CET 00:00:00 - 30/03/2009

مساحة رأي

بقلم- مجدي ملاك
في ذكرى مرور 30 عام على عملية السلام بين مصر وإسرائيل يحاول البعض أن يراجع، وأن ينتقد معاهدة السلام التي وقعها الرئيس السادات في السادس والعشرون من شهر مارس في عام 1979، والتى مثلت نقطة فاصلة في حياة الشعب المصري، نحو سلام بيعد حرب إستمرت كثيراً دون أن يكون لها عائد واحد على مجمل أوضاع الشعب المصري

وعلى الرغم مما حققته إتفاقية السلام إلا أننا من حين لأخر سوف نسمع لدعاة الحرب الذين يريدون إغراق البلاد في مستنقع من الحرب المستمرة مع قوى غير متكافئة بالمرة، الغريب أن دعاة الحرب مدعومون من دول لم تفكر يوم واحد في إطلاق رصاصة واحدة تجاه إسرائيل، ومن ثم لا يمكن إعتبار إتفاقية السلام سوى إنها كانت سبب رئيسي في تجنيب مصر حروب كثيرة كانت يمكن أن تكلفها ليس فقط مادياً، ولكن على مستوى الخسائر البشرية نتيجة إمتلاك إسرائيل لقوة عسكرية جبارة مدعومة من أكبر قوى عسكرية في العالم وهي الولايات المتحدة الأمريكية.

وعلى الرغم من أن البعض داخل إسرائيل نفسها يصف السلام بين الدولتين بأنه سلام بارد، ولم يصل إلى حد السلام الحقيقي على الارض، وهو ما كتب في جريدة "هارتز الإسرائيلية"، وقمنا بترجمته في باب الصحافة الإسرائيلية الاسبوعي، إلا انه على الرغم من ذلك، فالسلام كما يعبر دائماًَ عنه على المستوى الرسمي أنه كان خيار إستراتيجي، أي خيار سوف تجني ثماره الأجيال القادمة، ومن ثم لا داعي للحديث عن أي إمكانية للتفكير في إعادة النظر في تلك الإتفاقية التي بسببها حصلت مصر على أكبر معونات إقتصادية وعسكرية بعد إسرائيل، فإذا كان الحال وصل بالشعب المصري لما نراه عليه الآن على الرغم من وجود سلام، وبعد الإنفاق بشكل كبير على الحرب، فما هو الحال إذا لم نوقع على تلك الإتفاقية بعد.

ولعل ما جاء على لسان وزير الخارجية القطري أمس فيما يتعلق بالخطأ الكبير الذي فعلته دولة قطر حين قامت بدعوة كل من حماس والدولة الإيرانية في القمة التي عقدت في قطر لمناقشة تطورات الحرب على غزة.

يوضح بما لا يدع مجال لأي شك أن الدولة الإيرانية تريد توريط مصر بشكل كبير في حرب يسمح لها بقيادة المنطقة في الفترة المقبلة، وهو ما وضح بقوة في المحاولات المستمرة من جانب القادة الإيرانيين لإستيعاب الجانب القطري والسوري ضد المحور المعتدل كما يطلق عليه، ومن ثم فدعاة الحرب لا يعلمون أن هذا المخطط هو مخطط إيراني من أجل العمل على كسر نفوذ الدولة المصرية، خاصة أن الدولة الإيرانية تنظر إلى رغبة الولايات المتحدة في الحوار معها، بأنه تنازل كبير قامت به الولايات المتحدة، ومن ثم إعتقدت الدولة الإيرانية أنها يجب أن تنتهز تلك الفرصة لتظهر بمظهر القادم في الفترة القادمة القادر على التمويل والمساندة في أكثر من جبهة.

ويحدث هذا بالتزامن مع أبواب إعلامية تمول من الجانب الإيراني من أجل التقليل من نصر حرب أكتوبر والنظر إلى إتفاقية السلام بإعتبارها تنازل كبير من جانب الدولة المصرية، وإتهام تلك الإتفاقية بأنها سبب معاناة الفلسطينين حتى هذا الوقت، وهو أمر بعيد كل البعد عن الواقع بل على العكس فقد قالها الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أخر أيامه، ان الزمن لو عاد به لكان قد جلس بجوار الرئيس الراحل أنور السادات من اجل التفاوض معه لإستيرداد الأراضي الفلسطينية، وعبر عنه مرة أخرى حين ندم على عدم موافقته على المفاوضات التى أجراها الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في "واى ريفر" من أجل تسوية المشكلة الفلسطينية تسوية كاملة.

لذا علينا التأكيد بأن السلام هو الحل الوحيد الذي يجب أن ندفع بإتجاهه وليس العكس، لأن بدون ذلك السلام ومع زيادة الأزمات الإقتصادية بشكل عام، سوف يكون الشعب هو الوحيد الخاسر في تلك المعركة، وعلينا أن ندرك أن دعاة الحرب هم المستفيد الأول من تلك الدعاوي لأن تمويلهم قائم على زعزعة إستقرار المنطقة بأكلمها، وإذا كان البعض ينتقد عدم الوصول للمستوى الذي سمح به هذا السلام، فيجب أن ندرك أن العيب في أنفسنا، وليس في الإتفاقية، لأن الإتفاقية أعادت أرض مسلوبة، هي الآن من أفضل المنتجعات السياحية في العالم، كما أتاحت لنا إتفاقية السلام شراكة زراعية مع إسرائيل لولاها لما كانت مصر قادرة على زراعة الصحراء، وهذه حقيقة يعرفها كل متخصص، ودكتور، وعالم في المجال الزارعي ولكننا لا نريد أن نعترف ونقول، لأننا تعودنا دفن رؤوسنا في الرمال
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٢ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق