CET 00:00:00 - 16/12/2009

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
التجربة الرائدة الخاصة باقتسام طلاب الفصل الدراسي الواحد في كل مدرسة إلى نصفين النصف الأول يحضر ثلاثة أيام والنصف الثاني يحضر ثلاثة أيام أخرى على أن يعتبر اليوم السابع أجازة أسبوعية للنصفين، وعملية الاقتسام جاءت عن طريق القرعة "بشلن فضة قديم" لضمان الشفافية، كانت بدعة فكرية لوزارة التربية والتعليم المصرية الراقدة في الخط من ردح من الزمن.
وألهمت خطة الأسبوع "أبو روحين" الجماعة المحظورة فكرة مفاوضة السلطة على اقتسام البلد بنفس الطريقة، ثلاثة "محظورة"، وثلاثة من "الخدمة مرفوعة"، على أن يكون اليوم المتبقي أجازة تظل البلد فيها بدون حكومة وسيتفق المعسكرين على اختيار يوم الثلاثاء أسبوعيًا ليكون يوم تحرر الشعب من الحكومة، ويعتقد الجميع أن الشعب لن يسبب قلق أبدًا في هذا اليوم العبقري لأنه سيكون مشغولاً جدًا بسوق الثلاثاء، الذي يعتبره خبراء الإقتصاد العالميين أنه واحد من أكبر دلائل دخول مصر السوق الحرة، وفي الوقت نفسه يعد "سوق الثلاثاء" تراث شعبي قديم لم تنجح قوى الاستعمار الغاشمة في نزع جذوره من الشارع المصري.

فصيل من المنادين (جمع كلمة منادي) بالصوت الحياني بما يسمى بالديمقراطية المتواجدة بشكل دائم داخل دولاب يتم فتحه لإخراجها منه لتقديمها أمام كل العالم بأسلوب على عينك يا تاجر حتى يتعلم الجميع من ديمقراطيتنا الخاصة، يرى أن عملية الاقتسام المزعومة المسماة "الأسبوع أبو روحين" فرصة نادرة لكي يحصل كل طرف من المتنافسين الوحيدين على السلطة في مصر على فرصته في حشد الشعب في صفه وعلى المصريين الاختيار بعد تجربة ملموسة على أرض الواقع، ولحماية يوم الثلاثاء سيتم تشكيل أفراد أمن تكون مسئوليتهم المعلنة والمعروفة للجميع حماية السوق من أي محاولة لاستغلاله في الدعاية لأي فصيل ضمانًا لمزيد من العدالة بين الفسطاتيين، وكلمة الفسطاتيين المثنى لكلمة فسطاط ويكتبها بالمثنى كل من ركب "ميكروباص" الجيزة السيدة عائشة مرتين ونزل في محطة "الفسطاط" التي تقع بالقرب من مصر القديمة.

ومع مرور الوقت سيقوى ذراع قوات أمن السوق التي ستبدأ في فرض إتاوات على الباعة في السوق وعلى الشعب في الوقت نفسه ولحماية الشعب من بطش منها، سيتم تكوين فريق مراقبة يراقب قوات الأمن من بعيد على أن يكون متخفي في ملابس أناس عاديون، والغريب أنهم مع الوقت سيكشفوا عن شخصياتهم وعملهم من أجل فرض إتاوات ثلاثية الأبعاد أو ذات قوى ثلاثية، الأولى على قوات أمن السوق طبقًا لأسلوب "ظرفني تعرفني" أو املأ جيوبي بالأموال.. لأغمض عيني عن سوء الحال، والثانية على الباعة تحت اسم عالم الغرائب والضرائب، والثالثة على الشعب وبمسمى رشيق يقول: هاتروح فين يامتعوس... إحنا أولى بالفلوس.

وبعد فترة سيهرب الشعب من يومه التاريخي الذي رفض التنازل عنه رغم إغراءات قوى الإستعمار المتتالية على مدار القرون، وسيستغنى عن سوقه الأصيلة وسيتحول اليوم الثلاثاء الأسود ويقال أن كله "سينام يوم الإثنين على أن يصحو مبكرًا يوم الأربعاء" في محاولة جادة لإلغاء يوم الثلاثاء أو على أقل تقدير تركه خاويًا بلا شعب.

وسيعاني الشعب الأمرين أيضًا بسبب الأسبوع أبو روحين، وسيحتار لأنه سيجد أحيانًا سباق بين الحكومة والمحظورة نحو إثبات من منهم حامي حمى الدين فضلاً عن موجات من التكفير المتبادل بين الطرفين وأحيانًا أخرى صراع بين قانون مدني وآخر يعود لمرجعية دينية وقانون يعطيه حق طبقًا لمادة من الممكن أن يسلب منه نفس الحق طبقًا لقانون آخر، ودستور به مراد بمرجعية دينية ومواد بمرجعية مدنية، وكلمة دستور في عرف الشارع المصري تستخدم لصرف العفاريت وقد تكون هي الكلمة السحرية للشعب المسكين حتى يتمكن يوم من صرف العفرتين معًا، ويتم عمل مولد سنوي يسمى موسم صرف العفاريت.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق