CET 00:00:00 - 24/12/2009

حوارات وتحقيقات

تحقيق: ميرفت عياد – خاص الأقباط متحدون
تُعد كنيسة الأنبا شنودة من ضمن الكنائس الأثرية بمنطقة مصر القديمة، وهي تُنسب إلى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين أحد الرهبان من آباء القرن الخامس، والذي عاش كمصلح اجتماعي وروحي، على الرغم من ارتباط العبادة عنده بالحياة الاجتماعية إلا أنه ظل يمارس حياة العزلة باستمرار لذلك تأهل لأن ينال لقب رئيس المتوحدين.
وعن هذا يحدثنا الدكتور زاهي حواس "رئيس المجلس الأعلى للآثار" قائلاً: نظرًا لقدم كنيسة الأنبا شنودة رئيس المتوحدين بمصر القديمة وارتفاع منسوب المياة الجوفية تحتها والتهالك الشديد لحوائطها وتدهور حالتها الإنشائية والمعمارية، تقدمت الكنيسة عام 1983 بمشروع متكامل للترميم المعماري والإنشائي والدقيق للمجلس، وقد تم اعتماده عام 1983 ميلادية من قبل قطاع مشروعات الآثار الإسلامية والقبطية بالمجلس، وبدأ تنفيذ أعمال الترميم بعد ذلك بثلاث أعوام على نفقة الكنيسة وتحت إشراف المجلس.
وأضاف دكتور زاهي أن الأسباب التي أدت إلى مشروع ترميم الكنيسة ترجع إلى ارتفاع منسوب المياة الجوفية وتسرب المياة إلى باطن الأرض نتيجة لعدم استخدام الصرف الصحي للمنطقة، حيث أن الصرف يتم على بيارات يتم نزحها عند امتلائها مما أدى إلى التهالك الشديد لحوائط الأثر، هذا غلى جانب ميول شديد لأعمدة وحوائط الكنيسة الداخلية الحاملة للجمالون المغطى لصحن الكنيسة، هذا بالإضافة إلى بناء الكنيسة بدون أساسات أدى إلى حدوث شروخ بالحوائط والعقود الصغيرة أعلى الأعمدة.

أعمدة رخامية.. وزخارف نباتية
بينما أوضح اللواء علي هلال "رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار" أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم المعماري والإنشائي للكنيسة، وتشمل أعمال الترميم إحلال أساسات الكنيسة وبنائها بالخرسانة المسلحة دون فك لأي عنصر من عناصر الأثر، ترميم الحوائط ، ترميم القبة المبنية من الطوب والمغطية للهيكل الرئيسي وهي ذات أسلوب إنشائي مميز، وحيث تعتمد على أربطة خشبية مستخدمة بأسلوب التعشيق كما في أعمال بناء المراكب، هذا إلى جانب ترميم الأعمدة الرخامية بالكنيسة بكافة أدوارها السفلية والعلوية، مشيرًا إلى أن كافة الروابط الخشبية التي تعلو الأعمدة الرخامية مزينة بنقوش وزخارف نباتية تم نزعها لترميمها ثم إعادة تركيبها.

عصر الاضطهاد.. والذخيرة المقدسة
ومن جانبها أضافت د. ميرفت ثابت "مدير عام مكتب رئيس قطاع المشروعات بالمجلس الأعلى للآثار والمهندسة المشرفة على الآثار القبطية بالقاهرة الكبرى" قائلة إنه أثناء ترميم حوائط الهيكل الجنوبى تم العثور على عمود من الحجر بارتفاع يصل إلى أربعة أمتار وبقطر متوسط 40 سم ويقع هذا العمود في الجدار الشرقي للهيكل، وفي الجزء السفلي منه بداية ممر للهروب أثناء عصر الاضطهاد للحفاظ على الذخيرة المقدسة، ولكن نهاية هذا الممر حاليًا مسدود وغير واضح إلى نهايته، هذا إلى جانب ترميم الدور الثاني بالكامل والذي يوجد به كنائس علوية، حيث ترميم حوائطها والفريسكات التي تعلو هذه الحوائط، كما تم إحلال وتجديد الأسقف الخشبية المغطية للدور الثاني وفك الأجزاء العلوية من الجمالون الخشبى لتهالكها وتآكلها نتيجة العوامل الجوية وترميمها وتركيب أخشاب أخرى بدلاً من التالف منها، إحلال وتجديد حوائط المبنى وملحق بالكنيسة بالكامل، تجديد دورة المياة بالكنيسة كما أنه تم إنشاء برج للجرس يظهر من الشارع الخارجي لجامع عمرو ابن العاص، هذا بالإضافة إلى ترميم المشربيات الخشبية المجاروة للمنارة بالواجهة الخارجية.

أعمدة رخامية من المعابد الرومانية
وأشارت دكتورة ميرفت إلى أن كنيسة الأنبا شنودة تُنسب إلى الأنبا شنودة رئيس المتوحدين، ولكن من الصعب تحديد تاريخ دقيق لبنائها ولكن من المرجح أنها تعود إلى القرن السابع أو الثامن الميلادي حيث تم ذكرها في كتاب المقريزي عام 780م.
وتتكون الكنيسة من الصحن الذي ينقسم إلى قسم للرجال وقسم للنساء وهو مغطى بسقف مرتفع، ويوجد جناح شمالي وآخر جنوبي ينفصلان عن الصحن بواسطة أعمدة رخامية يتوج معظمها تيجان كلاسيكية من الواضح أنها كانت من قبل قائمة بأحد المعابد الرومانية أو الإغريقية، ويستند على هذه الأعمدة إطار خشبي متصل ويحمل هذا الإطار آثار ألوان جميلة وبعض الحروف القبطية، كما أنه مزخرف بصلبان بارزة بمعدل صليب واحد بين كل عمودين، أما المنبر الموجود في الصحن فهو عبارة عن قطعة فنية رائعة من الحفر العربي على خشب الورد المزخرف بصلبان من العاج، ويعد الجناح الجنوبي أكثر اتساعًا وينفتح على جناح خارجي، ويحتوي على صهريج كبير للغطاس وجرن للمعمودية.

صور القديسين والملائكة
كما ذكرت دكتورة ميرفت أن صور القديسين والملائكة قد رُصت على الرفوف حول الخورس، ومنها صورة يرجع تاريخها إلى القرن السادس عشر لأيقونة للملاك ميخائيلشفيع الكنيسة الأنبا شنودة الذي يبدو في هيئة شيخ مرفوع القامة في لحية طويلة يمسك صليبًا بيديه المطويتان على صدره وملابسه تدل على العظمة الفريدة. وفوق حجاب الهيكل نجد السلسة المعتادة المكونة من سبع صور في وسطهم صورة السيدة العذراء على العرش وعلى كل جانب ثلاث صور بكل منها تلميذان يحمل كل منهما صليبًا في يده اليمنى وإنجيلاً في يده اليسرى وحول رأسه هالة من المجد، أما الهيكل نفسه فهو نصف دائري وبه منصة يعلوها المذبح المظلل بقبة خشبية مرتكزة على أربعة أعمدة وفي أحد أركان الهيكل دولاب خشبي به حوض ودورق مصنوع من الخزف لكي يغسل الكاهن يديه عند رفع القربان.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٣ صوت عدد التعليقات: ٥ تعليق