أبنائي وأنا

بقلم: نشأت عدلي
غريبة أحوال العيال ... ومعاهم أحوالنا .. ما يحلاش العيا والقلق إلا في أيام كلها فرحة وهنا .. لازم تيجي حاجه تعكنن وتضيع بهجة الفرحة .. يعنى العيل يبقى زي الجن ويتنطط ويقلب البيت على اللي فيه .. وأول ما تحصل له حاجه نتنطط احنا .. طبعا ما هي بنتي من لحمي وعضمي ومش ممكن تهون عليا أشوفها بتتألم من العيا وانا قاعد ولا على بالي . عايش في دنيتي لوحدي وما ليش دعوة بحد .. طبعا انتو نازلين تقولوا .. ايه الراجل ده بيتكلم على ايه ؟؟ الحكاية يا احبائي ..

دايما اسرتي بتحتفل بيوم عيد ميلادي .. طبعا مانا وحيد على بنتين .. ويتلم الأهل كلهم عمامي وخلاتي وكل القرايب ولو كانوا في الصين .. لازم يجيوا ..واللي ميقدرش يجي منهم .. يبعت لي الهدية بتاعتي ومعاها جواب أو تلغراف تهنئة .. واتعلمت الحكاية دى مراتي .. لازم قبل عيد ميلادي بشهر تقريبا تقعد تجهز وتحسب وتبعت للأهل ..ماتنسوش عيد الميلاد في اليوم الفلاني .. والعيال يقعدوا بقى ينقوا عليا .. طبعا ياعم .. محدش زيك .. كلهم بيحتفلوا بعيد ميلادك واحنا ما فيش حد حتى بيعبرنا ولا يسأل فينا .. وواخد الهيصة كلها ليك .. اروح رافع ايديا الأتنين في وشهم .. بلاش نق عليّا .. ونفضل في ضحك طول ماحنا كويسين وهزار ما ينتهيش ابدا .. وكانوا دايما يعملوا عيد الميلاد ده في حته بعيده عن البيت .. كنوع من التغيير يعني .. والمشكلة انهم عملوني كبير العيلة .. وبقيت مسئول عن كل مشكلة تصادفهم .. وبصراحه أنا ماليش في المشاكل كتير .. أو بمعنى أصح دايما أطيب خاطرهم بكلمتين لا يحّلو ولا يربطوا .. لكن تتصوروا ان الكلمتين بيخلوهم مبسوطين خالص ويقولوا بينهم وبين نفسهم أهو ده الكلام ومافيش بعد كده كلام تاني .. والحقيقة فيه بعض المشاكل بتاعتهم لو اتحلت صح حتجيب ليا مشاكل انا مش بحب نتايجها لأنها بتكون مقلقة ليا .. وماعنديش استعداد اتحمل نتايجها .. والغريبة انى أنا اللي قلت لهم كل مشاكلكم كلها حلها عندي انا .. ومحدش حيقدر يحلها غيري انا .. بصراحة هما ما صدقوا انهم يرموا الحمل كله عليا ويريحوا نفسهم حتى في التفكير إزاى يحلوها .. وكان كل همهم إزاى يبسطوني ويرضوني .. وقعدوا يخترعوا ليا أعياد ولا كانت حتى تخطر على بالي .. تقولش بيتلككوا على أي حاجه يتقربوا بيها ليا .. أو عاوزين يفرحوا ويهيصوا .. فخلوني أنا فرحتهم وهيصتهم ..  لدرجة قال أيه ..  احتفلوا بأول تطعيم ليَّ .. ماتضحكوش .. هو ده اللي حصل فعلا .. وفى يوم مكانش على البال ولا على الخاطر .. كانت العيلة كلها بتجهز لعيد من أعيادي .. وجه تليفون رد عليه واحد من الولاد ... وكان من عم من عمامي ... بيقول .. قول لأبوك انه في كارثة كبيرة .. ( التليفونات كلها بيرد عليها إما زوجتى أو أي حد من الولاد موجود ) .. وحكى القصة ..انه فيه ناس دخلوا البيت عنده وسرقوا كل اللى فيه .. وبعد كده حرقوا البيت وخطفوا بنت من بناته بعد ما ضربوهم علقة جامدة قوي .. فرد عليه وقال طيب انا حقول له لما يرجع .. لكن انت دلوقتي تروح تبلغ القسم كشيء مؤقت لغاية ما بابا يرجع ويشوف حيعمل ايه .. وأول ما سمعت زعلت جدا .. لكن جه واحد تاني من الولاد .. قالي لا تزعل ولا حاجه .. نعمل عيد ميلادك الأول وبعدين نشوف حنعمل ايه .. لأن فيه ناس كتير جايه .. مش معقول نسيبهم علشان حاجه صغيره .. وأقتنعت بكلامه .. أو أقنعت نفسي بكلامه .. لكن الحقيقة دار في دماغى شريط عن اللى فات كله .... وده في المرة الجايه بإذن الله.