بقلم / أماني موسى
دخل عبده فشار المكتب وبدل ما يصبح على سيد أفندي انتكة وسعيد مسعد أبو السعد وأصحابه الموجودين كان عمال يغني (بحبك يا حمار... أنا بزعل أوي لما حد يقول لك يا حمار,,, إلى أخره)، وفضل أصحابه يضحكوا عليه، وردت عليه الست هنية وقالتله معاك حق يا عبده ما أنت مش لاقي واحدة تبص في وشك لا شقة ولا فلوس ولا شغلانة مضمونة يعني على فيض الكريم يا ولداه....
فأنت أخرك تحب حمار يفهمك وتفهمه ولا هيقولك فلوس ولا شبكة ولا غيره.
وقاطعها سيد انتكة وقاله بس إيه سر بقى انشكاحك أنك عمال تغني للحمار وتقوله بحبك وفرحان أوي كأن مارلين مونورو قالتلك أنها موافقة ترتبط بيك؟!!
فقالهم عبده فشار: والاهي العظيم أنتوا ما فاهمين حاجة،،، الحمير دي بقيت ثروة قومية ومهمة جداً، دي بقت أهم مننا أحنا البني آدميين وبيصدروها لليابان اليومين دول عشان يستفيدوا من جلودها وفيها مواد كدة مفيدة لبعض الأمراض، شفتوا بقى؟ ليا حق أحبه بقى ولا لاءة، على الأقل هما بيفيدوا البلد وهيرفعوا راسنا لفوق لفوق يعني الحمار منهم بيشتغل ويتعب ويكسب بعرق جبينه وبعدها يبعت قرشين للحمارة مراته والعيال أو يبعت لهم فيزا ويسافروا له اليابان، مش إحنا شوية عواطلية أخر همنا نجيب تمن الدخان ونتفرج على روبي وهيفا ونحلم بسوق العيش زي الجعان الهفتان، وبنفضل نحلم وبس وفي الاخر لا بنطول هيفا ولا أي حمارة حتى معدية في الشارع، وسمعني أحلى سلام للنهيق الوطني.
وراح كل الموجودين في نوبة من الضحك المخلوط بالاستخفاف، وقاطعتهم الست هنية بأنه فشار وكتير بيقول كلام مش حقيقي، بقى الناس بتحاول تسافر لبلاد برة متهربين في مراكب بايظة عشان يشتغلوا وتيجي الحمير كدة تسافر على الجاهز بدون أي تعب؟!!
وقاطعهم عم فرحان الساعي وقال يا ترى الحمير بقى بيسافروا لليابان جربانيين بحالتهم اللي عندنا دي ولا هيروحوا لابسين البدلة والكرفاتة؟!
وقال سعيد مسعد أبو السعد فعلاً الحمير تستحق أنها تعيش حياة كريمة وأحنا نفضل نحسدهم كدة علطول، هما كافحوا وراح شهداء كتير منهم في سبيل الحصول على حريتهم ونهقوا كلهم نهقة حمار واحد ورفضوا الظلم، وعشان كدة بلاد برة احترمتهم وطلبتهم بالاسم كمان، تلاقي الحمار منهم داخل متأيف للمطار لا تفتيش ولا غيره لأن مفهمش حمار إرهابي ولا هيفجر نفسه وسط الناس، ولا هيهرب مخدرات مثلاً، وكمان وكمان رئيس الحمير بتاعهم بيحترمهم كلهم لا بيفرق بين حمار كبير أو صغير ولا حمار أبيض أو أسود، عشان كدة يستاهلوا فعلاً يسافروا وينجحوا.
وفي الاخر كل المكتب اقتنع وكلهم اتفقوا في صوت واحد بحبك يا حمار
يا حمارنا يا حبيبنا
يا رافع راسنا في بلاد برة
أنت نجحت وإحنا فشلنا
أنت سافرت وإحنا قعدنا
نشرب شيشة ونلعب طاولة
نندب حظنا كل شوية
أنت نجحت وإحنا فشلنا
عادي في بلادي: الحمار المصري يحسن صورة بلده ويرفع راسها وإحنا نشوه سمعتها ونوكسها. |