CET 00:00:00 - 08/01/2010

مقالات مختارة

بقلم: الأنبا دميان

بسم الآب والابن والروح القدس الإله الواحد أمين
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في العالم كله اليوم 29 كيهك الموافق 7 يناير بعيد ميلاد أي تجسد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح له المجد وهو عيد سيدي كبير، وتزداد فرحة هذا العيد بوجود قداسة البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث خليفة القديس مار مرقس في وسط قلوبنا، وهو رأس الكنيسة القبطية في العالم كله، والذي يشملنا بصلواته وتعزيته وتعاليمه وبركاته، أطال الله حياته سنينًا عديدة وأزمنة سالمة سلامية مديدة بصلواته.
كما أن الظهور النوراني العجيب لوالدة الإله القديسة مريم في سماء مصر، وعلى قباب كنائسها، لهو بركة عظيمة جدًا لمصر والمصريين وتعزية من السماء وفرحة روحية وسلام وطماْنينة للنفوس.
واليوم قد حضرنا لتوديع أبًا وأخًا وصديقًا مكرمًا وهو السيد المهندس عدلي أبادير الذي رقد في الرب في 31- 12- 2009.
وُلِد المهندس عدلي أبادير في 16- 2- 1920، وإن كان التاريخ المكتوب في شهادة الميلاد 1- 2- 1921، وتخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 19414، وبعدها (درس) أكمل دراسات في مجال التجارة والاقتصاد، ثم عَمِلَ في شركة البترول في القاهرة "Mobil oil company" عام 1942.
وفي عام1944، أسس شركة "ناستيا القاهرة" وهي مأخوذة من "هيئة التجارة القومية الصناعية لكيماويات الزراعة" ووصل بها إلى قمة النجاح حتى أخذت مكان الصدارة في مصر 1956.
وفي عام 1948 تزوج المهندس عدلي ابادير من السيدة ثريا بيباوي، وأنجبا أربعة أبناء هم: شادية مواليد 48، وشهيرة مواليد 51، وماجدة 53، وشريف 56، وقد انتقلت الابنة المباركة شادية إلى السماء سنة 1994.
هاجر الأستاذ عدلي إلى سوسرا عام1961 ليبتعد عن الاضطهاد الشخصي الذي عاناه من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، وفي سنة 1971، أي بعد وفاة عبد الناصر، عاد إلى مصر مرة أخرى.
وتحت اسم أوكنيا، ثم بعد ذلك نستيا أوكنيا، أسس شركة وأخذ توكيلات عالمية ذات شهرة مرموقة مثل "سيمنس" وغيرها.
لقد كان رجلاً مباركًا، وكل ما كان يعمله كان مُكللاً بالنجاح لما كان يبذله من مجهود جبار في عمله.
قضى المهندس عدلي في السنوات من 1971- 1986وقته بين مصر وسوسرا، وسنة 1987عاد ليُقيم بصفة دائمة في سوسرا، ويُكرس كل وقته لخدمة الفقراء والمحتاجين والمرضى والمضطهديين.
أهم ما كان يشغله هو حصول الأقلية القبطية في مصر على حق المساواة، وبكل قوة ومثابرة شديدة، وبلا كلل كان يسعى لحصول الأقباط على حقوقهم المشروعة، لذلك عقد مؤتمرات في زيوريخ وواشنطن ونيويورك، وقام بتغطية الالتزامات المادية لها، وبواسطته تنبه العالم كله لوضع الأقباط في مصر، وقد أسس هيئة للخدمات الاجتماعية وكرّس حياته لها ولأسرته.
إن المساوة وحقوق الإنسان وكرامة الإنسان القبطي في بلادنا مصر كانت من الموضوعات التي لا تفارق قلبه وذهنه، فكان صوته مسموعًا في العالم كله، وكان يتمتع بالاحترام والتقدير والمحبة، وكانت له مهابة خاصة من قِبل كثيرين من الأقباط في العالم أجمع، وكان يتحدث بحكمات واضحة وقوية مسنودة بالحقائق التاريخية و الوقائع الزمنية، كما أن أسلوبه المعهود الذي يجمع بين المرح والفكاهة البناءة وأيضًا أحيانًا الكلام اللاذع، هو علامة مميزة لشخصيته.
إن المهندس عدلي أبادير أثر في جيل كامل من البشرية وقام بتعليمهم وأضفى من شخصيته وفلسفته عليهم.
لقد فقدنا رجلاًعظيمًا وشخصية متميزة فريدة، وبطلاً ومسيحيًا جيدًا، إن حصيلتي اللغوية لا تسمح لي أن أقوم بتكريمه بطريقة تليق به، لكن يكفي أن نقول له: "الرب يعوضك كل خير في ملكوته الأبدي، نحن نتقدم لكَ بكل شكر على أعمال الخير التي قمت بها".
إنني أتقدم للأسرة، الزوجة والأنجال بأسرهم، والأقارب، ورفقاء رحلة الجهاد، والمسوؤلين عن الخدمات الاجتماعية والموظفيين والمساعدين بأحر آيات التعزية معبرًاعن مشاعر المشاركة والاحترام والتقدير.
إن رسالة السلام التي حملها عدلي أبادير سوف تستمر ولابد أن تستمر بواسطة تلاميذه في العالم أجمع، ونحن نطلب له الراحة الأبدية في ملكوت السموات في أحضان آبائنا إبراهيم واسحق ويعقوب، الموضع الذي هرب منه الحزن والكآبة والتنهد في نور القديسيين، ونصلي أن ينعم الرب بعزاء روحه القدوس في قلوب أقاربه ومحبيه وأصدقائه.
إن صلوات أبيناالبطريرك البابا المعظم الأنبا شنودة الثالث – أطال الله حياته- تشملنا جميعًا وبركاته وسلامه ومحبته وتعزيته تشملنا جميعًا، إنه يشمل المنتقليين بصلواته المقبولة أمام الرب، ويطلب تعزية الرح القدس من أجل الأهل والأقارب والأصدقاء ومحبيه في سويسر وفي كل مكان.
بإسم أسرة عدلي بيه أتقدم لكل الحاضرين على مشاركتهم وسفرهم وتعبهم ومجهودهم بكل الشكر والعرفان، وأطلب من الرب أن لا يُرينا مكروهًا بينكم.

الأسقف العام للأقباط في ألمانبا

الكلمة الواردة بالأعلي هى لنيافة الأنبا دميان الأسقف العام للأقباط بألمانيا ألقاها خلال صلاة الجناز بالأمس على جثمان الراحل الغالي م. عدلي أبادير يوسف

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ١ صوت عدد التعليقات: ١ تعليق

خيارات

فهرس القسم
اطبع الصفحة
ارسل لصديق
اضف للمفضلة

جديد الموقع