CET 00:00:00 - 20/12/2009

المصري افندي

بقلم: جرجس وهيب  
استطاع الإخوان المسلمون خلال الفترة التي سمحت لهم الدولة فيها بالظهور العلني والرسمي والترشح لانتخابات مجلس الشعب عام 2005 تحت شعارهم المفضل ( الإسلام هو الحل ) ونجاح 88 عضو بمجلس الشعب أن يأسلموا مصر بما في ذلك الحزب الوطني نفسه.
فالحزب الوطنى أراد أن يُجاري الإخوان المسلمين فزاد من الجرعة الدينية بشكل كبير على الرغم من أنه يضم بين أعضائه الآلاف من المسيحيين بل لن أبالغ إن قلتُ إن المسيحيين هم أكثر أعضاء الحزب الوطنى إخلاصًا وتصويتًا له.
فكثير من أعضاء الحزب بل بعض قيادات الحزب السابقة بمحافظة بني سويف دعمت مرشحين غير مرشحي الحزب الوطنى بل البعض دعم مرشحي الإخوان أنفسهم فى انتخابات مجلس الشعب عام 2005.

وأصبح هناك  حرص على تلاوة القران قبل أي لقاء حزبي وهو نظام لم يكن متبعًا من قبل بالإضافة إلى حرص مختلف أمانات الحزب الوطني على التركيز على المسابقات الدينة وخاصة مسابقات حفظ وتلاوة القران الكريم على حساب الأنشطة الأخرى، كما يحرص كبار قيادات الحزب على تعليق الاجتماعات لحين الانتهاء من الصلاة  وهي أمور ليست خطأ ولكن لابد أن يقابل ذلك بتنظيم عدد من المسابقات والأنشطة الدينية المسيحية على اعتبار أن الحزب يخدم كل أعضائه.
وأيضًا من الأمور الناتجة عن فوز مرشحي الأخوان زيادة كمية الفتيات المنقبات  حتى وسط الفتيات التى لا يتعدى أعمارهن 10 سنوات، وأصبح النقاب عنوانًا للطهارة والالتزام، كما بدأت تظهر فئات في المجتمع لم تكن موجودة من قبل مثل الفنانات المحجبات والمذيعات المحجبات كما حرص عدد كبير من اللاعبين على إظهار التدين بشكل واضح، ولا احد ينسى ما فعله أبو تريكة لاعب النادي الأهلي عندما خلع الفانلة التي يرتديها لإظهار عبارة "متضامنون مع غزة" وحالة الارتياح الكبيرة فى أوساط الشباب لما فعله أبو تريكة.

ولن أنسى موقفًا حدث ببني سويف عندما قام أحد نواب الحزب الوطني بمدينة بني سويف بوضع لافتة للتهنئة بأحد المناسبات الدينة المسيحية بميدان المديرية وكان ذلك يتوافق مع مناسبة دينية إسلامية وقام عضو مجلس الشعب عن الإخوان بوضع لافتة بجوار لافتة عضو الوطني لتهنئة المسلمين بأحد المناسبات الثانوية الإسلامية مما دفع مرشح الحزب الوطنى لإزالة لافتته ووضع لافتة لتهنئة المسلمين.
والكل يعرف أن الدولة لن تسمح بوصول الإخوان لمجلس الشعب مرة أخرى وعلى أقل تقدير ليس  بنفس العدد.
ولكن هل سيعود الحزب الوطني على علمانيته ويقود مصر إلى الاعتدال أم يقوم الحزب الوطنى بدور الإخوان المسلمين وتكملة مسيرة أسلمة مصر على اعتبار أنه الطريق الأسهل للوصول لقلوب الناس.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٠ صوت عدد التعليقات: ٤ تعليق