CET 00:00:00 - 18/12/2009

المصري افندي

بقلم: هاني دانيال
كعادة معظم وسائل الإعلام في بلدنا هناك أخطاء مهنية كثيرة ولا أحد حتى الآن لديه القدرة على معالجة هذه الأخطاء، فلا يزال الإعلام يُدار بطريقة قديمة عفا عليها الزمن، ولم يعد من المعقول أن يستمر الإعلام في نقل وجهات نظر معينة من أجل خدمة أفكاره، والبحث عن كل من يقدم وجهات نظر تعبر عنه وعن أهدافه، ومن أبرز الأمثلة التي أركز عليها هنا هو تعامل وسائل الإعلام مع خبر ظهور السيدة العذراء بالوراق.
معظم وسائل الإعلام سقطت في أخطاء مهنية وتعمدت السقوط في هذا الخطأ، وهناك من اعتبر خبر ظهور العذارء إشاعة، ففي إحدى الصحف اليومية وجدت هذه العبارة "إشاعت أنباء عن ظهور السيدة العذراء بالوراق"، ومن ثم هذه الجريدة تعتبر الخبر إشاعة ولم تتعامل معه بمهنية، ونفس الأمر اعتبرت منى الشاذلي في برنامجها -الذي قل عدد مشاهديه لأخطائها الكثيرة بعد أن كانت تتمتع بأسلوب مشوق في طرح القضايا- أن ظهور السيدة العذراء "هلوسة"!، في حين تعامل برنامج "القاهرة اليوم" على شبكة أوربت كأنه حدث فقط، ولم يصدر عن مقدميه أي عبارة سواء بالسلب أو الإيجاب، وهو ما من شأنه يؤكد من مصداقية الإعلام، فالمهم أن يقوم الإعلامي بنقل ما يحدث في المجتمع ويترك المشاهد يصدر أحكامه ولا يفرض البرنامج رأيه على المشاهدين، وإذا حرص أحد على التعبير عن رأيه باعتباره مواطن وله الحق في ذلك قبل أن يكون مقدمًا أو معدًا في القنوات الفضائية، فعليه أن يترك برنامجه ويصرح برأيه فى مكان آخر ولا أن يستغل موقعه في نقل وجهة نظر تختلف كثيرًا عن الحقيقة أو يسعى لخدمة أفكاره حتى ولو غير صحيحة!
ونفس الأمر في إطار تحليل تعامل الإعلام مع الخبر سنجد مفارقة غريبة ربما لاحظها آخرين مثلي، ففي إحدى الصحف اليومية الصادرة صباح الخميس 17 ديسمبر الجاري وفي أثناء متابعتها لحدث ظهور السيدة العذراء نقلت البيان الصادر عن مطرانية الحيزة، وبدلاً من نقل وجهة نظر أخرى ربما تشكك في الظهور حتى يحكم القارئ على الحدث من وجهتين مختلفتين وجدت أن هذه الصحيفة نقلت وجهة نظر أخرى ولكن عن موضوع مختلف تمامًا، والأكثر دهشة هو تشابه هذا الخبر بالنص مع خبر منشور بجريدة يومية أخرى وهو ما يعني أن مصدر الخبر واحد رغم اختلاف الصحف ورغم اختلاف الظروف!
ربما ملاحظة شكلية ولكنها جوهرية في إطار متابعة تعامل الإعلام مع حدث الظهور، خاصة وأن الأقباط لا يبحثون عن مجد ليسو في حاجة إليه، وظهور السيدة العذراء في مصر ليس الأول من نوعه، ومهما حاول الفريق المشكك في الظهور لن يستطيع لأن كل العوامل تسير في الاتجاه المضاد، فهناك عشرات الكاميرات رصدت هذه الأحداث واللقطات خير معبر عن الظهور، والسيدة العذراء ليست بحاجة لمن يؤكد ظهورها من عدمه، فهي وحدها قادرة على إقناع العالم أجمع وإخراس الألسنة المشككة!
لم أشهد ظهور السيدة العذارء في الزيتون، ولم أشهدها في كنيسة القديسة دميانة في شبرا، ولم أشهدها في الوراق، ولكن يكفيني إيماني، أضف إليه رويات المواطنين من المسلمين قبل المسيحيين واللقطات وروايات شهود العيان خير مؤكد، ولا يحتاج الأمر إلى تشكيك لأنني لا أبحث عن شيء -مثل كثيرين غيري- ولا أبحث عن دعاية للسيدة العذارء، وإنما لديها القدرة على الرد وإقناع الآخرين، لأن ظهورها له معاني كثيرة ربما تكشف عنه الأيام المقبلة، ومهما حاولنا كبشر تأمل المعنى من الظهور لن نصل، لذلك سنطلب شفاعتها وبركتها ونطلب منها العون والمساعدة على مواجهة التحديات التي تواجه مجتمعنا!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٨ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق