CET 00:00:00 - 29/03/2009

مساحة رأي

بقلم- أشرف عبد القادر
كتب "عبده مباشر" في الأهرام بتاريخ 18/3/2009 مقالاً بعنوان: "البحث عن وزارة الأوقاف" قال فيه:

بعد أن رفضت الأغلبية العظمى من أئمة المساجد التابعة لوزارة الأوقاف إدانة حادث التفجير الإرهابي في ساحة الحسين أو التنديد به، وبالإرهاب وبكل محاولات زعزعة إستقرار مصر، وإصابة إقتصادها بالشلل، بالتأثير سلباً على حركة السياحة، يحق لنا أن نتسائل، هل هناك في مصر فعلاً وزارة أوقاف؟ وهل تقوم هذه الوزارة بدورها وتتحمل مسئوليتها تجاه الوطن والمواطنين؟

ربما تكون هناك مباني ومنشآت تحمل إسم الوزارة، وربما يكون هناك من يعملون ويصرفون رواتبهم ومكافأتهم وحوافزهم، ويحصلون على نصيبهم من موارد صناديق النذور لكن كل هذا لا يعني أن هناك وزارة، ودليلنا هذا الموقف السيء للأئمة من الحادث الإرهابي بكل ما يمثله من تجديد لموجات الإرهاب وجرائمه التي ضربت مصر من قبل.

ولو كان هؤلاء الأئمة يتبعون وزارة الأوقاف، ويدركون أن هناك ثواباً وعقاباً، ويعلمون أنهم جزء من منظومة حكومية تعمل من أجل مصر وإستقرارها، لما ساندوا عملية إرهابية، ولما حولوا المساجد إلى دكاكين وتكايا يقولون فيها ما يشائون ويتصرفون داخلها، ومن فوق منابرها كحماة وسند للإرهاب والإرهابيين، ومنهم من حول المساجد إلى بوق لتفريخ الإرهابيين، لقد ضج جمهور المصلين طوال العقود الماضية من سوء أداء الأئمة والدعاة خلال خطب الجمعة، ومن ضحالتهم الفكرية ومعارفهم المحدودة ومستوياتهم العلمية، ومن مواقفهم المناصرة للتيار السياسي الإسلامي أو للتوجهات والسياسة الإيرانية أو  لحزب الله ومنظمة حماس المتطرفة.

ولا أعتقد أن هذه المواقف تتفق مع مصالح مصر أو مع سياسة وزارة الأوقاف.

المهم أن هناك نسبة كبيرة منهم تتعامل مع وزير الأوقاف، وشيخ الأزهر،  والمفتى بإعتبارهم موظفين حكوميين، وليسوا علماء كباراً وأصحاب مواقف ووجهات نظر، وهؤلاء الذين يتبنون هذا الموقف يقدمون أفضل الدعم للقوى السياسية الإسلامية المتطرفة.

ثم ألا من حل لمشكلة إنهيار مستويات معظم الأئمة كما تتبدى لجمهور المصلين أيام الجمع عندما يستمعون لما يلقونه من خطب؟ ألا من حل يقنعهم بأهمية الإنضمام لكل القوى الوطنية الرافضة والمناهضة للإرهاب.

انتهى مقال عبده مباشر، فأجدني بعد كتابته أكرر قول المتنبي:
نامت نواطير مصر عن ثعالبها حتى بشمن وما تغني العناقيد

نام وزير الأوقاف عن أئمة السوء، فخلا بعضهم إلى بعض يوسوسون في صدور الناس بشعارات إرهاب هتلر مصر ومن تناسل منه من الجماعات المتطرفة التي جعلت هدفها تجويع الشعوب بتجفيف موارد السياحة- السياحة هي بترول مصر- ظناً منهم -وبعض الظن إثم- أن الجوع يدفع الناس للثورة الإسلامية المشئومة، كتلك التي نزلت على دماغ الشعب الإيراني ككابوس غير منتظر.

برجاء إعادة قراءة مقال الأستاذ عبده مباشر القصير، ثم طالبوا معي بعزل وزير الأوقاف الذي فشل كلياً في تكوين الأئمة، كم كونت تونس أئمتها الذين يذكرون في كل صلاة جمعة المصلين بجرائم المتطرفين، ويوعون المصلين بفضائل "سلام الوسطية والإعتدال والتنوير والإعتراف بالآخر" مهما كان دينه، عملاً بالمثل الحكيم القائل:
"فأنت أخي ما دمت معترفاًً بي، آمنت بالله أم آمنت بالحجر"

ألم يقل إبن عم رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ابن عباس  "إن الله لا يعذب على الشرك بل على الظلم، فالله يعذب القرية المسلمة الظالمة، ويثيب القرية الكافرة العادلة" صدق إبن عم رسول الله، وكذب الظالم راشد الغنوشي.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق