CET 00:00:00 - 21/12/2009

مساحة رأي

بقلم: ابرام مقار
مما لاشك فية ان رجال الدين من اي دين فيما يقدموه من قيم ومن فضيلة ومن صواب هم الوجه الحقيقي لهذا للدين. ففي يوم الاربعاء الثاني من ديسمبر الحالي ومن خلال عظة قداسة البابا شنودة الاسبوعية وردا علي سؤال وجه الي قداستة عن صحة انه لا يجوز للمسيحي التبرع بالدم لغير المسيحي حيث أن المسيحي رُشم بزيت الميرون؟ اجاب قداستة "انتوا مش تتبرعوا بدمائكم فقط لغير المسيحيين ده انتوا تتبرعوا بحياتكم لغير المسيحيين"ثم اضاف قداسة البابا إلى أنه عندما نقدم الخير للآخرين نعطيهم فكرة عن مدى حب وتسامح وعدم تعصب المسيحية. وأكد أنه لا يجب أن نجعل الخير الذي عندنا لنا فقط بل نقدمه للآخرين.
 
اجابة قداسة البابا هذه تعكس مدي المحبة المسيحية التي بداخلة فبالرغم من ان هذه العظة كانت في اعقاب المحرقة التي اقامها الغوغاء من غير المسيحيين لاولاده الاقباط في فرشوط وابو شوشة في سلسة لم تنتهي من الاعتداءات علي الاقباط في معظم قري صعيد مصر الا ان مبادئ المحبة والتسامح لقداستة لم تتغير. وذكرني هذا التسامح بما فعلة البابا يوحنا بولس الثاني حينما قام التركي محمد علي اغا باطلاق النار علي البابا يوحنا بولس في 13 مايو عام 1981 وهو يستقل سيارة مكشوفة لتحية المتجمعين في ساحة القديس بطرس بروما واصيب البابا يوحنا بجروح بليغة اثرت على صحته كثيرا ولكن البابا يوحنا بمجرد ان تعافي قـام بزيـارة القاتل الذي حـاول اغتياله في سجنه برومـا وأعلن على الملأ أنه صفح عنه وليس في قلبه أي كراهية تجاهه بل وطالب بتخفيف العقوبة مرارا وتكرارا، حتي استجابت السلطات الايطالية بعد عدة اعوام وافرجت عنه وبذلك جسد البابا يوحنا بولس التسامح المسيحي امـام العالم كله وامام هذا التسامح تغير محمد اغا من مجرم قـاتل الى انسان اخر.
 
ففي الثامن والعشرين من ابريل من هذا العام نشرت مجلة  "ديفا اي دونا" الايطالية رسالة لمحمد علي اغا كتبها من سجنة اكد فيها انه ترك الاسلام واعتنق الكاثوليكية. حتي حاخامات اليهود قدموا مثل في التسامح ففي مؤتمر الحاخامات الأوربيين الاخير والذي عقد الخميس قبل الماضي في العاصمة الروسية موسكو بمشاركة نحو 800 حاخام من أكثر من 40 دولة، عبروا حاخامات اليهود في هذا المؤتمر عن استيائهم من الاستفتاء السويسري بحظر بناء المأذن للمساجد باعتبارة ينتقص من حقوق المسلمين. فهذا وهذا فقط ما يجب ان يقدموه رجال الدين للعالم ان يكونوا وجهة ومثال لهذا الدين. علي رجال الدين الاسلامي ان يقدموا لنا في عصرنا الحالي صورة افضل للتسامح بعيدا عن روايات الماضي والخليفة الذي رفض ان يصلي في كنيسة ومن أكرم يهوديا ومن انصف نصرانيا وغيرها من الروايات ...

وان يري العالم يوما مفتي لاي دولة اسلامية او رجل دين مسلم يظهر اي نوع من انواع التسامح وينتقد منع بناء الكنائس في السعودية او يعترف بحق المسيحيين واليهود في العيش امنين ويمارسون شعائرهم وحقوقهم بحرية في ديار الاسلام او يأسف لمحرقة الهلوكوست او يدين مذبحة الارمن علي يد العثمانيون او مذبحة الاقباط في الكشح او حق الاقباط في مصرفي بناء كنائسهم في مصر بحرية، باعتبار انهم أهل كتاب او منع خطف قاصرات الاقباط بغرض الاسلمة او حظر الاعتداء علي الاقباط العزل المسالمين. واذا لم يظهر هذا الرجل فلا تلوموا صاحب فيلم فتنة او الرسام الدنماركي ولا تنتقدوا قرار حظر مأذن سويسرا وحلم وزير الداخلية الالماني بطرد أئمة المساجد في المانيا او تصريح رئيس وزراء استراليا للراغبين لتطبيق الشريعة الاسلامية في استراليا بأن عليهم مغادرة استراليا ولا تلوموا كل هؤلاء بدعوي عدائهم للاسلام فالذي يزرعه الانسان اياه يحصد.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٣ تعليق