بقلم: عزت عزيز حبيب
في الجزئين الأول والثاني من مقالاتي أوجزت ما دار من حوارات بيني وبين بعض ضحايا مذبحة فرشوط وأوضحت حجم الخسائر التي وقع عليهم دون أن يتعرض أحد من أولئك الذين يدعون رجال أمن للجناة أو المجرمين أو الغوغاء بل وصل الأمر لأن أحد الضحايا أخبرني بأنه كان يجلس بالقرب من محله وفوجئ برجال الآمن ينهبون البضائع ويضعونها في ( البوكس).. يعني عربة الشرطة بالعربي .. وعندما حاول صاحب المحل هذا الدفاع عن محله ومنعهم وجد أربعة من عُتاة الإجرام وقد أشهروا المطاوي في رقبته لمنعه فخاف من أن يذبح بالسكاكين بعد أن ذبحوه بالتجويع والتخريب والسجن الذي ينتظره ..
وأكمل شهادتي هنا عما رأيته من أثار الغزوة الهمجية البربرية – مع اعتذاري للبربر – والتي تستر عليها كل مسئول أيًا كان من محافظ ورجال أمن بكل رتبهم وتخصصاتهم ومسمياتهم وهذا ليس بغريب في دولة عنصرية.
فعند لقائي بـ "مينا صموئيل فخري" أحسست بالمرارة قبل أن يتحدث، فكل شئ واضح ومرسوم على جبهته القمحاوية التي طحنها الحزن والكآبة والتنهد وهو تاجر ملابس جاهزة، فعندما علم ببداية الأحداث أغلق محله وذهب لمنزله متصورًا أنه بذلك قد زال الخطر أو أنه احتاط من أي هجمات ولكن الاتصالات من أصدقائه أعلمته أن المحل يحترق فاتصل بالمطافئ والمركز ولكن الاتفاق المسبق بين كل هؤلاء حال بينهم وبين حرق وتدمير محله فضاع شقى عمره وهو يعيش الآن مع أسرته بعد خراب بيته وينتظر التعويض من الجهات الحكومية التي تسترت على المجرمين وساعدتهم..
أما أشرف فخري عبد المسيح ويبيع ملابس جاهزة هو الأخر فكارثته تختلف إلي ما هو أفجع حيث إن محله تعرض للحرق في فجر يوم السبت 21 نوفمبر ولما أبلغ الأمن وصلوا وتمت المعاينة بطريقة عجيبة حيث إن سيادة الباشا الضابط قال له وبطريقة تشارلز هولمز( دي حاجه بسيطة خالص ده ماس كهربائي) ماس كهربائي ايه ياعم – ده كلام أشرف للضابط – فقاله أنا بقول ماس كهربائي ولا أطلع دين أمك؟؟ هذا هو كلام البيه اللي متخرج من كلية الشرطة .. المهم إن أشرف ذهب معهم للقسم وهناك طلبوا منه مفتاح المحل!!!! حاجه تحزن .. طيب عايزينه ليه؟ – برضه ده كلام أشرف – قالوا له علشان نعاين فقال لهم طيب أروح معاكم قالوا لالالا فأجبرهم أن يذهب أخيه معهم. وتساءل أشرف قائلا: الحاجة دي اتحرقت الصبح مش كان لازم يتعين عليها حراسة علشان النيابة تيجي تعاين؟؟ - طبعا أشرف بيتصور أنه في دولة يسودها القانون- . المهم حرقوا باقي المحل على اللي فيه .. وحاول بشتى الطرق يخرج من القسم علشان يوصل البيت إلا أن المجرمين – شباب الأزهر الشريف- كانوا يحيطون بشوارع القسم كلها وخرج من هناك بمعجزة وذهب عند أحد أقاربه.. ويحيا رجال الأمن البواسل الذين تسببوا في خسارة أشرف لمائة ألف جنيها على الأقل كانت عبارة عن بضائع داخل المحل حيث إنه كان يستعد للعيد وقام بتخزين الكثير من البضائع وهو لا يعلم أن المتوحشين المسعورين قادمون.
وهو ينتظر الآن السجن مقابل عدم سداده لديون عليه للتجار وبعض الدائنين الآخرين.
أما الأستاذ موريس قليني جورجي فهو شريك في صيدلية مينا الشهيرة على شبكة الانترنت والتي تظهر في فيديو يصور مدى وحشية وانتقام وهمجية وحيوانية المهاجمين الذين دمورا وبصورة بشعة ما تبقى من أثار النهب .. وأوضح أن الصيدلية مسجلة باسم زوج بنته ويدعى دكتور هاني سمير جرجس .. وقال إن خسائرة تتعدى المائة وخمسين ألف جنيه .. وعليه قسط شهري للبنك بدفع خمسة ألاف ومائتي جنيه بسبب قرض عليه للبنك .. ولا يعرف من أين يسدد باقي الأقساط وشركات الأدوية بدأت تطالبه بما لهم من مستحقات على الصيدلية.. وقد طالب بتكثيف الأمن وقال كتر خير الأمن على المجهود اللي قام بيه!!؟؟
وعند لقائي بـ "جمال فهيم ميخائيل" صاحب محل ملابس جاهزة وخردوات أحسست بمدى معاناته الشديدة التي يمر بها هو والعشرات من الضحايا ولكن مرارة التجربة كانت على وجهه وهو الوحيد الذي صمم أن أذهب معه لمحله المحروق رغم تأخري مساء يوم لقائي به وقمت بتصوير محله بالوفوتوغرافيا والفيديو وتم نشره على موقع "الأقباط متحدون" وتم حرق محلةه بوضع نيران أسفل باب محله المصنوع من الخشب وعندما حضر ضابط من القسم للمعاينة قال له الضابط إن السبب ماس كهربائي فقال له جمال ماس كهربائي كيف يا بيه ومفيش كهرباء داخلة المحل لأني بفصل الكهرباء عن المحل قبل ما أقفل كل يوم؟ وأثناء ذلك حضر مخبر وقال للضابط ( يا باشا فيه محلين محروقين تاني جنبينا هنا !!؟ فرد الضابط وقال يبقي الحكاية مش ماس كهرباي بقي!!؟ أخيرًا فهم الباشا.. ويقول جمال إن السيد وكيل النائب العام رفض الحضور للمعاينة واكتفى بما قاله جمال عندما ذهب للمحامي العام في قنا !!!!!؟؟ وعندما سألته هل لديه مصدر رزق أخر قال : ربنا موجود .. وهل تنتظر تعويضات فرد قائلا احنا مالناش غير ربنا وهو اللي يتصرف..!!؟
الشئ الخطير الذي أكده لي الضحايا عند لقائي بهم هو أنهم عندما ذهبوا للتبليغ عن ما أصابهم في مركز شرطة فرشوط ورفض المسولين هناك تلقي أي بلاغات او شكاوى أو عمل محاضر لهم وطلبوا منهم الذهاب إلى قنا وذلك بناءًا على تعليمات السيد المحافظ الوزير بتاع قنا اللي كان بيوزع لحمة الأضاحي يوم عيد الضحيه على الناس في قنا احتفالاً منه بهذه المناسبة السعيدة وتفريحًا على أرواح ضحايا فرشوط – لي النقمة يقول الرب – ليس لنا سواه.. والشئ الأخطر هو أن السيد وكيل النائب العام هناك وفي أكثر من حالة رفض سماع أقوال العديد منهم بل ورفض أن يدخل أشرف فخري لمحله ليخبره بحجم خسائره وكانت معاينته للمحل روتينية حسب تعبير أشرف نفسه !!!؟ طيب الناس دي ها تروح لمين يا عالم؟؟ فعلا وكما أكرر واقول إنها قمة الظلم والعنصرية والفساد.
وفي الجزء الرابع والأخير من شهادتي على مذبحة فرشوط سأوضح دور كبار مسلمي فرشوط في وقف هذه الغزوة عند حدود معينة ودور من يطلق عليهم كذبًا أعضاء مجلسي ما يسمى بالشعب والشوري ودور الكنيسة أثناء وبعد هذه الكارثة أو المذبحة.. فإلى الجزء الرابع والأخير من شهادتي على مذبحة فرشوط.. |