CET 00:00:00 - 21/12/2009

مساحة رأي

بقلم: أيمن عبد الرسول
عندما تقول ما تراه الحق لا بد من دفع الثمن، هذه مسلمة لا يعرفها الناس في بلدي, المتواطئون على الصمت وقت انهمار المحن, والمتهمون لكاتب هذه السطور بالعنصرية لأنه كتب عن منهج المسلم بين المسكنة والتمكن في المقال السابق, والذين فشلوا في تجريده من الإسلام لأنهم إن كفروه أثبتوا صواب فضحه لمنهجهم, فعنصروه.. ولله الحمد أن تهمة العداء للسامية لم تُخترع بعد في قاموس الصهيونية الإسلامية التي ترى أن المسلم الهندي أقرب إلى المسلم المصري من المسيحي المصري!!

يقول الإمام إبن حزم الأندلسي (من راض –يعني خد على كده- نفسه على السكون إلى الحقائق وإن آلمته في أول صدمة -لأن الحق صادم في مصرنا التي أدمن الناس فيها المجاملات على حساب الحقائق- كان إغتباطه -أي سعادته- بذم  -شتيمة الناس- إياه أشد وأكثر من مدحهم إياه)!!

والحقيقة أنني كذلك الشيخ الظاهري الفقيه لا يهمني ماذا يقول الناس عني قدر ما يهمني إتساق القول مع الفعل -وهو ما نفتقده في حياتنا-، المهم أن سائق تاكسي من السيارات البيضاء يدعي الالتزام ومراعاة الله على الطريقة الإسلامية سألني سؤال غريب بقصد الفتوى -فالعبد لله باحث في الحركات الإسلامية-, فظنني السائق مفتيًا، أما السؤال فنصه: أحب أخت زوجتي وأخاف من الوقوع في الخطأ الزنا معها، فهل من حل يجعلني أمارس معها الجنس شرعيًا -زواج يعني- علشان أرضي ربنا؟ ده أنا خلاص مش قادر وبصبر نفسي أنا وهي بالصلاة كل الفروض والنوافل!!

بصراحة لم يجد كاتب هذه السطور الفتوى الملائمة, فالعلاقات الجنسية بين الزوج وزوجة الأخ ممنوعة بنص مُثبت في مصحف عثمان ولا زواج له منها إلا بطلاق زوجته التي هي أختها أو وفاة الأخت زوجته والراجل أبو مريم بالمناسبة مش قادر خلاص!!

هذه اللهفة على التحليل لما هو محرم شرعًا وازدواجية المعايير ذكرتني بميراث طويل من الممارسات الشاذة على طريقة صلاح أبو سيف في الزوجة الثانية، والمدهش أن الناس في بلدي لا يملون من السؤال.. وهم موقنون بالإجابة, وعلى المفتي تحمل النتيجة, ليست القضية في أبو مريم اللي مش قادر خلاص ولكن في نسق التفكير المتخلف الذي ينطبق على حياتنا ويغلق بها المستفتي أبواب رحمة الله, مثل الرجل الذي يسأل شيخًا جليلاً على قناة فضائية إسلامية في جواز ممارسة الجنس مع زوجته في دورة المياه!!

مسخرة طبعًا.. لكن هذه هي طبائع الناس في بلدي. يصلون ويصومون وربما يحجون بيت الله ورغباتهم لا تجد لها فتوى!!

هناك نصوص كثيرة تحرم كثرة السؤال, فالحرام والحلال بين, إنما الذي هو ليس ببين الإسلام المصري المتسامح جدًا مع الآخر, والقاسي بدون مناسبة لو هيئ له أن الآخر عدو مبين!!

الإسلام المصري هو الذي أحل أولياء الله الصالحين محل الآلهة الإقليمية في مصر القديمة.. وهو الذي اخترع المئذنة من شكل المسلة, والمسيحية المصرية أتخذت من عنخ (مفتاح الحياة) المنتسب إلى أسطورة ايزيس وأوزوريس وحورس الثالوث المصري المقدس إطارًا مرجعيًا للثالوث والصليب, وأعتقد أن من يصف مصرنا بأم الدنيا لديه الحق وكذلك أم العجايب!!

فمصر فعلاً ببناء شعبنا الجميل وخصوصية مفاهيمنا الدينية والاجتماعية حالة خاصة ندعو الله أن يحفظها من مقتيو الرمال وقنوات الهداية والضلال والفتن الطائفية بين الشيعة والسنة والسنة والقبط والسنة والبهائيين, ليبقى دين مصر العام هو المحبة وإن اختلفت الغايات والوسائل!!

ولأبو مريم أقول وهو الذي أتصل بأخت زوجته يبشرها بأن الشيخ كريم عبد الجيد -يقصدني أنا- هايبحث مشكلتنا ويلاقي ليها حل عند إبن الرقيع فتاوى الزوجية باب الزواج السري من أخت الزوجة. وبعد ما نزلت من التاكسي قلت له جملة وجعته:

أولاً اسمي أيمن عبد الرسول.
ثانيًا من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فلا صلاة له.
ثالثًا لما انت مش قادر خلاص عايز حد ترمي عليه بلاك ليه؟

الناس في مصر صحيح غلابة بس مش للدرجة دي!!
لم يرد أبو مريم ولكنه قال: عبدالرسول وشيخ روح غير اسمك الحرام الأول وبعدين إفتي!!
هو ده الإسلام المصري ويا ريت الرسالة توصل المرة دي صح يا مصري!!

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ١١ تعليق