بقلم: أنور عصمت السادات
لم تكن ثورة 1919 بمثابة انتفاضة شعبية وثورة على الإستعمار الأجنبي فحسب وإنما كانت ذات مضمون ومعنى أعمق من ذلك, فشعارها وحد القطر المصري من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه تحت لواء (الدين لله والوطن للجميع) ليختار الشعب المصري الترفع عن الإقتتال الداخلي والإلتفاف حول مصلحة الوطن في جلاء المحتل عن أرضه.
وتجلت تلك المعاني في خروج جميع طبقات المصريين من عمال وفلاحين وطلبة ومثقفين وعلماء ورجال ونساء ليضعوا ثقتهم في شخص الزعيم سعد زغلول الذي نجح بمواقفه في نيل ثقة الشعب المصري, وبعد 90 عاماً من الثورة نشعر جميعاً أن ما أحوجنا تلك الأيام لتلك الكلمات والمعاني التي استطاعت إحياء الروح الوطنية في نفوس المواطنين وزرع روح الأمل والثقة في مستقبل أفضل والإلتفاف على قلب رجل واحد نحو هدف واحد.
إن أحوالنا هذه الأيام تحتاج لروح ثورة 1919 كنموذج لإعادة أمجاد مصر، وتوحد شعبها تجاه محاربة الفساد، ونبذ التطرف والعنف وتكاتف القوى الوطنية والشعبية يداً واحدة، للعمل على بناء مستقبل أفضل لمصرنا الحبيبة, بعيداً عن التشرذم والصراعات وتبادل الإتهامات.
ولعل من أهم الدروس والعبر المستفادة من ثورة 1919 هي رياح التغيير السلمي والتي ساندها الشعب المصري بكل أطيافه, فلم تكن الثورة داعية تدمير أو تخريب بل تفاوض من أجل حصول مصر على استقلالها ونضال وكفاح وطني مستمر من أجل رفع اسم مصر عالياً خفاقاً.
وأصبح المصري نموذجاً للوطن العربي كله للمثابرة في الحصول على استقلاله ونيل حريته والحفاظ على موارده وثرواته فصار المصري ثورة وثروة....
أنور عصمت السادات
وكيل مؤسسي حزب الاصلاح والتنمية |