط ما يوصف به الانسان المتحضرفى هذه البلاد, متناسيا ان امين الحسينى مفتى فلسطين كان فرخة بكشك عند هتلر و انه ساهم برجال فى صفوف جيوشه فى الحرب العالميه الثانية. بل ان ما زاد الطين بله هو ان هذا التميمى قد حذر (و انذر) من قيام المسلمين باعمال تخريب و ارهاب جديدة احتجاجا على نتيجة الاستفتاء, فاثبت بذلك سلامة تفكير المعارضين للاسلام (السياسى على الاقل) و صحة تخوفهم من المسلمين و رفضهم لاعلان رموز الاسلام فى بلادهم. هذا داعيك عن ان الاوروبيون خاصة و الغرب و ربما العالم المتحضر عامة ينظرون الى الاسلام المتعصب على انه العدو الحالى للحضارة العالمية الذى يجب دحره كما هزمت النازية (واخدين بالكم) و الشيوعية من قبل. و هكذا اكد الدكتور التميمى الحكمة الشعبية (القبيحة اصلا) القائلة: "كلم (الست اللى مش كويسه) تداهيك و اللى فيها تجيبه فيك." اما عن الرئيس الامريكى باراك اوباما, الذى تهلل المسلمون باعتلائه الرئاسة, و الذى بدأ رئاسته بالتقرب اليهم و الاشارة الى تفهمه و احترامه لعقيدتهم و انحنى حتى كاد ان يقبل يد كبير وهابييهم وهو يصافحه, مما اثار غضب و شكوك الامريكيين الفخورين ببلادهم, و انتقل الى القاهرة ليتوجه اليهم بحديث واضح و مباشر قارب على استجداء الصداقة و الحث على التعاون لاحلال السلام و العدل و التقدم فى بلادهم و فى العالم ليجازى بهياج الطالبان فى افغانستان مما حتم عليه خيارا صعبا بدفع 30,000 جندى امريكى جديد للحرب هناك الى جانب اعمالهم الحميدة فى باكستان و عودة الانتحاريين الى شوارع بغداد و مماطلة ملالى ايران فى التخلى عن احلامهم النووية, و غيرها من المكافئات على حسن نيته! ثم جائت كلمات اوباما من اوسلوا مؤكدة لافعاله: الولايات المتحدة قدمت و تقدم للعالم الحرية و الرخاء و التقدم و لكنها لن تتردد فى استعمال الناب و الظفر عند اجتيازها ادغال التأخر و الفوضى. خلاصة الامر واضحة: 1. العالم يخشى توسع الاسلام السياسى لاسباب عملية اهمها الحفاظ على الحرية و التقدم و العدالة و الرخاء. 2. من المستحيل التفريق بين الاسلام كعقيدة دينية و كدستور سياسى يتحكم فى كل كبيرة و صغيرة فى سلوك "المؤمنين" و يطلع القليل مما تبقى للكفرة من دين . و الخواجات قد اعتادوا على الحرية و دخول المراحيض باى رجل عايزينها و احيانا شفتهم بينطوا بالرجلتين مع بعض. و تبعا لذلك فانه من الواجب هزيمة الاسلام السياسى لخطورته الشمولية الواضحة , الى جانب احتواء و مراقبة العقيدة الاسلامية الدينية من قبيل الحيطة (يذكرنا بهذا مؤخرا ضمن غيره من الاحداث مأساة الضابط الامريكى المسلم الذى قتل زملائه). فلم يترك الاسلام و المسلمون لغيرهم القابلية على التفريق بين ما هو الصلة الشخصية بين الانسان و الله, وهو مفهوم الدين, و التحكم فى سلوكيات الخلق بشكل ابله مبالغ فيه لا ينبغى ان يستثير اهتمام او فضول او جزاء او عقاب اله عاقل مش فاضى للهيافات. 3. الاسلوب الغربى فى العمل يتصف بالتفكير و التمهل و العمل العلمى المستند الى الحقائق و لا ينقاد للانفعالات و العنتريات و الشتائم و الاتهامات. ولكنهم عندما يتحركون تكون لدعتهم و القبر. مش مصدقين؟ اسألوا المرحوم هتلر و الرفيق السابق جورباشوف الذى ما زال حى يرزق. 4. يجب الا يغفل على المسلمين مغزى ما يجرى حولهم و ان يبدأوا فى تطهير نصوصهم و افكارهم و اصلاح سلوكياتهم و امورهم. 5. يجب ان يتذكر المسلمون ان التأثير الاكبر بل و ربما الوحيد على الفكر الاسلامى فى الماضى فى التفسير و التشريع كان يأتى من الموالى خارج الجزيرة و ربما, بل و من المؤكد, ان اصبح من المحتم ان يتولى مسلمو الغرب المعتدلين تولى الاصلاح الاسلامى الملح فى عصرنا هذا. و قد انجبت سويسرا المصلح المسيحى البروتستانتى كالفين(معلش انسوا انه كافر دلوقت) فلعلها تنجب من يلغى فكر ابن طعمية بتاع زمان و ابو بتنجان الليبى بتاع اليومين دول. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت | عدد التعليقات: ٤ تعليق |