CET 00:00:00 - 18/12/2009

شغل سيما

بقلم: هند مختار
كل سنة والناس كلها طيبين بمناسبة السنة الهجرية الجديدة، أكيد التلفزيون الرسمي هايحتفل بهذه المناسبة بأفلام دينية وتاريخية، دينية زي الشيماء وفجر الإسلام والله أكبر وغيرها، الأفلام التاريخية زي وإسلاماه وصلاح الدين وغيرها..
طبعًا فيه فرق بين الفيلم التاريخي والفيلم الديني، أنا هنا مش عايزة اتكلم عن الفرق بين النوعين من الأفلام لكن عايزة اتكلم عن الفيلم الديني في مصر والعالم العربي..
لا يبقى أمام المبدع إلا شخصيات الكفار الأفلام اللي بتتناول ظهور الإسلام بتدور بين عالمين -وغالبًا كل الأفلام بتكون بنفس الطريق- عالم ما قبل ظهور الإسلام وما بعد ظهوره ومبادئ الدين وتأثيرها في اللي اتبعوها..
معظم الأفلام دي -إن ما كانش كلها- أفلام مابتعجبنيش ولعيوب فنية بحته، والسبب في العيوب دي خارج يد صناع هذه الأفلام، فالمؤسسة الدينية في مصر -وهي الأزهر الشريف- تضع قائمة من المحظورات تؤدي لتحول هذه الأفلام لأفلام كاركاتيرية للغاية..

أول شيء ممنوع ظهور أي ممثل يقوم بتمثيل شخصية الرسول (صلى الله عليه وسلم) ولا العشرة المبشرين بالجنة ولا الخلفاء الأربعة، ولا زوجات الرسول ولا بناته ولا أحفاده زي (الحسن والحسين) وأغلب شخصيات آل البيت وأغلب شخصيات الصحابة الأوائل -مش كلهم-..
ولا يبقى أمام المبدع إلا شخصيات الكفار يصول ويجول في تقديمها للمتلقي باعتبارها الشخصيات المسموح بظهورها بدون محاذير، وهنا العيب الخطير في هذه الأفلام..
يتأثر المتلقي سواء في السينما أو التلفزيون بهذه الشخصيات والتي يحشد لها نجوم التمثيل وعباقرته، وتكون النتيجة المحزنة ترديد جملهم وعبارتهم والإنبهار بآدائهم الراقي الرائع، أما الشخصيات المهمة صانعة الأحداث فلا تظهر إلا من خلال الروايات على لسان أبطال الفيلم من الكفار في الأغلب..
هناك استثناء وحيد لهذه الأفلام هو فيلم "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد حينما أظهر شخصية حمزة بن عبد المطلب وأداها الرائعان عبد الله غيث في النسخة العربية وأنتوني كوين في النسخة الإنجليزية..

فيلم "الرسالة" للراحل مصطفى العقاد حينما أظهر شخصية حمزة بن عبد المطلبأنا غير متبحره في علوم الدين ولكن لا أعلم من أين أتى هذا الحظر ومن أي عقلية عبقرية ظهر هذا الحظر.. فالحظر يعتمد على الفكرة الرئيسية التي تقول كيف نأتي بممثل يمثل شخصية الرسول في فيلم وفي فيلم آخر يقوم ممثل بتقبيل ممثلة أو عمل فيلم به بعض المشاهد الفاضحة.
يا سلام! وحينما نأتي بممثل يمثل شخصية أخرى من الشخصيات المحظور ظهورها وتكون شخصية عظيمة في التاريخ الإسلامي ويصنع فيلمًا بالمواصفات السابقة لن يكون هذا عيب؟
في الإسلام بعث الله محمدًا (ص) بشرًا ليتفاعل معه الناس وليصنعوا مثله، ولم يبعثه الله محظورًا مواصفاته الشكلية معروفة أقواله معروفه كل شيء عنه معروف، بعثه الله من الناس وللناس..
لا أعرف ماهو السند الديني لهذا الحظر.. بحثت لكني لم أجد!
وإن أسلمنا بصحة وجهة النظر الأزهرية بالنسبة للنبي، ما هي وجهة النظر بالنسبة للباقين الخلفاء الأربعة والعشر المبشرين بالجنة؟ فلم ينزل عليهم وحي ولا رسالة فلماذا لايظهروا؟
يقول بعض القائلين سوف تنمحي صورة النبي والصحابة وتحل محلهم صورة الممثل وكأن المتلقي طفل لا يستطيع التمييز، فلماذا لم يعتقد الجميع بأن يو براينر هو النبي سليمان وبأن جينا لولو برجيدا هي بلقيس ملكة سبأ في فيلم (ملكة سبأ) أو (Quoin of Sheba)؟ في جميع الأفلام المسيحية لم يعتقد أحد بأن الممثلين الذين قاموا بدور السيد المسيح عليه السلام أنهم مكانه عليه السلام.
فيلم الرسالة تعرض لمهزلة من نوع فريد, فبعد موافقة الأزهر والمجلس الأعلى للشيعة على ظهور شخصية حمزة وناقة الرسول وجزء من سيف الإمام علي، تغيرت الإدارات وتم منع الفيلم من دخول الدول العربية ولم يشاهده العرب إلا مع ظهور الفضائيات.
إذًا الموضوع موضوع إدارات لها أفكار دينية معينة وليس قضية مسلم بها ممنوع مناقشتها ولكنها وجهات نظر تحتمل المناقشة..
أعلم أن أغلب المسلمين سوف يهاجمونني ولكني مسلمة مثلهم وأتساءل لماذا بالبلدي؟ (عايزة أقتنع بالمنع ده)..
مشهد من فيلك الشيماءأعتقد أحسن رد كان يمكن الرد به على الرسوم المسيئة للرسول هو فيلم يرد على من رسموا هذه الرسوم، وقتها كان الرد سوف يكون أبلغ.
في إيران وعلى حسب أقوال الرائع (أنيس منصور) في كتابه حول العالم في 200 يوم لوحات وميداليات تذكارية عليها صور الرسول (ص) والإمام علي، ولم يقل أحد على إيران في يوم ما أنهم كفرة (ده حتى بقينا نقلدهم في الإسدال والملحفة والهم التقيل اللي جاي من عندهم)، حتى إنهم قاموا بصنع مسلسل عن النبي يوسف ولم يعترض أحد..
هوليوود صنعت فيلم عن سيدنا يوسف اسمه أمير مصر (PRINCE OF EYGPT) ولم يعترض أحد.. الموضوع يحتاج إلى وقفة وإعادة نظر وتفكير وإقناع حتى يستطيع المبدع السينمائي أن يبدع حقيقة.

بالمناسبة دي أحكيلكم ن فيلم الرسالة حدوتة ظريفة.. أنتوني كوين بعد ما إنبهر بأداء عبد الله غيث قال له (من حسن حظي إنك ما بمثلش بالإنجليزي ومن حسن حظك إني ما بمثلش بالعربي) وكل سنة وأنتم طيبين.. ونكمل كلامنا عن الأفلام الدينية الإسلامية المرة الجاية.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق

الكاتب

هند مختار

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

عن الفيلم الديني نحكي

بحب السيما

النهايات..

جديد الموقع