CET 00:00:00 - 30/03/2009

مساحة رأي

بقلم- ويصا البنا
عندما يتحول منبر الحريات إلى  ساحة للإعدام والتكفير والجلد، لابد أن نقف قليلاًَ لنعرف إلى أين نحن ذاهبون؟
في إحدى حلقات برنامج "الحقيقة" الذي يقدمه المذيع وائل الإبراشي، هذا البرنامج الذي يدعم فكر واحد، وهو ليس كإسمه، فهو ليس الحقيقة حيث أنه يقوم بإستضافة أحد المتعصبين أو أحد أطراف قضاياه لسلخ الطرف الآخر بدون إعطاء الفرصة للطرف الثاني بالرد أو الدفاع عن نفسه، وخير دليل على ذلك أن هذا البرنامج يذاع مسجل ولا يجرؤ صاحبه على إذاعته على الهواء مباشرة مثل البرامج الأخرى التي تذاع على نفس القناة والتي تحظى بإحترام الكثيرين.

كان وائل الإبراشي قد إستضاف السيد/ جمال عبد الرحيم عضو نقاية الصحفيين، وهو صاحب سابقة منع مؤتمر "مصريون ضد التمييز الديني"،  وطرد النقيب من النقابة، وإستضاف أيضاًَ الدكتورة "بسمة موسى"  البهائية، وإستضاف رجل آخر من محافظة سوهاج لا أذكر اسمه وهو أيضاًَ معتنق للبهائية.

وقد كانت هذه الحلقة حسب معد البرنامج تناقش إحتفالات البهائيين بعيد النيروز الخاص بهم، أما الحقيقة فقد كانت الحلقة عبارة عن وصلات متتابعة من السب والتحريض على القتل من قبل الصحفي جمال عبد الرحيم دون إعطاء الفرصة كاملة للطرف الآخر للرد على هذه المجزرة التي تسيء إلى الصحافة المصرية وإلى الإعلام المصري بوجه عام.

لا أدرى لماذ يهتم وائل الإبراشي بتقديم هذه النوعية من الحلقات؟
هل إنتهت مشاكل الشعب المصري ووقفت عند الإحتفال بعيد البهائيين الذي أثار إستياء الشارع المصري على حد قول الأستاذ وائل؟
من أين جئت بالتأكيد على أن هذا الإحتفال أغضب الشارع؟
أتحداك يا استاذ وائل، ان غالبية الشعب والشارع الذي تتكلم بإسمه دون وجه حق لا يعلم من هم البهائيين؟ فما بالك بأعيادهم!! 

الكثيرون من أصدقائي المسلمين قد أرسلوا لي تهنئة بعيد القيامة المجيد في عيد الميلاد المجيد، رغم أن عيد الميلاد هو أجازة رسمية، أي أن من أرسل التهنئة من المفروض أنه يعلم جيداًَ العيد، ومع ذلك أرسل تهنئة بعيد آخر، وانا على  ثقة أن هذا الأمر ليس مقصوداًَ ولكن الشعب المصري يفتقد إلى  الثقافة ومعرفة الآخر، هذا حدث معي وانا مسيحي معترف بي وبديانتي من الدولة فما بالك بالبهائيين وأعيادهم.

فلماذا إذن نثير الفتنة ونهيج مشاعر المواطنين ضد طائفة أو معتقد؟
لو كنا في بلد يحترم الإنسان كإنسان، وليس كدين وعقيدة، لتقدم مقدم البرنامج والصحفي جمال إلى المحاكمة بتهمة إثارة الفتن والتحريض على القتل وهذا ثابت من حلقة البرنامج الذي أذيع على الملأ.

فمن الذي أعطى الحق لأي إنسان أن يكفر ويحض على القتل والكراهية،
فلا يوجد دين سماوي أو حتى وضعي  يدعو إلى قتل الناس والنفس إلا بالحق، والحق هنا هو القصاص من المجرمين والمخربين والقتلة واللصوص وغيرهم.

فعندما يصل الوضع بمن يمثل نقابة الصحفيين، وهو عضو في هيئتها، ولا يؤمن بالتعدد وحرية العقيدة والرأي، فلابد أن ندق إنذار الخطر ونسأل ما هو دور الصحافة والنقابة والكلمة؟
 هل دورها هو الصوت المرتفع، وتكفير الناس مهما كان معتقدهم أم أن المنطق والحوار الراقي والحجة والبرهان والدليل هم سيد الموقف؟!
إلى أين أنتِ ذاهبة يا صاحبة الجلالة؟
هل ما قاله الأستاذ الصحفي عضو نقابة الصحفيين من تحريض على القتل علانية هو موقف النقابة الرسمي؟ أم أن هذا رأيه الشخصي؟

إن كانت النقابة ممثلة في نقيبها توافق على التحريض على قتل أي مواطن  من اجل معتقده، فهنا أؤكد أن البلد فعلاًَ "رايحة في داهية"، وإن كان هذا ليس موقف النقابة، فلابد أن نحاسب من يسىء إليها من أعضائها.
 
أعترف هنا وأقر أن قضائنا قضاء عادل ونزيه، ولذا على الدكتورة "بسمة"  أن تتقدم ببلاغ رسمي إلى النائب العام تتهم فيه الصحفي ومقدم البرنامج بالتحريض على قتلها ومن معها.
وعلى النيابة العامة، ووزارة الداخلية محاكمة هذا الصحفي بتهمة إثارة الفتنة وإتهام الوزارة بالتقصير والتواطيء، ورغم أننا مع حرية الرأي والتعبير إلا أن حرياتنا تنتهي عند التعدي على حريات الآخرين.
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٧ صوت عدد التعليقات: ٧ تعليق