CET 00:00:00 - 21/12/2009

من الاخر

بقلم: أماني موسى
كان يا ما كان في يوم من الأيام البيضا اللي عايشينها، وفي وقت كنت زهقانة –على غير العادة طبعًا- قلت أفتح الأخ تلف الزين (التلفزيون) وأشوف إيه أخر أخبار الدنيا، وطبعًا زي ما أنتوا عارفين إن أخبار ستنا دنيا متسرش، كلها عنف ودم وفيروسات وفي أخرها شجب وإدانة واستنكار!!!
وأنا بقلب في القنوات لقيت خير اللهم أجعله خير، الشاشة هتطق من النور وزي ما يكون كدة فيها شوية بنات جامدين طحن، أو موزة بلغة شباب اليوم (الجيل الصايع أو قل بمعنى أصح الضايع)، طبعًا وقفت تقليب وقلت أشوف الجمال دة وتبارك الخلاق فيما خلق، لكن بعد ما دققت النظر قلت تبارك الدكتور فيما فعل، ودة لأنك هتلاقي نفسك واقف قدام بنات فعلاً حلوين لكن للأسف تحس إن ضربت فيهم قنبلة هيروشيما ونجازاكي فبقوا شكل واحد.
الشعر نفس الطول ونفس شكل الجسم واللون وتفاصيل الوجه من الحواجب المايلة للشفايف الوارمة ولا يفرقهم إلا الاسم!!!
وساعتها حسيت كأني واقفة في مصنع بيبسي والمكنة بتنتج أزايز الحاجة الساقعة، وأنا قاصدة لفظ الساقعة، لأنهم بالفعل أصبحوا زي الحاجة الساقعة، جمال بس مفتقد الروح والطبيعة اللي بتدي جمال حقيقي.

المهم طلع إن دي حفلة لتكريم فتاة العرب المثالية، أنا خمنت بصراحة أن مقاييس النجاح في المسابقة دي على أساس حجم وكم النفخ والشفط والشد، لكن كانت المفاجأة إن البنت اللي هتاخد اللقب دة بناءً على معلوماتها العامة وثقافتها في المجالات المختلفة، وكان القائمين على الحفلة ناس مجهولين المصدر والهوية لكن كلهم لابسين اللي عالحبل.
والحقيقة إن الأسئلة كانت تعجيزية وغاية في الصعوبة زي أسئلة الثانوية العامة تمام، فمثلاً خد عندك مثال واتحداك لو عرفت تجاوب، طبعًا هتسألني ليه هو أنا ناقص مخ ولا مخيخ مثلاً، هقلك لا يا ذكي لأنها أسئلة للمتميزين فقط، لفتاة العرب المثالية!!!!
فكان سؤال اللجنة لأحدهم: مَن هو أمير الشعراء؟، وآخر لمغربية: أذكري أهم معالم السياحة في المغرب؟
ولأخرى سعودية: أذكري اسم الدولة التي ذُكرت في القرآن الكريم ولم يتغير اسمها حتى الآن؟
طبعًا دي عينة من الأسئلة العسيرة، بجد الفتيات صعبوا عليَّ....................

بس اللي صعب عليا أكتر المشتركات بالمسابقة والقائمين عليها وكم السفه والاستخفاف بعقل المشاهد، فإن كانت تلك الأسئلة اللي أقل ما توصف بيه أنها تافهة و......... (مش هقدر أكمل عشان مقص الرقيب) هي المحدد والفيصل لحصول أولئك الجميلات على لقب "فتاة العرب المثالية" أمال فتاة العرب العادية وضعها إيه بقى؟ أكيد بتبصم!!! مش غريب أبدًا إن تكون دي مسابقة عربية فهي تعكس واقع عربي في الضياع.
من رأيي كانوا يدوا للمسابقة اسمها الحقيقي (فتاة العرب الأمية).

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق