بقلم: مجدي نجيب وهبة
يبدو أن ظاهرة تجلى أم النور أصابت البعض بالعمى فلم يعدوا يروا إلا إصرارهم على إنكارها، فالقس رفعت فكري كأنه لدغته عقرب لا يريد أن يهدأ ويترك إيمان الآخرين بمعتقداتهم بل أقام نفسه وصيًا على أقباط مصر فهو يكفر من يشاء ويمنح صكوك البركة والغفران لمن يريد فهو يصر على رفضه لظهورات أم النور وأعلن ذلك من خلال الحوارات واللقاءات التليفزيونية التي أجراها وهو يتساءل من قال لكم أن هذه السيدة هي العذراء؟!!
ولم تتوقف الظاهرة عند القس رفعت بل يبدو أن هذه الظاهرة التى لم تكن وليدة اليوم أو مفاجأة للأقباط ولكنها فتحت شهية المعترضين والرافضين لها ، فكتب الأستاذ عبدالله كمال رئيس تحرير روزاليوسف فى عموده اليومى بالجريدة "ولكن" .. كتب مقال بعنوان "خرافات" قال فيه : " قد يكون أحد أهم أسباب إنتشار الخرافة هو نقص العلم وإمتداد الجهل .. وضيق العقول من المنطق أو هروبها منه .. فيلوذ الجاهلون بالوهم ، وقد يكون السبب له علاقة برجال الأديان أنفسهم ... أى أديان ، فبعض هؤلاء يروجون لأفكار لم ترد فى الأديان ولا علاقة لها بالعقائد ... فى مثل هذه الظروف تصبح الخرافة نوعاً من المخدر الذى يسكن الألم ... ويأسر العباد .. ويحاصر العقول ... ويمجد المخرفين .. ويرقى مكانة بائعى الأوهام ، ولا ينبغى أن تستمر أحاديث الإعجاز التى توظف لأهداف مفهومة وغير متفهمة .. وكونها مفهومة لا يعنى أنها مقبولة ، فالسقيم لا يعالجه دجال ، وأن هناك روحه بمسكناته والمسموم لا يكون ترياقه لدى ساحر ، وإن إنخدعت نفسه مؤقتا ببعض ألعابه ".
ولا يسعنا إلا أن نقول أننا نقدر بكل حب وإحترام الأستاذ عبد الله كمال الذى جعل قلمه مصباحاً مضيئاً وسيفاً مسلطاً على التطرف والإرهاب إلا أنه ما يؤسف له هو ربطه بين الأساطير والظهورات والخرافات وبين العقيدة المسيحية .
أما الدكتور خالد منتصر فيبدو أنه يصر على تضليل الحقيقة ، فهو فى حالة إصرار مستميت للطعن على الإيمان المسيحى وعلى فكرة قبول المعجزات الإلهية وظهورات أم النور ، وقد تناسى د. خالد أن أم النور ظهرت فى إبريل 1968 حينما إشتدت الأزمات النفسية على شعب مصر فبدأت أيام النكسة وقد بدأت السماء ملبدة بغيوم ورائحة الهزيمة والذل والإنكسار ومرارته ، كان الجميع يتطلعون إلى السماء فى إنتظار معجزة لتبدد ظلمة اليأس والإحباط فكانت ظهوراتها بكنيسة العذراء مريم بالزيتون والمتكررة التى صاحبها عمل معجزات عديدة تم تسجيلها جميعا بكنيسة العذراء بالزيتون ، ولأننا بشر فنحن ضعفاء أمام ظاهرة المعجزات ، وقد لا يصدقها بسهولة البعض وأولهم أنا رغم المعجزات الكثيرة التى صنعها لى البابا كيرلس وزيارة دير مارمينا العجايبى ولكن حدثت معجزة أمامى لأحد أبناء محافظة بنى سويف الذى أصيب بحالة شلل مفاجئ فى رجليه وكان لا يستطيع السير بمفرده ، وظل ساهراً هو وأسرته ، يصلون ويرتلون ويتطلعون إلى السماء وفجأة حدثت له المعجزة التى كان ينتظرها فقد شفى تماماً وصار يسير عادياً وإختفى أى أثار للمرض وقد شاهدت هذه المعجزة بعينى .
لقد صنع السيد المسيح العديد من المعجزات وهى ركن أساسى من أركان الإيمان المسيحى ، فهل كانت ولادته دون معجزة وإذا لم نكن نؤمن بمعجزات السيد المسيح إذاً فبماذا يكون إيماننا ؟!! ، هل يصبح إيماننا مثل جماعة شهود يهوة ، إنهم كذلك يتحدثون بإسم السيد المسيح ولكنهم ... لا يعترفون بالثالوث الأقدس .. يزعمون فى كتبهم أن المسيح لم يأمرهم قط بالإحتفال بمولده لكنه أمر تلاميذه بأن يحتفلوا بذكرى موته ، وهم بذلك يرفضون عقيدة الصلب والقيامة ، ويقولون عن أعياد الميلاد وعاداته أنها تأتى من الأديان الباطلة القديمة ، والمسيحيون الأولون لم يحتفلوا بعيد الفصح أو الميلاد ولا يحتفل به المسيحيون الحقيقيون اليوم ، وهى عادة تأتى من الأديان الباطلة القديمة ... كما يؤمنون أن الموتى والنفس يموتون بعد الموت كما يقولون لم يمت يسوع على صليب فقد مات على عمود أو خشبة والكلمة اليونانية المنقولة إلى "صليب" فى كتب مقدسة عديدة تعنى مجرد قطعة من الخشب ويأتى رمز الصليب من الأديان الباطلة القديمة .
وعن قضية نقل الدم ، هم يرفضون نقل دم شخص أخر أو حتى التبرع بالدم لأى إنسان لكنهم يقبلون أنواع المعالجة الطبية الأخرى ، إنها بعض من معتقدات جماعة شهود يهوة وهم للأسف مثل أخرين يطلقون على أنفسهم مسيحيين بل ويتكلمون بإسم المسيح .
أما عن معجزات السيد المسيح فهى عديدة وكثيرة منها شفاء المرضى من أرواح نجسة – شفاء البرص – إقامة إبن أرملة نايين من الموت – زجر الريح والماء فسكت وساد الهدوء – أقام إبنة يايرس رئيس المجمع بعد موتها – أقام لعازر بعد ثلاثة أيام من دفنه فى القبر .... إنها بعض معجزات السيد المسيح له كل المجد .
• هذه بعض المعجزات عن الإيمان المسيحى وياعزيزى د. خالد أمن أو لا تؤمن فهذا شأنك ... فلم يطلب منك أحد ذلك لأنك لم تولد مسيحى وهذا عذرك ... ولكن ليس من حقك أن تصر وتصف الإيمان المسيحى بالخرافات التى صاحبت العقول المغيبة ... ثم تصر على وصف هذه الظهورات بالوهم كما فى حالة السيدة كوكب فمن هم الذين يتاجرون بألام الناس وأوجاعهم ومن هم الذين يروجون لشفاء السيدة كوكب .. الذى لا تعلمه يادكتور خالد أن السيدة كوكب هى قطرة فى بحر المعجزات التى تصنعها السيدة العذراء .. وماذا أصابكم من ضرر حتى تقولوا نرجو ونناشد أطباء الرمد من الإخوة المسيحيين للخروج عن صمتهم ليفتونا علمياً قبل أن يفتونا إعجازياً .
وفى العدد الصادر فى 25 ديسمبر 2009 يواصل د. خالد هجومه على الإيمان والمعتقدات المسيحية وهو مايساعد على تأجج روح العداء بين عنصرى الأمة .. حيث يعرض لنا د. خالد قراءة كتاب د. عبد المحسن صالح بل يطالب بإعادة طباعته " الإنسان الحائر بين العلم والخرافة" ولست أدرى ما علاقة الإيمان المسيحى القائم على المعجزات الحقيقية والواضحة والتى إتهمها البعض بالسحر وما كتبه د. عبد المحسن صالح ، وماذا يقول د. خالد عن ظاهرة إخراج الأرواح النجسة من أجساد المرضى ومعظم هؤلاء من الإخوان المسلمات بل ومعظمهم محجبات وأجسادهم مليئة بالشياطين ، ويقوم بالصلاة لهم القس مكارى يونان بكنيسة كلوت بك بالأزبكية ويقوم بطرد هذه الأرواح الشريرة وهذه الظاهرة يشاهدها الملايين من البشر أقباطاً ومسلمين ، فهل تقول عليه أنه ساحر . ونرد عليك إذا كان ساحر فكيف يخرج كل هذه الشياطين بإسم يسوع الناصرى .
عزيزى الدكتور خالد منتصر لقد أغضبت جموع كثيرة من الأقباط ، فلماذا التجريح فى معتقدات الأخرين والطعن فى إيمانهم وأين هذا النسيج الواحد الذى تتحدث عنه وأنت من خلال تصريحاتكم تحرضون ضد الأخر فما نطلبه منك ومن الأخرين أن يحترم الجميع عقائد الأخرين حتى يحترمك الناس فإذا ظهرت العذراء لتضمد الجروح فى نكسة 1967 فقد ظهرت فى 2009 بسبب تصاعد حدة الأحداث الطائفية ضد الأقباط فى مصر من حرق للكنائس وسلب ممتلكاتهم والإعتداء على أعراضهم .
إنها أرادت أن تبلغ رسالة للمطحونين والمقهورين والمضطهدين ... بأننى سوف أظل معكم إلى أبد الدهور .. أرادت أن تبلغ رسالة للظالمين لتقول لهم إن نهاية الظلم إلى مزبلة التاريخ .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email: elnahr_elkhaled2009@yahoo.com |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|