CET 00:00:00 - 22/12/2009

مساحة رأي

ها هو عام 2009 مقبل على الرحيل مفسحاً مكاناً للعام الجديد  2010 الذى يأتى مختالا متهاديا يحمل الكثير فى جعبته , ننتظره بشوق على امل ان يكون أفضل من سابقه  وان يحمل لنا السعادة فى طياته  .

يرحل 2009 وترحل معه أحداثه بحلوها ومرها , بخيرها وشرها ..وان كانت كلها قد سجلت  فى تاريخه, فكم من أٌناس سمح لهم الله بالميلاد فى هذا العام , وكم من صفحات حياة قد انطوت فيه,, لافرق بين فقير وغني ,,او بين حقير وعظيم, جميعنا نولد فى تاريخ محدد وننتهى فى تاريخ آخر حسب ارادة الله لنا. على المستوي الشخصى يحمل هذا العام لكل منا  ذكريات قد تكون سعيدة او تعيسة وقد يمثل نقطة تحول فاصلة فى حياة انسان  .
 
أما على المستوى العالمى فلم يخلو من الاحداث والمفاجآت,  فمعظمها يتكرر كل عام وان كان الملاحظ انها تزداد بصورة مطردة.....قلاقل سياسية...أزمات اقتصادية....صراعات دينية....حوادث انتحار..مع تناقضات واضحة لاتخفى علينا !!!....  تقدم رهيب فى مجال العلوم والطب يوازيه ظهور أوبئة جديدة وسلالات شرسة من أمراض جديدة كل عام وكأنها تسخر من عقل الأنسان وتتحداه فى أنه مهما وصل من علمٍ فأن شره أكبر وتصرفاته الحمقاء هى سبب كل ظهور جديد لوباءٍ عنيد. .  .. ..تزايد أصوات المنادين بالحرية والديموقراطية يصحبه تزايد صرخات المظلومين والمضطهدين والمأسورين.... دعوات ولعنات..., دعوات للسلام يليها دقات طبول حرب.... محاولات لأصلاحات اقتصادية يصحبها ازدياد للفجوة بين الفقراء والاغنياء , فالفقير يزداد فقرا والغنى يزداد ثراء!!....تفاؤل بقدوم العام الجديد يخفى تشاؤما يحاول ان يتسلل الى قلوبنا خلسة نتيجة خبراتنا السابقة من عام الى عام  فلاجديد  وكما قال سليمان الحكيم  " باطل الاباطيل الكل باطل . ما الفائده للانسان من كل تعبه الذي يتعبه تحت الشمس . دور يمضي ودور يجيء والارض قائمه الي الابد . والشمس تشرق والشمس تغرب وتسرع الي موضعها حيث تشرق . الريح تذهب الي الجنوب وتدور الي الشمال تذهب دائره دورانا والي مداراتها ترجع الريح . كل الانهار تجري الي البحر والبحر ليس بملان الي المكان الذي جرت منه الانهار الي هناك تذهب راجعه . كل الكلام يقصر لا يستطيع الانسان ان يخبر بالكل العين لا تشبع من النظر والاذن لا تمتلئ من السمع . ما كان فهو ما يكون والذي صنع فهو الذي يصنع فليس تحت الشمس جديد . ان وجد شيء يقال عنه انظر هذا جديد فهو منذ زمان كان في الدهور التي كانت قبلنا . ليس ذكر للاولين والاخرون ايضا الذين سيكونون لا يكون لهم ذكر عند الذين يكونون بعدهم "  (جامعة 1- 1: 11 ).

      هذا هو حالنا  منذ قديم الزمن  لم يتغير , وقد اعتدنا فى نهاية كل عام ومع قدوم عام جديد ان نحتفل ...نلقي بأشيائنا القديمة ونتخلص منها وكأننا نلقى بمتاعبنا ومشاكلنا معها  ...نزين منازلنا ....والأهم من ذلك كله هو أن نعيد تقييم هذه الفترة من حياتنا ونتخلص من خطايانا المحببة الينا ونقدم القلب له وحده ....365 يوم انقضت كان الله معنا خيرٌ راعٍٍ, لم يتركنا لحظة ولن يتركنا أيضا , 365 وعد لاتخف, وعوده صادقة وأمينة , محبته أبدية وأحساناته تغمرنا كل صباح جديد , عينه علينا من اول السنة الى آخرها...فلنشكره على عام مضى كلّلّه بجوده  وكرمه , حفظنا فى رعايته وظللنا بعنايته , انقذنا من سهام العدو , ومنع عنا اخطارا كثيرة  " كللت السنة بجودك وأثارك تقطر دسما" ( مز 65 : 11 ) و لنطلب منه أن يبارك العام الجديد ايضا  .

وليمتحن كل منا نفسه ماذا يقدم  لله امام محبته وجوده وطول أناته ,فقد تأنى علينا كثيرا واحتمل قساوة قلوبنا واهمالنا كثيرا. .. اسمعه يقول بوداعة وحب .. .. ( اتركها هذه السنة ايضا) , مثلما تأنى على شجرة التين الغير مثمرة ...  " وقال هذا المثل  كانت لواحد شجرة تين مغروسة فى كرمه. فأتى يطلب فيها ثمرا ولم يجد . فقال للكرام هوذا ثلاث سنين آتى اطلب ثمرا فى هذه التينة ولم أجد . اقطعها لماذا تبطل الارض ايضا. فاجاب وقال ياسيد اتركها هذه السنة ايضا حتى انقب حولها وأضع زبلا. فان صنعت ثمرا والا فيما بعد تقطعها " ( لوقا 13 – 6: 9 ).

أتركها هذه السنة ايضا....!!. ..نعم يارب اسمعك  , أفهم كلماتك , انها موجهة لى ...لا استطيع ان اقول امام طول اناتك سوي أشكرك , أحبك , وان منحتني عاما جديدا فساعدنى ان يكون صفحة جديدة فى سجل حياتى , صفحة بيضاء, طًًََُُهَرها وبيَضَها دمك الزكى الكريم , سنة حلوة معك , سنة سعيدة على مصر , لتبارك شعبها وتغمرها بسلامك , سنة سعيدة على العالم أجمع .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١٠ صوت عدد التعليقات: ٢٦ تعليق

الكاتب

محبة مترى

فهرس مقالات الكاتب
راسل الكاتب

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

مواضيع أخرى للكاتب

لم أنسى إنى إمرأة!!

المواطنة في المستشفى

فين الأمن؟!!

جئت اله الحب

كللت السنة بجودك

جديد الموقع