بقلم: العرضحالجي المصري – د. ميشيل فهمي
1 - إعلان قيام دولة ...الإخوان المسلمون
في تمام الساعة 12.30 ظهر يوم الثلاثـــاء 27 سبتمبر 2009، وبمكتب فضيلته الكائن بـ 20 شارع الملك الصالح بحي "منيل الروضة" ، أعلن صاحب الفضيلة الكابتن "مهــدي عاكف" المرشد العــام حتى الآن لجماعة "الإخــوان المسلمون" العالميــة المحظــــــورة قانونًا بجمهورية مصر العربية، في مؤتمر بثته عشرات القنــوات الفضائية – ومنها قناة الـ BBC بالعربيــة ، وأشــــارت إليه عشرات العشرات من القنوات الفضائية المصرية والعربية والعالمية ...، قيـــام الحــرب علي دولـــة وحكومــة جمهوريــة مصــر العربيــة، وقيام جمهوريــة الأخوان المسلمين بمصــر المحروســـة بطريقة غير مباشــرة، وفي هذا المؤتمــر العلــني الهــام، وجّــه فضيلته التابعــين لــه من أعضــاء مجلس ( البرطمان) البرلمان المصــري وعددهم 88 عضــوًا بضـــرب بقية الأعضاء بالجـــزم في حال ما أن أحد هؤلاء الأعضاء قام بمعارضتهم، وخص بالذكر العضو المحترم عبدالرحيم الغــول من أقطاب الحزب الوطني، الذي كان غــولاً على الأقبـــاط فقط وطالب النائبة القبطية "جورجــيت قليني" أن لا تتدخل ولا حتى تتحدث في الأمور الإسلامية.. إلخ.
وفي ذات المؤتمر العالمي، وصف ونعت واتهـــم فضيلة المرشد العــام مجلس الشعب المصـــري، بأنه لا دين ولا أخـــلاق لــه...، ثــم قال بالحرف الواحد مُخاطبًا أتباعه (( في بلادكــم من هــم أقــذر من الصهاينة والأمريكان والأوروبيين ...، وإننا في مصـــر نعيش عصـــر الاســتـبداد والفســاد والانحطـــاط والتخلــف ...والفشل في كل الميادين في مصــر، والبلد تعيش في لــوث وعبث واستهتار بالناس ......نحن ( الإخوان المسلمون ) أصحــاب الرايــة العاليــة في هذا الشعب، مهما فعل المفســدون المجرمــون ومهما فعل نطاح الأمن - ولم يُفسر فضيلته ما معني نُطاح الأمن، وقد ذكرنا ذلك بعلوج ...، وستظل رايــة الإخوان المسلمين مرفوعـــة ....)).
ونعت الشعب المصري بالخنوع والخضــوع والــذل، وعند هذا الحــد ارتفــع صوتــه وطالت قامتــه وعلّــت هامتــه واشــرأبت رقبته، وأعلــن القيـــام الغير مباشــر لجمهوريتــه الإخوانــية الإســلامية، حيث قال إن مصر في عيون الإخوان المسلمين وإنهم هم الذين سيحافظون عليها، ثــم أعلـــن فضيلــته:
(( الجهــــاد الآن فرض عين، لأن ديـــار المُسلــمين مُخَربــة ... لا يمكن أن نستكين في وجه أي ظالــــم, حكومــة مصــر مسيطرة ومتحكمــة في أرزاقنــا وعائلاتنا وأعمالنــا، ولن نستكين ونقول لهــم ...موتــوا بغيظـــكم ...فنحن متجــذرون في هذه الأمـــة ( المصرية ) بــل في العالــم أجمـــع ...مصــر الغاليــة، مصـــر الراقيــة، مصــر المقاومــة، نحن ( الإخوان ) أصحابهــا، لكن مصــر الملعونــة بهــؤلاء الملعونــين الذين يــريدون أن يطمسوا تــاريخ الرجــال العظمــاء من الإخوان المسلمين ليسوا أصحابهــا ..أنتــم نواب الأمــة ...أنتم نــواب مصــر، نريــد تحويل هذه الكلمــات إلى عمل في الداخل والخــارج )).
وكلام كثير جدًا يصل إلى مرتبة السب والقذف والخيانــة والتخوين قالــه فضيلته، ولا يستطيع إنــكاره لأنه مســجل بالصوت والصــــورة.
كل هذا وأكثر منه حدث، ولم يُحرك أحد من الدولــة المصريــة لا سا كنًا ولا متحركًا حيال هذا العدوان الغاشم علي مصر المحروسة، لا حكومة ولا إعلام ولا مجتمع مدني ...بينما عندما قام الجزائريون بخضة الشعب المصري بالسودان على خلفية مباراة كرة القدم بين البلدين، هاجت مصر وماجت ، قامت حكومتها ولم تقعد، هب شعبها هبة رجل واحد وزأر، وطنطنت قنواتها الفضائية والأرضية والبحريــة مُكرسـة مئات الساعات من البث التليفزيوني لشحن العالم كله ضد الجزائر التي أهانت كرامــة مصــر، وأسيلت عشرات اللترات من الأحبار علي أطنان من ورق الصحف مُنَدِدة بهذه الهجمة البربرية علي مصر من بربــر الجزائــر، والكل اعتبر أن كرامــة مصــر قد مُسِت، وأن مصر قد أهينت ولن يمحي هذه الإهانــة إلا إذا ســال الدم على جوانب الجزائر.
لكن ما قاله فضيلة الكابتن الشيخ مهدي عاكــف المرشد العام – حتى الآن – لجماعة الإخــوان المحظــورة بقوة القانون المصــري، تــم التعتيــم عليه حتي هذه اللحظة .....إما خشية من بطش الجماعة المحظورة التي لا يعــرف مخلــوق علي وجه البسيطة في العالم سِـــر قوتها وجبروتهــا، والســر الأعظــم، لماذا تخشاها وترهبها كل قوي ومؤسسات الدولــة بمصــر المحروســة، بِِــدءًا من مؤسسة الرئاســة ومجلس الوزراء بكامل وزاراته ووزراؤه، ومـرورًا بإعــلامها وكافة مجتمعها المدني، ونهايــة بأزهــرها وأمنها القومـي .....وغير القومي علي السواء؟!
سبق هذا الإعلان التاريخي الإخواني الهجومي علي مصر، عدة ظواهر وخطــوات اختبرت بها الجماعة قوة الدولة المصرية، بِِــدءًا من العمل بخطوات جــادة وحثيثة ومُثابـــرة على تنفيذ بنود (وثيقــة التمـــكين )، أو ( وثيقة فتح مصـر ) التي قامت مخططاتها لتحقيق أهدافهم وطموحاتهم ..وكانت أولى خطوات تمكينهم هي ضرب مصر والحياة فيها من كل اتجاه، فرأينا المظاهرات والوقفات الاحتجاجية التي شملت حتى الهيئة الوقورة الشامخة بالبلد، ألا وهي الهيئة القضائية والنقابات، وتغطية مصر بسحابات من الشائعات والفتن الطائفية عن طريق الإعلام الخاضع لهم أو المتعاطف معهم.
إن هناك خطاً فكريًا يحكم حركة هذه الجماعات في المجتمع، أساسه تلك الوثيقة التي ضمنها أيضًا، أن تقوم على انتشار أعضاء الجماعة وكوادرها في كل مؤسسات الدولة، وطبقات المجتمع من طلاب وعمال ورجال أعمال ومهنيين، وكذلك الطبقة الشعبية لأن هؤلاء هم الأساس في تمكين الجماعة من الوصول إلى الحكم مستغلين الدين كغطاء للخبيث من أغراضهم، متسلحين بجهل الشارع المصري وكميات مالية ضخمة لا يعرف إلا الله حصرًا لها ومصدرًا لجلبها!!. أقاموا المئات من المشاريع المالية والاقتصادية والتجارية الضخمة غطت جميع أنحاء مصر، رافعين أحد مبادىء الجماعة الهامة، وهي:
( احرص على أن لا يقع القرش إلا في يد أخيك المسلم ) شانين العنيف من الحملات لمقاطعة كل مشاريع رجال الأعمال من الأقباط وعلى رأسهم عائلة ساويرس وغيرهم....
هدفهم النهائي تجديد المودودية، وهيمنة فكر ســيد قطب بأن جنسية المسلم عقيديته ) فلا ولاء لوطن ولا انتمــاء ولا حب وفــداء...
ألا يُعتــبر كل هذا جرس إنذار عالٍ ووأضح السمع للجهات الأمنيــة السيادية والعادية، من أن هنـــاك جيش عرمرم من الطوابــير الخامسة التي تعمل جاهدة على هدم الوطن وخيانته وتخوين رجالاته ومؤسساته؟
الإخوان المسلمون ما هم إلا شــبكة عنكبوتية شــيطانية، لم تمتد خيوطها إلى مصر فقط بعد أن تجــذرت بها وفيها علي حد قول الكابت المرشد العام ، بل إن جماعتهم الدولية وصلت خيوطها العنكبوتية إلى معظم بلدان العالم كما اعترف بذلك أغلب أعضاء مكتب الإرشــاد الدولي للجماعة
في هذا السياق، أسأل جميع المسؤلين ببلدنا الحبيب علينا، تجـارة المخدرات محظورة قانونــًا حظــر جماعة الإخوان المسلمين بنصوص القانون الجنائي المصري ...فهل يستطيع السادة المواطنون من تُجـار المخدرات إقامة وتأسيس وإنشاء جماعة لهم؟ ، باسم ( رابطة أو جماعة تجــار المخدرات) واتخاذ مقرًا لها بالمنيل أو أي من الأحياء بالقاهرة، ويقومون بإجراء انتخابات لاختيار ( مرشــدًا ) لهم ، وأعضاء ( لمكتب الارشاد ) التابع لهم، ويقومون بالظهور في جميع وسائل الإعلام من قنوات فضائية وجوية وأرضية وبحرية، ويتابع الإعلام المصري والصحف القومية والخاصة والحزبية نشاطاتهم ...كل هذا تحت ســمع وبصــر ومراقبــة وتحريــات كل الجهات الأمنية بمصــر المحروسة.
ســـؤال أرجو من يجد إجابة عليه ...أن يخبرنــا
في نهاية هذه التأملاية الأولي في عام 2009 أود أن ألفت الانتباه إلى أن هذا العام شهد الكثير والكثير من الانتهاكات والتدمــيرات والحروقــات من الإسلامين، وكثير من الخروقات الأمنية علي الشعب القبطي المسيحي، والطناش الكامل المتكامل من الحكومة المصرية ...سنتعرض لبقية التأملات في القريب، مثل (( خلطة الفتــاوي ..بين خالد والقرضــاوي )) ، فإلى لقاء
|
|
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك
أنقر هنا
|
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر
أنقر هنا
|