CET 00:00:00 - 06/01/2010

كلمه ورد غطاها

بقلم: ماجد سمير
الفرق بين كلمتيّ الكافية باللغة العربية والكافية باللغة العامية أن الأولى تتأتي بعد وصول كل شيء إلى الحد الكاف أما الثانية تحدث عند المصائب فيُقال أن فلان "جاب لنفسه الكافية"، ولم يكذب د.مصطفى الفقي "رئيس لجنة العلاقات الدولية بمجلس الشعب" عندما قال إن الدول التي لا يوجد فيها تعددية لا يحدث في أي تقدم فضلاً عن أنها -أي الدول أحادية الثقافة- تدخل نفق مظلم تمامًا ولا تستطيع الخروج منه بسهولة، لأن الخروج يحتاج حتمًا لإضاءه كافية تلزم الهروب من النفق والتخلص من عتمة قاتلة تصيب العقول قبل أي عضو من أعضاء الجسد، ولكن تعثر الحصول على الإضاءة سيكون نتيجته "الكافية" أي المصيبة.

والظلام الذي لن يستطيع قطعة ضوء اللمبة السهاري التي تبثها بعض منابر التنوير، ربما لأن أي شيء له علاقة بالنور في مصر مهدد لإضافة قيمة الزبالة إلى فاتورته الشهرية، وعصر العتمة الذي يغزو بلد النيل الجميل بدأ مع هجرة بل وندرة التعددية التي تمتعت بها مصر طوال تاريخها، فمع اختفاء اليونانيين والإيطاليين والأرمن واليهود والشوام وغيرهم من العرقيات والطوائف المختلفة وحلول العائدون من الخليج بدلاً منهم، فضلا عن طغيان وقوة وسطوة البترودلاورعلى العقل الجمعي المصري، وباستبدال الإسباجتي والرافيولي والتبولة والزعلوك، وكلها اسماء أكلات شهية تنتمي للثقافات المختلفة، بالكبسة الخليجي أصاب الثقافة المصرية "بكبسة" ستظل نتيجتها الحتمية إستمرار "الكافية" وعدم القدرة على القيام أو حتى الجلوس.

والفقر الذي نتج عن سياسات اقتصادية عشوائية بدات بالتأميم ثم الإنفتاح الإقتصادي وأخيرًا الخصخصة، جعل الحلم الوحيد لمعظم المصريين السفر للعمل في بلاد الكبسة، سافر في البداية الأطباء والمهندسون والمدرسون والعمال المهرة، ومع تردّي الأوضاع وتدنّي مستوى التعليم المصري أصبح خريج الجامعات والمعاهد والمدارس المصري يعيش خارج نطاق الزمن، ولم يعد المصري منافس في سوق العمل الإقليمية، وأكررها مرة أخرى الإقليمية وليست العالمية، فنجحت العمالة الآتية من الشرق الأقصى في خطف كل فرص العمل من المتاحة في الخليج.

ورغم أن الحكيمة طبقًا للثقافة المصرية تعطي حقن للمرضى، إلا أن مصر هي التي باتت مريضة وتأخد حقن على ودنه، والسياسة الحكيمة في مصر نجحت في تصدير خادمات للخليج، ومع عودة العاملين في بلاد البترو دلار إلى الوطن مرة أخرى عادوا بثقافة ترفض الآخر ولا تعترف بوجوده وحقه، وتم نقل الساعة من اليد اليسرى إلى اليمنى، وحل للرجال الفضة بدلاً من الذهب، ولبس الفرنجة، وظهر السواك بدلاً من معجون الأسنان، ولبس الرجال الجلاليب الخليجي والسيدات الحجاب، ولبست مصر كلها "العِمّة".

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ٠ تعليق