بقلم: مينا ملاك عازر
أكتب مقالي هذا متوقعًا بل مترقبًا وقد أكون متأكدًا من نجاح الضغط الذي تمارسه القنوات الفضائية والأرضية ببرلماناتها غير المنتخبة من قبل الشعب على الدكتور بطرس غالي لكي يمد فترة السماح للتقدم بإقرارات الضريبة العقارية، وكلنا طبعًا اعتدنا على المد فالكل من طرف الحكومة يُمد له وذلك حتى لا يقول أحد إشمعنى ده يتمد له وأنا لا، فالمساواة في الظلم عدل، ورغم أنني أتفق مع السواد الأعظم -حلوة السواد الأعظم دي وقبل أن نستأنف الكتابة أحب أعرفك بالسواد الأعظم وهو السواد الذي يراه أبناء الشعب الساكتين على استبداد وفساد حكامه- أيوه كنت بأقول أنني أتفق على أن الضريبة العقارية قانون يدعو للشك والريبة وتوجس الخيفة والقلق شفت بقى الكلام الكبير ده!؟، ولكنني أتعجب بجد من أمر شعب اعتاد على التأخير، يلعب دائمًا في الثواني الأخيرة والوقت الضائع أكثر من التسعين دقيقة يلعب بحماسة أكثر بحمية أعلى لكنه أثناء المباراة كلها يتراخى ويتواكل ويندب ويولول، وفجأة يكتشف أنه إتزنق وعايز جون يجري يمين وشمال وتبدأ الفضائيات تصرخ وتطلب مهلة عايزين وقت إضافي يا عم ما كان عندك وقت طويل -من ساعة ما مررت مجالسنا التي كان مفترض كونها تشريعية واستشارية هذا القانون- تقدم فيه إقرارك الضريبي لكن لازم تزنق نفسك –شايفك ياللي رافع أيدك وعايز تسأل ثواني أخلص كلام-، ولكننا نستمتع باللعب تحت ضغط ونستمتع بالمحايلة على المسؤولين لكي يمنوا علينا بمهلة، رغم أننا لو اتخذنا موقف من البداية لما احتجنا لمناورات ومراوغات ومناشدات والتماسات.
نعم إتفضل اسأل.. آه بتسأل على حكاية مجالسنا التي كان مفترض أن تكون تشريعية واستشارية أقصد بها إيه؟ يا سيدي ببساطة لما كنا في مصر أول من بدعوا الحياة البرلمانية من أيام الخديوي إسماعيل، ولما كنا أيضًا أول من همشها من أيام نفس الراجل، لم يجد شعبنا الطيب المسالم متنفس طبيعي يتنفس من خلاله ويناشد الحكومة من خلاله. حيث أن هذه المجالس المناط لها هذه الوظيفة رغم أنها مجالس يُقال أنها مُنتخبة من الشعب لم تعد تقوم بدورها ليه؟ علشان بقت مجالس تمريرية للقوانين وموافقية أي دائمة الموافقة أعضائها رافعة أيديها على طول، المهم الشعب إتخنق ومش لاقي حد يعبر عنه راحت الحكومة الطيبة عملت برامج للشعب يصرخ فيها ويصرخ المقدمين من خلالها لتفريغ شحنة الغضب وكمان تجس نبض الشعب تشوف آخره وصل لإيه؟ وفي نفس الوقت بدأت بعض البرامج تصدق إن فيه فرصة حقيقية للصراخ فأخذت تصرخ هي كمان ولكن البرامج دي بقت مش على هوى الحكومة وإللي مش عارفة تعمل لها حاجة عشان لو عملت الناس حاتقول إشمعنى دول ودول لا؟!.
فُتّكُم في الكلام الضريبة العقارية بقى حايمدوا لها عشان إحنا شعب مكبر دماغه واعتاد على التمديد والتجديد والمحايلة والمسايسة للمسؤولين، ولأن المسؤولين أنفسهم عرفوا كده بقوا يسيبونا نهاتي وهما عارفين إنهم في الآخر حيمدوا المدة وآهي فرصة يبينوا كرامة وجدعنة مش كده ولا إيه؟!. |