بقلم: فيولا فهمي
يا سلام على الدنيا في مصر من غير فساد، إزاي نعيش من غير رشاوي وبلاوي وتربّح وإستبداد، إزاي ندخل على الموظف في الوزارة من غير ما يقول "فوتوا علينا بكرة يا أفنديات" علشان ياخد المعلوم في درج المكتب ويخلص الطلبات، أو نلاقي أصحاب أفران العيش يرفضوا بيع حصص الدقيق في السوق السودا لعمل الجاتوهات، وفي مصر كمان سهل تشوف رجال الأعمال راكبين الطيارات بعد سرقة المليارات، والتجار شغالين إحتكارات والمسئولين الكبار يبقوا من أصحاب الأراضي والعقارات، والقوانين تتسلق في مجلس الشعب لخدمة البهوات، وتتحول الإنتخابات لموسم توزيع العطايا والمكرمات، وشقق إسكان الشباب تتوزع على حسب المحسوبيات، وترصد التقارير مئات حالات الفساد في الهيئات والوزارات، ويغشوا الأدوية والأغذية علشان يكسبوا عشرات المليارات، وكمان يسمحوا بدخول المبيدات المسرطنة بعد عقد الصفقات، والدروس الخصوصية توصل لغاية المعاهد والجامعات، والمنتجات نستوردها غير مطابقة المواصفات، ويوصل الفساد للركب في المحليات، وتنتشر ظواهر اجتماعية خطيرة زي الغش والإختلاسات، وتوريث المناصب يبقى في كل الوظائف والقطاعات، والناس تغير اسم الرشاوى وتخليها إكراميات، وتحتل مصر الصدارة في قائمة ظهور الأزمات.
ما هو طبيعي طالما مفيش قوانين تحاسب المسئولين على التجاوزات، أو أجهزة تحاسب رجال الأعمال على الجشع والإحتكارات، أو تعاقب على استغلال النفوذ في مراكز اتخاذ القرارات، وطالما الدنيا ماشية من غير أزمات ومعظم القوانين في الثلاجات يبقى أكيد الناس هترفع شعار "أهم حاجة المكسب يزيد ومش مهم صحة الناس تبقى في الحضيض"، مش ناقص غير نطالب بمجانية الفساد لأنه كالماء والهواء وحق دستوري لكل اصحاب النفوذ علشان يمصوا دم المستضعفين. |