بقلم: منير بشاي
مصر كلها تتكلم عن تجليات السيدة العذراء فى الوراق التى تحدث فى هذه الأيام. وليست هذه المرة الأولى التى تظهر فيها السيدة العذراء فقد ظهرت قبلها فى أوروبا كما ظهرت فى مصر فى عدة أماكن إبتداء بالزبتون سنة ۱٩٦٨ وشبرا سنة ١٩٨٦ وأسيوط سنة ۲٠٠٠
والناس أمام هذه الظهرات ينقسمون ما بين مصدق ومشكك. فالمصدق يرى آية واضحة أمامه فبتقبلها ويفرح بها. أما المتشكك فلا يقبل فكرة المعجزات من أساسها وفى رأيه أن كل شئ له تفسير علمى وأن هذه كلها إما أنها ترجع الى عوامل طبيعية فى الجو أو أنها فعل فاعل.
ويبدو أن السماء أرادت أن ترد على هؤلاء المتشككين؟ ففى يوم الثلاثاء ۲٢ ديسمبر ٢۰۰٩ وحتى صباح اليوم التالى يقول شهود العيان أن هذه الظهورات قد حدثت فوق حوالى عشرة كنائس مرة واحدة فى أجزاء مختلفة من مدينة القاهرة لتضئ سماء القاهرة بأطياف الهيئات النورانية وتغطى السماء بالحمام النورانى. وقد نقلها الأستاذ معتز الدمرداش على الهواء مباشرة وكان على الطرف الآخر من مكان الحدث المستشار نجيب جبرائيل يصف ما يجرى فى كنيسة شبرا من تجمع الآلاف من الناس مسلمين ومسيحيين الشاخصين إلى السماء فى فرح وهم يمجدون الله ويطلقون الهتافات والزغاريط. فكيف يمكن للعوامل الطبيعية أن تظهر فوق الكنائس دون غيرها؟ وكيف يستطيع المتلاعبون توليد تلك الطاقة النورانية الهائلة فوق هذا العدد الهائل من الكنائس؟
ومثل أى باحث مدقق حاولت أن أخرج عن ما يدور على الساحة لأرى هل هذه الأمور لها دلالتها؟ هل هناك إشارة فى الإنجيل إلى إمكانية حدوثها؟ وهل سبق السيد المسيح وأنبأنا أنها ستحدث فى الأيام الأخيرة؟
ذهبت لأسترجع ما ذكره السيد المسيح عن الأيام الأخيرة وعن علامات الساعة التى ستتم ونعرفنا منها أن الوقت قريب. وقد وجدت أن السيد المسيح قد أخبرنا عنها بوضوح حين قال:
"وتكون زلازل عظيمة فى أماكن ومجاعات وأوبئة وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء" لوقا ۲۱:۱۱.
الزلازل تحدث بإستمرار وتتزايد فى الأيام الأخيرة. والمجاعات موجودة فى أماكن كثيرة فى العالم وتتكاثر بمرور الوقت. والأوبئة الفتاكة تظهر حتى مع تقدم الطب فما أن يتم التغلب على وباء حتى يستجد غيره. فقد ظهر وباء جنون البقر وبعدها إنفلونزا الطيور ثم إنفلونزا الخنازير والآن إنفلونزا المعيز ولا نعلم ما يخبئه لنا الزمن.
أما ظاهرة الساعة وخاصة فى مصر فهى الجزء الأخير من الآية عندما قال الرب يسوع "وتكون مخاوف وعلامات عظيمة من السماء" ولا أظن أنه كان هناك عصر عانى فيه اقباط مصر من المخاوف قدر هذا العصر. هذه الكلمة تصف أحوال الأقباط ومشاعرهم بأبلغ ما يكون التعبير. الخوف من كل شئ: من المرض والفقر والجوع والاضطهاد. الخوف على البنات المعرضين للخطف والإغتصاب والخوف على الأبناء من مستقبل لا يبشر بالخير. الخوف من سلطة الدولة ومن تعصب المجتمع وحتى من كراهية الجيران.
وهذه المخاوف لا يعانى منها القبطى المسيحى فقط ولكن يعانى منها المواطن المسلم أيضا، فكل شئ فى مصر يثير فى النفس المخاوف والقلق. ومن أجل هذا سمح الرب أن يكون مع المخاوف "علامات عظيمة من السماء".
• هذه العلامات هى محاولة من السماء لطمأنة المسيحيين وتشجيعهم وإزالة المخاوف عنهم. ومن أجل ذلك تظهر فوق الكنائس كرسالة موجهة لهم شخصيا.
• ولكن هذه العلامات تظهر علانية فوق الكنائس ليراها الجميع وليس داخل الكنائس ليراها المسيحيون فقط. وهى توجه رسالة لغير المسيحيين تؤكد لهم فيها صدق الإيمان المسيحى لمن يريد أن يتبعه. ولكن على الأقل حتى يتوقفوا عن نعت المسيحيين بالكفر وإهانة مقدساتهم والتشكيك فى صحة كتابهم المقدس.
• وهذه العلامات رسالة لكل بنى البشر، أن النهاية قد إقتربت، فالرجاء فى وسط الخوف قد بدأ يلوح على الأفق، والنور بدأ ينفذ من بين الظلام بأشعته النورانية، ومجىء الرب يسوع قريب على الأبواب.
|