بقلم: نبيل المقدس
شر البلية ما يضحك .... قبل نهاية السنة أردت مشاركتكم معي هذا الموضوع المأسوي .
من جريدة يومية قرأت ... خبراً منه إندهشت ... وفي لحظة ضحكت ... لكن بعدها خُفت ... علي مستقبل بناتنا حزنت ... وبخيالي شردت ... لو عناصر الأمر والمعروف جت ... وبعد خمسين سنة من ده الوقت ... بعد ما تكون مصر من ثقافتهم إرتوتْ ... هنلاقي تيتة أحفاد احفادنا إتقطعتْ ...!!!
وبدون مبالغة جاء المانشت الذي قرأته يقول ( العفو الدولية تطالب السعودية بإلغاء حكم بجلد عجوز متهمة بالخلوة غير الشرعية ) ... وبالرغم أن الصحيفة لم توضح نوعية هذه الخلوة , أهي مجرد سيدة عجوز جالسة جلسة بريئة مع شابين هما ليسا باقاربها وهذا لا يجوز ؟ , أم أنها خلوة مصحوبة بجلسات خليعة وجنسية , وخصوصا لسيدة وصلت الـ 70 ربيعاً ( آسف أقصد خريفاً ) ؟؟... أنا أري بالنسبة لهذا السن للمرأة السعودية في هذا الوضع غير الشرعي ليس غريباً بل كان متوقعاً .... لأنها عاشت طيلة حياتها محرومة من العلاقة السوية مع الجنس الآخر ... أو لربما تريد أن تنتقم من زوجها الحاج لأنه إحتقرها ولم يراعي مشاعرها كأمراة وتزوج عليها العشرات ... أو ولرُبما تنتقم أيضا لأن الحاج الكريم زوجها قام بطلاقها بعد طيلة هذه السنين , وألقاها خارج البيت ولم تجد مأوي وآمان إلا بين أحضان أحفادها مهما كان نوعية هذا الأحضان .
تعالوا بنا نتخيل لو هذه المرأة ذات الـ 70 سنة , وجدوها بهذا الوضع المشين بين أحضان شاب في إحدي الدول غير العربية أو الإسلامية .... سوف تنقلب الدنيا ... ليس علي ما فعلته المرأة أو الشاب ... بل علي الحكومة التي لم تستطع علاج هذه السيدة , كما أنهم وهذا أكيد سوف يقدم نائب من النواب طلب إحاطة عن أسباب وصول هذه السيدة المسكينة والمريضة إلي هذه الحالة ... فأكيد هناك خلل في المجتمع نتيجة قصور في أداء الحكومة ... وتبدأ بعد ذلك أجهزة الدولة المعنية الإهتمام بهذه السيدة , وعرضها علي الأطباء النفسيين , ويبدأون في إستنباط أسباب الحالة , وكيفية وصولها إلي هذا الإحتياج والذي مر عليه زمان . فإن كانت وحيدة وعاشت حياتها في وحدة سوف يحولونها إلي أحدث البيوت التي تأوي العجائز ... وإن كانت مريضة , سوف تذهب إلي المستشفيات المتخصصة لعلاجها من هذه الحالة ... وإذا كانت ظاهرة غريبة سوف يضعونها تحت أبحاث علمية وتقارير وتحاليل . كما أتصور سوف تتكون بعض الجمعيات الخاصة تقوم علي مبدأ رعاية والدفاع عن مثل هذه الحالات ... واتصور ان بعض العائلات سوف يقومون بدعوتها إلي الإقامة طرفهم لمشاركتها هذه الحالة والتخفيف عنها ... سوف تقوم مؤسسات روحية مسيحية بالذهاب إليها , (وأنا أشدد بكلمة الذهاب إليها , والتي إفتقدناها هذه الأيام من الكنيسة ), للصلاة معها وتقويتها روحيا ونفسيا . وربما وفي منتهي البساطة الموجودة لديهم يستضيفونها في البرامج التليفوزينية , ليس للتشهير بها بل مشاركة الشعب كله مع محنتها . هذه الإجراءات ستنطبق أيضا علي هذا الشاب غير السوي لعلاجه .....!!!!!!
كبت المرأة في بلاد العرب منذ وصول عمرها 7 سنوات ونزع طبيعة الطفولة منها بإجبارها علي التحجب ملأها بالعقد النفسية , كذلك لكونها مجتمعات ذكورية فنجدها تعيش تحت طوع الرجل وليس تحت الحياة الطبيعية والتي وهبها الله لها كما وهبها للرجل. حرموها من الإختلاط منذ صغرها ... حرموها من المشاركة الفعلية في بناء مجتمع سوي .
حُكم علي هذه السيدة بالجلد 40 جلدة بالسوط بالإضافة إلي الحبس 4 شهور . أوقعوا عليها عقوبة الجلد بدلا من محاولة إكتشاف الأسباب الحقيقية لقيامها بهذا العمل الفاضح ... ربما يكون العقاب علي فتاة أو إمرأة لا تتعدي الخمسين سنه جائز طبقا للشريعة التي تخصهم ... لكنها لا يجوز علي إمرأة كهلة وصلت من العمر السبعين سنة ... بل يجب تطبيق الرحمة ومحاولة إكتشاف الدوافع التي أجبرتها علي هذا العمل .
أحبائي .... ألا تري ان عناصر هيئة الأمر عن المعروف والنهي عن المنكر قد وصلوا فعلا علي أعتاب مصر المحروسة وعلي بُعد خطوات منها . ألم تروا أن هناك بعض المظاهر التي تدل علي أنهم إقتربوا من مصر بأسواطهم ... ألم يتم القبض علي بعض الأفراد في إحدي المحافظات في شهر رمضان السابق بتهمة الأكل جهرا أمام الصائمين ... وبحكم اني صاحب محل تجاري , اري كثيرين من أصحاب المحلات يهرولون إلي الصلاة بمجرد مرور إحدي شباب المنطقة الملتحي وينظر إليهم نظرة كلها شذر بما تعني أنه عليه ترك العمل الآن والذهاب إلي الصلاة و إلاّ !!... ألم يتم تحجيب الفتاة ذات السبع سنوات قهرا وإنتزاع منها أحلي ايام الطفولة البريئة . والأخطر من ذلك نري في هذه الأيام أن جميع الصحف القومية والخاصة بدأت تتكلم عن إنتخابات الجماعة المحظورة , وتشرح بالتفصيل عما يدور من وراء كواليس الترشيح الخاصة بالمرشد الجديد , وكأن الحكومة إعترفت رسميا وضمنيا وعلانيا بوجود كيان حقيقي لهذه الفئة الوهابية . كما أن من مظاهر وجود هؤلاء العناصر والتي تُسمي نفسها ( مجموعة الأمر والنهي ) هو مايحدث الآن ومنذ 3 سنوات عن ظهور التعصب الواضح من خلالهم في هدم اسوار الكنائس , ومنع المسيحيين من حريتهم في العبادة والصلاة في بيوتهم , كما يتم إختطاف القُصّر من الفتيات المسيحيات وإجبارهن علي إسلامهن . بالإضافة إلي ما يحدث من أكبر مؤسسة دينية إسلامية بإحتضان نشر كُتب مِنْ مَنْ يُقال عليهم علماء وشيوخ , تزدريء بالحياة المسيحية .
أتمني أننا مازلنا نتذكر شعارنا [ كن إيجابي وليك صوت انتخابي ] ... ولا ننسي أن الوقت يجري وفرصة إستخراج البطاقة سوف تنتهي في آخر يناير ... فالبطاقة الإنتخابية هي بذرة تسند الزير ... لو إستخدمناها بطريقة صحيحة وجدية .... !!
علينا من الآن ان ندرس الذين سوف يرشحون أنفسهم من جميع الملل والأحزاب .... علينا أن نُقيّم افكارهم وإتجهانهم ... علينا أن نخصص اناس من الشخصيات التي لها دور في كل منطقة أن تتقدم إلي الترشيحات كمستقلين أو يتبعون حزب معين , ونختار منهم الأفضل أو المناسب ... وعلينا أن ندرك من الآن أنه ليس شرطا إختيار شخص من ملتنا ... لكن الأهم من هو الذي يستطيع تنفيذ مطالبنا كأقلية.
إنه لأمر شنيع أن تكون سيدة طاعنة في السن مهددة بتلقي 40 جلدة سوط ... فجلد أي شخص هو أمر فظيع وغيـــــر إنساني .....
فعلا ياحاجة خميسة مع أنك مخطئة ... لكن صِعبْتِ عَليّ !!!!!!
الخبر من جريدة (المصري اليوم) يوم 16- 12- 2009 العدد 2012 .
|