بقلم: المستشار نجيب وهبة
نحن أمة تصنع مشاكلها بأيديها ثم لا تعرف إلى حلها سبيلا، وكل حلولنا نربطها بالدين أو بوجهة نظر في الدين، كالحجاب الذي بدأ كزيّ من أزياء الحشمة لينتهي اليوم فرضًا إجباريًا دونه إنكار لمعلوم من الدين بالضرورة. ولأن الدين مقدس فلا يصح مراجعة الحلول السابقة التي تمت بموجبه، وسمحت حكوماتنا لشغل الناس بالزي والجلاليب واللحى والخمار والنقاب والشباشب، مصحوب كله بحملة تكفير علنية للمجتمع والدولة والقانون والدستور والحريات في كل وسائل الإعلام، وفي الأوتوبيس العام ومترو الأنفاق حيث أصبح لكل منها خطيب أو خطيبة، بل أن بعضهن اشتهرن في مترو الأنفاق بالاسم.
المصيبة تتفاقم عندما نحاول اليوم العثور على حلول لمشاكلنا المتراكمة تلالاً، فنرفع التقارير النهائية لرجال الدين ليروا رأيهم فيها ليحللوها أو يحرموها.
إن الإرهاب هو النتيجة الطبيعية والمفترضة لسوء السياسات التي استخدمت الدين في أغراضها لجر الشعوب من أعناقها عن رضى وأيمان طيع. كما برع فقهنا البيولوجي في مسألة تهجين البغل الذي لا يتناسل، فقد جاء منجزنا البيولوجي واضحًا لكل الدنيا.
جاء الإرهاب نتيجة لتزاوج ثقافة التكنولوجيا مع ثقافة القبيلة البدوية فأنتج شيئًا عملاقًا قويًا يملك آليات العصر مع عقل الماضي المتخلف، عملاق قوي الجسد ضعيف الفهم، نصف آدمي، نصف آلي، نصف متحضر، هجين كالبغل لهذا هو قاتل سفاح. لهذا أيضًا هو لا يستطيع الإنجاب
لذلك يرجع بيولوجيًا إلى مرحلة الكائنات الطفيلية، فهو طفيلي في كل شئونه، طفيلي في موارده المائية، طفيلي في الحصول على منفذي عملياته. يعيش في مزابل الكراهية، وكهوف الغدر، بعيدًا عن الحضارة وإشعاعها القاتل للجراثيم، ثم هو أيضًا لحل مشكلته البيولوجية التكوينية يأخذ صفات مصاص الدماء، يتغذى مثلهم على البشر، ويدفع في شرايينهم سمومه ليصيبهم بالكساح الفكري أو البله والعته والكراهية والحقد.
الإرهاب لا يشغله من هم ضحاياه الذين سيدفنهم التفجير أحياء، إن كانوا من النقاة أو من الآثمين.
وعودة إلى مشايخنا الطيبين الذين سيحلون لنا مشكلة الإرهاب عبر ملف الإصلاح الديني. منهم من أيّد الإرهاب علنًا، ومنهم من أيده على استيحاء، ومنهم من سكت. لكن ليس منهم من قام يكفر الإرهاب والإرهابيين كما سبق وكفّروا مفكري الوطن وحكام الوطن وكل الوطن.
مشايخنا الطيبون هم من يقودون صغار شبابنا لبيع دمائهم في سوق الخلود ليلحقوا بالصبايا الحور. ويتركوننا بين الدمار وبين التهديد الدولي القادر. إنها سوق نخاسة لا إنسانية.
لقد استولى المشايخ عبر الفترة المأزومة الماضية على كل السلطات، فأصبحوا هم مصدر التشريع ومصدر القانون ومصدر التنفيذ، أصبحوا الآمر الناهي.
ولأن الأيام دول فقد آن لمشايخنا أن يتركوا ملف الإصلاح لأهله وناسه لأنهم قد أصبحوا عمالة زائدة في الدولة المقبلة، وحتى تتم تهيئة الأوضاع ضمن مسيرة الإصلاح لقدوم الآتي، أما أن تتم إحالتهم للاستيداع، أو أن يُعاد تأهليهم وهو الأمر الصعب، حتى يمكنهم مرافقتنا سفينة المستقبل.
ولكن لهذه المشكلة حلها الذي نعرضه حبًا في الوطن، ولأننا لا نعرف الكراهية مثلهم بل نغفر لهم وعلى استعداد لإعادة تأهليهم، نحن يا سادتنا نعرف الغفران والحب لكل أبناء الوطن، ونحن كفيلون بتعليمكم وتثقيفكم وإخراج كل الخرافات من رؤوسكم لتركبوا معنا سفينة النجاة نحو الحضارة. |
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|