بقلم: هيام فاروق
فى الحقيقة كنت أنوى أن أكتب رسالة عتاب إلى القس رفعت فكرى راعى الكنيسة الإنجيلية بروض الفرج لإدلائه بتصريحات ليس لها دليل من الصحة على ظاهرة تجلى السيدة العذراء مريم بالوراق .. و لكنى بالإطلاع على ردود الأفعال لدى مقالته هذه وجدت من الردود ما هو كافِ و مقنع . و أريد فقط أن أقول له قبل أن تصرح بتحليل من وجهة نظر سيادتك فقط إذهب أولا و شاهد بنفسك . ثم حلل و كذب كما تريد و لكن أن تنفى هذه الظاهرة و قد رآها حوالى 20 ألف نسمة من المسيحيين و المسلمين و أقروا بها و إقشعرت أبدانهم لها و تمت فيها معجزات مؤيَدة من أصحابها و من أطباؤهم المعالجين و من شهود العيان فما كنت أنتظر من سيادتك هذا و خصوصا أننى كنت أستفيد كثيرا من مقالاتك و أقدرها و أجلها و لكن تصريح سيادتك هذا - أسفة أشد الأسف أن أسمعه منك - كان الأجدى بك أن تصمت طالما أن عقيدتك الإنجيلية غير مؤمنة بالظهور الذى آمن به المسلمون أنفسهم . و لا تظن أن هذا تعصب منى .. أبدا صدقنى فأختم كلامى بأنى سوف لا أنهج نهج الآخرون الذين يكفرون الآخر و لكنى أقول لسيادتك أن عدم إيمانك بشفاعة و ظهور السيدة العذراء لا يحرمك من الملكوت و إنما يحرمك فقط من بركتها . سامحنى فهذا رأيى
و لكن مقالتى اليوم هى رسالة إلى ( مكس ميشيل ) فقد شاهدت برنامج ( مصر اليوم ) على قناة الفراعين و فيها تم حوار بين مقدم البرنامج و بين ( مكس ميشيل ) الذى أيد وجود إحتقان طائفى شديد فى مصر و أيد اننا ممكن أن نعترض بعلو الصوت قائلا : ما الذى يمنعنى من أن أغضب و أن أعترض و أن أقول لا لا يصح هذا .. إلى هنا لم يخطىء
و لكن ما إستفزنى هو تعرض مقدم البرنامج إلى عرض فكرة غضب الأقباط فى مصر و مطالبتهم بالإمتناع عن إقامة الإحتفالات بعيد الميلاد المجيد و هنا و قد صرح مكس ميشيل أنه معترض تماما على هذه الفكرة و إسمعوا وجه إعتراضه حيث يقول
هل الأحداث التى حدثت من مجموعة أغبياء من فرشوط تستحق أن نفعل هذا العصيان المدنى ؟
هل حجم الخطأ = رد الفعل الشديد هذا من المسيحيين بالإمتناع عن قبول التهنئة من الإخوة المسلمين ؟
هل الردود العنيفة هى التى تحل المشكلة ؟
هل ردود الفعل العنيفة نواجهها بردود فعل أعنف ؟
من حقنا أن نغضب .. لكن نجعل الغضب ذو ثمار إيجابية .. دعونا نوظف الغضب بطريقة غير إنفعالية .. فيجب أن نحول الإحتفال بعيد الميلاد إلى مهرجان حوار مع المسلمين
كان هذا هو رد مكس ميشيل
ما هذا ؟ كم حدثت مرات و مرات و تم الصلح بجلسة مصاطب و تقبيل اللحى .. و تورم قفانا من الضرب بعد هذا بضربات أعنف منها ؟؟؟؟
كيف نحتفل بالعيد و أخوتنا و أبنائنا مكلومين و مجروحين و جائعين و بردانين ؟؟؟؟
كيف أضع يدى فى يد من تطاول على إبنى أو إبنتى بالصفعات و الضربات
كيف أضع يدى فى يد مسئول رافض تعويض أبنائنا عما أصابهم من خسائر و حرائق و خراب بيوت و تدمير أُسر بأكملها ؟؟؟
كيف أضع يدى فى يد من يتعاون بل و يحرض على أذيتى و أذية بيتى و أولادى و نسائى و أسلمتهم الجبرية .. كدة عينى عينك ..بلا مداراة و هم مستمتعين بصراخ و أنين أمهات و آباء تتمزق قلوبهم على فلذات أكبادهم ؟؟؟؟
كيف أبتسم فى وجه من ظلم و حبس أبى ظلما و جرده من ملابسه الكهنوتية و ساواه بالمجرمين و هو لم يفعل شىء يستحق هذا ؟ مع العلم أن الجميع يعلم هذا الظلم بما فيهم القضاء المصرى المتأسلم
كيف أغضب ؟ و كيف أحتج ؟ بأن أقابلهم و أصنع مهرجان للحوار بينى و بينهم ؟ أى حوار هذا الذى نصنعه ؟ لا أعلم .. أستنفذنا أساليب الصبر و الحوارات و لم يعد لدينا سوى لغتهم التى لا يفهمون غيرها و هى الصوت العالى و التطاول
و بالطبع أيد مقدم البرنامج إقامة هذا المهرجان الحوارى فى أعياد الميلاد
و ما قاله هذا المذيع اللامع أنه لا ينكر وجود إحتقان طائفى و لكنه أيضا يستنكر بعض الإفتراءات من المسيحيين فكانت على سبيل المثال لا الحصر أن المسيحيين يفترون بشكوى عدم تنصيبهم فى مراكز عليا و يقول ألا ترون معى لواءات البوليس و الشرطة ؟؟ أليسوا بعضهم مسيحيين ؟
لا يا سيدى الفاضل قل لى بالله عليك أية كلية عسكرية تقبل طالب واحد مسيحى ؟؟؟
ألا يوجد بعض المصالح و الهيئات و المحال التجارية كمؤمن ، و المدينة المنورة ، و... و .... إلخ تطلب عاملين للعمل وتشترط ( المسيحيين يمتنعون ) ؟ و العجيب أنه مازال بعض الأقباط الأعباط يذهبون للشراء منهم
و إستكمالا للحوار ، فقد أوضح مكس ميشيل أن هناك بعض الأفكار المغلوطة لدى الطرفين المسيحيين و المسلمين كلُ للآخر .. فمثلا المسلمين عندهم فكر مغلوط أن المسيحيين يعبدون ثلاثة آلهة فى حين أنهم يعبدون إله واحد
و المسيحيين عندهم أفكار مغلوطة بأن الإسلام يحرض على القتل و السرقة و النهب و تكفير الآخر
ما هذا الكلام يا فضيلة الأنبا مكسيموس كما ناداك مقدم البرنامج .. لم يعد لدى الطرفين أى فكر مغلوط أبدا . فالمسلمون يعلمون تماما أننا نقر قانون الإيمان المسيحى الذى نقول فى بدايته بالحقيقة نؤمن بإله واحد . هم يعلمون تماما أننا نعبد الإله الوحد و لكنهم رافضين أن يتعرفوا على هذا الإله .. و لا حتى أن يبحثوا عنه و مع هذا فالرب هو الذى يبحث عنهم و منهم من هو إستنار بنور الإيمان و المعرفة الحق حيث قال له كل المجد ( أنا هو الطريق و الحق و الحياة . من آمن بى و لو مات فسيحيا ) .. أما نحن فليس عندنا أفكار مغلوطة من جهة الإسلام . فنحن نحبهم و نحترمهم كإخوة لنا فى الإنسانية حتى و لو كانوا يعبدون الحجر فنحن نحب الجميع و نحترم الجميع لأنهم خليقة الله أولا و لأن هذا هو إلهنا ( الله محبة ) .. أما فى الدين فالبفعل هم ينفذون تعاليم دينهم الذى قال ( قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله و لا باليوم الآخر و لا يحرمون ما حرم الله و رسوله و لا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد و هم صاغرون ) سورة التوبة 29
و أيضا ( يا أيها النبى حرض المؤمنين على القتال ) سورة الأنفال 65
إذن ليس لدينا صورة مغلوطة عن الآخر .. كلُ يعرف الآخر حق المعرفة .. فأى حوار الذى يدعونا إليه مكس ميشيل ؟
و هنا نحن ما زلنا غير مستقرين على رأى يجمعنا و يوحدنا فى إتفاق واحد .. هل قبِل آبائنا الأجلاء مطالبنا بخصوص إلغاء الإحتفال أم لم يقبلوا ؟
لى ملحوظة : قداسة البابا أطال الله لنا حياته يستكمل علاجه حاليا فى كليفلاند .. إذن رب البيت غائب ومريض و فى نفس الوقت لنا إخوة مكلومين و مجروحين .. فليأخذ الإحتفال شكلا آخر و ممكن أن يتم بإحتفال قبول وليد المذود كلُ فى مذوده الخاص ( قلبه ) و يذهب لإعطاء هدايا الميلاد لوليد المذود الحقيقى الذى قال ( جعت فأطعمتمونى .. عطشت فسقيتمونى .. كنت غريبا فآويتمونى .. عريانا فكسوتمونى .. مريضا فزرتمونى .. محبوسا فأتيتم إلىَّ ) متى: 25: 35، 36 .
و لا ننسى أبينا الحبيب المسجون ظلما و طغيانا أبونا متاؤس وهبة |