بقلم: رشدي عوض دميان
كتبت ماريا ألفى فى موقع الأقباط متحدون بتاريخ 24. 12. 2009 تحت عنوان :
البابا شنوده يقول أن ظهور العذراء أمر مؤكد ولا يستطيع أحد أن ينكره .
واستطردت فى كتابة المقال عن ما قاله قداسة البابا فى عظته الأسبوعية عن معانى هذا الظهور النورانى للقديسة السيدة العذراء مريم ، وأنه يعتبر رسالة من السماء لكى تفتقدنا وتطمئن علينا ، وأنه يحمل بركات روحية خاصة للكنيسة ولمصر ، وركزت ماريا ألفى فى نفس المقال على قول قداسته أن أهم ما فى هذا الطهور هو أن إخوتنا المسلمين هم كانوا أول من رأوا العذراء وهى تتجلى على قباب كنيستها فى منطقة الوراق بالقاهرة وأيضاً ما أشار إليه قداسته أن الرؤيا تتعلق بالإيمان ، حيث أوضح أن الإنسان البسيط الغير معقد يستطيع أن يرى بعكس الإنسان المعقد !! كما ذكر أن الإيمان نوعان ، فهناك إنسان يؤمن فيرى ، وهناك من يرى فيؤمن وإذا كان هناك إنسان لا يؤمن بشفاعة العذراء ، فالعذراء تمنعه من رؤيتها لأنه لا يستحق !!
وبعد قراءتى للمقال تابعت تعليقات القراء عليه والتى غالباً ما تعكس إنطباع كاتب التعليق على المقال سلباً أو إيجاباً ؟! وتحت عنوان : ظهور العذراء بين الوهم والحقيقة كتب القارئ ( مصراوى ) يقول أنه سمع بموضوع تجلى العذراء منذ أيام ( فذهب يبحث على الإنترنت ليرى هذا الحدث ، وشاهد برامج التليفزيون التى عرضت لقطات منه ، ولكنه لم يرى غير ضوء فوق كنيسة غير واضح المعالم ، ومع ذلك وجد الأخوة المسيحيين يصرون على أن هذا الضوء هو للسيدة العذراء ، والأغرب من ذلك - على حد تعبير الأستاذ مصراوى !! - أنه قد قرأ بعض كلام من شاهدوا هذا الحدث على أرض الواقع بأن فلان أخبرهم بأن السيدة العذراء ستظهر اليوم فوق الكنيسة الفلانية ، لذلك ذهبوا لرؤيتها ، ويستكمل متسائلاً أنه لا يدرى كيف عرفوا بموعد ظهورها فى هذا الوقت ؟؟؟!!! )
وتعليقى على تعليق الأستاذ ( مصراوى ) هو أولاً لن أتعرض للأخطاء النحوية والبلاغية التى جاءت فيه ؟! وثانياً لن أتناقش معه فى إيمانه بظهور القديسة السيدة العذراء مريم أو عدمه ، ولن أدعوه لأن يتحول عن ديانته وعقيدته فى حالة إثبات صحة هذا الظهور الذى تأكدت صحته فعلاً وبشهادة أقرانه من الأخوة المسلمين ؟! كما أود أن أشير إلى أنه كان يمكننى الرد عليه فى الجزء الخاص بإضافة تعليق على المقال الرئيسى ، ولكننى فضلت أن يكون هذا الرد فى مقالة منفصلة ربما يستفيد منها الأستاذ ( مصراوى ) ؟ وأيضاً كل من يفكر بنفس أسلوبه وطريقته ، بل وكل من يحمل هذا الكم من الكراهية والبغضاء للأقباط المصريين المسيحيين فى مصر خاصة ، وللمسيحية والمسيحيين فى جميع أنحاء المسكونة عامة !!
ولأن الكلام يجب ألاَّ يؤخذ على عواهنه ؟! ومن أجل إحترام قدسية وأمانة الكلمة وموضوعيتها ، لذلك أجد أنه لزاماً علىَّ أن أتناول بالتحليل المتسلسل والمنطقى لكل ما جاء فى تعليق الأستاذ ( مصراوى ) .
تقول يا عزيزى الأستاذ ( مصراوى ) أنه لا شك أن السيدة العذراء من أطهر نساء العالمين فى قرآنكم ، وأن لها مكانة كبيرة فى قلوب المسلمين كما فى قلوب المسيحيين ، وتتساءل إذا كان تجليها حقيقة فهو أمر يهم المسلمين ويسعدهم ؟ وتستطرد قائلاً أنك للأسف لم ترى غير ضوء بدون معالم حتى تقر بأنك شاهدت العذراء فعلاً ؟!
وأقول لك أن طهارة السيدة العذراء وقدسيتها وبتوليتها هى أمر مؤكد من قِبَل الرب حتى من قَبْل أن تولد هى لأن التدبير الإلهى الذى قد أعَّدَه الله لخلاص البشرية كان يقتضى أن يتجسد وأن يأخذ شكل الإنسان ، ولأنه كلى القداسة والطهارة فكان لا بُدَّ أن يولد من عذراء بتول قديسة وطاهرة ، ولكى تتأكد بنفسك من ذلك المفهوم - لو أردت - فيجب عليك الرجوع إلى النبوات التى جاءت عنها فى العهد القديم ، وأيضاً فى إنجيل العهد الجديد ، وعلى ذلك وبالرغم من أن قرآنكم - بحسب كلماتك - يؤكد أنها من أطهر نساء العالمين ، إلاَّ أنها ليست بحاجة لذلك التأكيد ، أو بمعنى آخر هو أنها عذراء طاهرة وقديسة وبتول من قبل أن يكون القرآن .
وأود هنا أن أقدر لك إعترافك بمكانتها الكبيرة فى قلوب المسلمين كما تفضلت وأشرت إلى ذلك فى تعليقك . أما عن تساؤلك إذا كان تجليها هو حقيقة فهو أمر يهم المسلمين ويسعدهم ؟ وأنا بدورى أسألك ، لماذا يهمهم فى المقام الأول ؟ وأيضاً لماذا يسعدهم فى المقام الثانى ؟ هذا من ناحية ، ومن ناحية أخرى ، لماذا لا يسألون هم أنفسهم عن حقيقة هذا الظهور طالما أن قرآنكم - بحسب كلماتك - قد شهد بأنها أطهر نساء العالمين ؟
وأيضاً عن قولك بأنك لم ترى غير ضوء بدون معالم ، وأن ذلك الضوء الذى بدون معالم قد منعك من أن تقر بأنك لم تشاهدها فعلاً ؟!
هنا دعنى أن أشير إلى إعترافك الضمنى بحسب قولك : { للأسف لم أرى غير ضوء بدون معالم حتى أقر بأننى شاهدت العذراء فعلاً . } وعلى ذلك فها أنت تعترف بأنك قد شاهدت الضوء فعلاً ولكن معالمه لم تكن واضحة لك ؟ ألم تسأل نفسك لماذا لم تكن معالم الضوء واضحة لك أنت بالذات ؟ فقط أرجو أن تتساءل بينك وبين نفسك عن هذا السبب بكل الصدق والأمانة وبدون مكابرة ، ذلك إن أردت أن تعرف الحقيقة .
وتتساءل قائلاً : { ألم يحين الوقت ليفيقوا من الأوهام ..... } وأنا أيضاً بدورى أسألك عن من هم هؤلاء الذين قصدتهم بأن يفيقوا من الأوهام ؟ ولست أريد الخوض فى ذكر ما يعيش فيه أكثر من مائة مليون من البشر ليس فقط فى أوهـام ، ولكن أيضاً فى ضلال وفى خرافات ؟!
أما عن تساؤلك : هل يوجد منهم من يعرف شكل السيدة العذراء الحقيقى حتى يؤكد أن هذا الضوء هو السيدة العذراء ؟
أقول لك أن السيدة العذراء قد عاشت بالجسد على الأرض ، وعندما إنتقلت من هذا العالم صعد جسدها إلى السماء أمام الرسل والتلاميذ الذين عاينوا هذا الصعود وشهدوا به ، كما أنها كانت تعيش معهم وفى وسطهم قبل نياحتها ومنذ أن عهد بها إبنها يسوع المسيح وهو معلق على الصليب إلى تلميذه القديس يوحنا الحبيب لذلك ليس من المستغرب أن تنتقل صورتها إلينا عن طريق الرسم الذى كان قد رسمه لها القديس لوقا الطبيب علاوة على أنه بالإيمان الذى يملأ قلب الإنسان فإنه يستطيع أن يتخيل الشكل الذى تكون عليه سيدة فى قامة وطهارة وبتولية وقدسية السيدة العذراء التى من أسماؤها أيضاً هو ’’ أم النور ‘‘ ، ونحن عندما نتلو قانون الإيمان فى صلواتنا الكنسية نقول فى مقدمته ’’ نُعظمك يا أم النور الحقيقى .... ‘‘
يا عزيزى الفاضل ، إذا كنت وأنت لم تر ( النبى محمد ) عندما قال أنه أُسْرِىَ به إلى مختلف السموات حتى السماء السابعة ، وهناك قابل الأنبياء وتحدث معهم ، وأن موسى النبى كان يحثه أن يطلب من الله أن يخفف من عدد الصلوات التى يفرضها على المسلمين ؟ أقول لك إذا كنت تصدق كل هذا وغيره وأنت لم تره ؟ فلماذا لا تريد أن تصدق النور الذى تلألأ علاوة على الظواهر الغير عادية أمام عينيك وأمام عيون الآلاف وأنت كنت من ضمنهم ؟! تُرَى من الذى يجب عليه أن يفيق من الأوهام ؟! أنت يا أستاذ ( مصراوى ) أم عشرات ومئات الآلاف ، بل لست أبالغ عندما أقول الملايين ممن رأوها على مر الأزمنة المختلفة ؟!
أما عن مُحْتَوَى ما جاء فى بقية تعليقك ، فأرجو المعذرة عندما أقول لك أنك كنت تهذى بكلماتٍ ليس لها أى معنى على الإطلاق ، وأجد أنه لا داعٍ لأن أتناولها بالتعليق وبالتحليل المنطقى ، فقط لأنها ليست منطقية ؟!
ولكننى أعترف أننى توقفت عند عبارة { النصارنية فى حالة إحتضار وهذه أساليب معتادة من الكنيسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه .... } !!
أولاً أنت تقصد أن تقول النصرانية ، ولكن لأنك كنت تهذى فى الكلام لذلك قلت النصارنية بدلاً من النصرانية التى تقصد بها المسيحية طبعاً ؟!
ثانياً المسيحية التى صمدت أمام الطغاة وأمام من أرادوا القضاء عليها منذ أكثر من ألفى عام لم تكن أبداً فى حالة إحتضار لأن وعد الرب بأن يحفظها هو وعد صادق لأنه بعلمه الإلهى كان يعلم عن الضيقات التى ستواجهها الكنيسة ، لذلك طمأننا عندما قال لتلميذه القديس بطرس الرسول :
’’ أَنْتَ بُطْرُسُ ، وَعَلَى هذِهِ الصَّخْرَةِ أَبْني كَنِيسَتِى ، وَأَبْوَابُ الْجَحِيمِ لَنْ تَقْوَى عَلَيْهَا . ‘‘
ويا عزيزى ( مصراوى ) أجد أن كل ما تقوَّلت به لا يمثل حتى مجرد مسمار فى أحد أبواب الجحيم هذه ؟!
ثم دعنى أسألك يا عزيزى الفاضل ، من هو برأيك المسؤول المحترم الذى ترشحه لأن يتدخل لكى يوقف هذه المهازل والإستهتار بعقول الناس ؟! ومرة أخرى لست أريد الخوض فى موضوع المهازل والإستهتار بعقول الناس ؟! ومن هم الذين يروجون ويدعون للمهازل ؟ ومن هم الذين يستهترون بعقول الناس ؟!
وأخيراً أحيى فيك طلبك من الله أن يرحم السادات ؟! لأنه بالتأكيد فى حاجة للرحمة . |