CET 08:29:22 - 28/12/2009

أخبار عالمية

الشرق الأوسط

زعيم حزب الله يعود إلى انتقاد مصر
حذر الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله المسيحيين من «الرهانات الخارجية»، داعيا إياهم إلى «قراءة دقيقة لحسابات المصالح وكيف تعقد التسويات وعلى حساب من»، معتبرا «أن مصلحة المسيحيين في لبنان هي في لبنان وليس في أي مكان آخر، ومن مصلحتهم أن يتعاونوا مع بقية اللبنانيين وألا يدخلهم أحد في عداوات مع بقية اللبنانيين».

حسن نصروحض نصر الله في كلمة ألقاها في ختام احتفال لحزب الله بذكرى عاشوراء المسيحيين في لبنان على «نقاش هادئ بعيدا عن الخطابات الحماسية والتصريحات الانفعالية»، مطالبا إياهم بـ«نقاش في ما بينهم على الخيارات الحالية والمستقبلية والاستفادة من تجارب الماضي، وأن يستعرضوا تجارب العقود ونتيجة رهان بعضهم على إسرائيل، وإلى أين أوصلت لبنان والمسيحيين فيه، وأن يراجعوا رهانات البعض على الإدارة الأميركية، اليوم أمامنا نموذج في العراق: 150 ألف جندي أميركي وجيش موجود هناك لم يقدم الحماية للمسيحيين العراقيين الذين لا يستطيعون حتى الاجتماع في كنائسهم لإحياء عيد السيد المسيح»، وقال نصر الله في كلمة متلفزة ألقاها في حشد كبير من مناصريه بعد التظاهرة التقليدية الحاشدة التي يقيمها الحزب سنويا للمناسبة والتي جابت شوارع الضاحية الجنوبية لبيروت: «يجب ألا يقبل المسيحيون أن يدفع بهم البعض للانتحار بحجة البعبع والخوف المصطنع»، مشيرا إلى أن «اللبنانيين اليوم أمام فرصة لاعتراف أحدهم بالآخر وهذه الفرصة لا يمكنها أن تضيع».

ولفت الأمين العام لحزب الله إلى أنه «خلال السنوات الماضية عمل الكثيرون من أجل أن تكون هناك فتنة في لبنان»، مشيرا إلى أننا «اليوم تجاوزنا تلك المرحلة وأيدينا جميعا ممدودة للتعاون والتلاقي في إطار حكومة الوحدة الوطنية وجو المناخات الجديدة»، محذرا من أن «البعض سيعمل لإعادة الوضع إلى السابق، والبعض لا يريد أن يرى المسيحيين في وفاق ولا المسلمين في وفاق ولا اللبنانيين في وفاق فيما بينهم».

وأكد نصر الله «أننا أهل الصبر والتضحية لن نستفز ولن ننجر بالاستفزاز الذي تمارسه بعض القوى السياسية في الداخل ونتفهم خلفياتهم وظروفهم»، لافتا إلى أنهم «في السابق كانوا يريدون مهاجمة سورية والمعارضة والمقاومة، لا يمكنهم اليوم مهاجمة سورية، ومهاجمة المعارضة ككل أصبحت صعبة في ظل وجود الوزراء من كل الأفرقاء في الحكومة، ونتفهم هجومهم على المقاومة ولن ننجر إلى هذا الاستفزاز». ولاحظ «أننا تجاوزنا في لبنان وبنسبة كبيرة مرحلة من أخطر المراحل على مصيره خلال الأعوام الـ5 وما كان يعد للبنان كان مخيفا جدا من فتن وحروب وانقسامات ودور مشبوه في الشرق الأوسط الجديد الطائفي المذهبي العرقي والمتصارع بين إخوانه والمستسلم لإسرائيل»، وشدد على «أننا اليوم تجاوزنا هذه المرحلة وندخل مرحلة جديدة، من عناوينها إعادة ترتيب العلاقات مع سورية على قاعدة التعاون وعلى قاعدة متينة وصلبة وهذا قوة للبنان. اليوم لدينا حكومة وحدة وطنية تتمثل فيها غالبية القوى مما يعطي فرصة للتقدم والخروج من السابق نحن نريد التعاون وتشابك الأيدي لمعالجة مشاكل وطننا على قاعدة أولويات الناس».

ولفت نصر الله إلى «تهديد لبنان الذي نسمعه من الصهاينة ونقرؤه من بعض النخب السياسية والإعلامية اللبنانية ويتم تسويق هذه الفكرة بشكل أو بآخر»، معتبرا أن «الماهية الحقيقية لإسرائيل هي العدوان لكن الزمان اختلف، في الماضي كانت إسرائيل تفعل أكثر مما تتكلم أما اليوم فتتكلم أكثر مما تفعل لأنها غير قادرة على الفعل»، مشيرا إلى أنهم «يهددوننا بالحرب وقد يكون ذلك حربا نفسية لإخضاع لبنان وللمسّ بإرادتنا ولكننا أصحاب تجربة طويلة وعريضة في مقاومة إسرائيل واحتلالها. في يوم العاشر من محرم نقول للصهاينة إنهم يكررون أخطاء الماضي نحن قوم لا نخاف القتل».

وإذ أشار إلى «أننا لا نريد لوطننا إلا السلام والكرامة والعيش العزيز»، أكد أنه «لو فرضت علينا أية حرب سنصمد ولن نخلي الساحة وسنقاتل قتال الكربلائيين الحسينيين إن شاء الله». وعبّر عن «إدانته للمجازر التي ترتكبها جماعات المجرمين خصوصا في العراق والتي تريد تدمير مقومات العيش لدى الشعب العراقي، هؤلاء القتلة يقدمون للاحتلال الأميركي خدمات جليلة، هذا الاحتلال الذي يريد للعراق أن يبقى ممزقا ومحتاجا وخاضعا»، مشيرا إلى أن «هؤلاء عملاء أميركا وإسرائيل.. من يريد أن يقاوم فليقاتل قوات الاحتلال لا رجال العراق وأطفاله لا الشيعة ولا السنة ولا التركمان ولا الأتراك.. حتى أصبحت هذه الجرائم خبرا عاديا في العالم الإسلامي لا يستحق الإدانة من الأمة».

وأعلن «أن من يهدد أمتنا وقيمنا وحاضر شعوبنا ومستقبلها هو مشروع الهيمنة والاستكبار الأميركي»، مدينا «مشروعها وحروبها على بلادنا وشعوبنا.. وندين جرائمها وشراكتها الكاملة في جرائم إسرائيل»، داعيا «الأمة للوعي بحقيقة هذا العدو وهذا المشروع وألا تخدع بنفاق الشعارات التي تتحدث عن الحرية». ولفت إلى أن «إسرائيل الكيان الغاصب لا حدود لأطماعها ولإرهابها في يوم إحقاق الحق»، مذكّرا العالم «بجرائمها في فلسطين وغزة ولبنان والعالم بتهديدها للقدس وللمقدسات الإسلامية والمسيحية هناك، وبظلم إسرائيل المتمادي بحق الشعب الفلسطيني: ملايين اللاجئين يعيشون بعيدا عن الديار. أكثر من 11 ألف معتقل وأسير في سجونها، تدمير المصانع ومصادر العيش والمنازل لاستكمال عملية التهجير».

وعاد نصر الله إلى انتقاد مصر قائلا «الأمة لئلا يلتبس عليها العدو من الصديق ولا تصغي لعملاء أميركا وإسرائيل الذين يريدون استبدال هذا العدو بعدو هو أخ»، داعيا «لرفع الحصار عن قطاع غزة المحاصر». وقال: «إن أمة المليار والـ400 مليون مسلم الذين يتفرجون على مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون منذ سنوات في ظروف قاسية في أوضاع معيشية قاسية بحكم الحصار وهذا العالم يتفرج ويجامل ويخشى أن يقول كلمة الحق»، مشيرا إلى أنه «قبل عام قلنا لمصر كلمة حق وشتمنا واليوم إضافة إلى الحصار أخبار عن جدار فولاذي وعن تدفق للمياه في الأنفاق للقضاء على بقية الشرايين الضيقة التي تعطي بعض الأمل لغزة»، مناشدا مصر «أن توقف الجدار وإغراق الأنفاق وأن تفك الحصار وإلا يجب أن تكون موضع إدانة كل العرب والشرفاء ولا يجوز أن يستمر هذا السكوت الظالم على حساب شعب بالكامل أيا تكن الأعذار».

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٨ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع