مرصد حالة الديمقراطية:
• الحفاظ على التنظيم لدى الجماعة أهم من الديمقراطية والحوار الفكري.
• من الصعوبة أن نطلق على ما تم في جماعة الإخوان المسلمين مؤخرًا أنها انتخابات.
• أهم نتائج الانتخابات بخروج لائحة الإخوان إلى النور.
كتب: عماد توماس - خاص الأقباط متحدون
أصدر مرصد حالة الديمقراطية بالجمعية المصرية للنهوض بالمشاركة المجتمعية تقريره عن الانتخابات الاخيره التي جرت داخل مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، والتي تابعها المرصد عبر ما تنشره الجماعة عن نفسها في موقعها من أخبار وبيانات وتصريحات رموزها في الصحافة والإعلام.
وأكد التقرير على هناك تحولات داخل الجماعة منها المطالبات المتصاعدة بالديمقراطية داخل الجماعة قبيل انتخابات مكتب الإرشاد الأخيرة تؤكد أن هناك حالة حراك داخلية في الجماعة تحاول أن تخرج بالجماعة من الإطار الدعوى والديني البحت إلى التحول السياسي.
إجراءات الانتخابات
أشار التقرير إلى أن أزمة الانتخابات داخل الجماعة كشفت أولاً أن الحفاظ على التنظيم لدى الجماعة أهم من الديمقراطية والحوار الفكري والنقاش, فقد تم إجراء تصويت بين أعضاء مجلس الشورى العام قبل انتخابات المكتب الأخيرة حول إجراء انتخابات مكتب الإرشاد, أسفر عن تأييد 37عضوًا بالشورى العام لإجراء الانتخابات خلال شهر يناير 2010 فيما صوت 32 عضوًا بالشورى العام على تأجيل الانتخابات إلى ما بعد انتخاب مجلس الشورى العام في يونيو القادم، فيما صوت 16 عضوًا نحو تأجيل الانتخابات لما بعد الانتخابات البرلمانية نهاية العام القادم, وبذلك يصبح رأي المطالبين بالتأجيل 48 صوتًا وطرح هذا الأمر للنقاش بمكتب الإرشاد؛ فهناك رأي يري أن يعمل برأي أصحاب الـ37 وهو التبكير بالانتخاب وحجته أن الـ16 صوتًا الذين صوتوا لتأجليها لما بعد الانتخابات البرلمانية لا يعني بالضرورة موافقتهم علي تأجليها لما بعد انتخاب مجلس شوري عام، إلا أن عددًا من أعضاء مكتب الإرشاد تمسك بإجراء الانتخابات, وشدد حبيب على أن مجلس الشورى العام للجماعة هو صاحب القرار وسوف يلتزم كل أعضاء المكتب بقرار المجلس والذي قرر عقد الانتخابات, وهنا اتضح مدى عدم وضوح سلطات كلاً من مكتب الإرشاد ومجلس الشورى ودور كل منهم.
النتائج
قال التقرير إن المرشد العام للإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدي عاكف، أعلن عن تشكيل مكتب الإرشاد الجديد، وقال في بيان رسمي:-
إن الانتخابات أُجريت طبقًا لقرار من مجلس الشورى العام للجماعة بعد استطلاع رأيه، وكان رأي أغلبية المجلس أن تجري انتخابًا كاملاً لمكتب الإرشاد، وكذلك كان رأي الأغلبية أن يتم انتخاب لمكتب الإرشاد الآن؛ نزولاً على رأي مجلس الشورى واحترامًا للشورى كمبدأ إسلامي أصيل وإعمالاً للائحة والمؤسسية، فقد قمت شخصيًّا بتشكيل لجنة لإجراء هذه الانتخابات من أعضاء مجلس الشورى تحت إشرافي، وتمت هذه الانتخابات بالطريقة المناسبة؛ رغم الظروف التي نعيش فيها، وكانت نتيجتها كالتالي:
يتشكل المكتب الجديد من كل من الإخوة التالية أسماؤهم وفقًا للترتيب الأبجدي:
1. أ. د. أسامة نصر الدين.
2. أ. جمعة أمين عبد العزيز.
3. أ. د. رشاد اليومي.
4. م. سعد عصمت الحسيني.
5. أ. د. عبد الرحمن البر.
6. د. عصام العريان.
7. أ. د. محمد بديع.
8. أ. د. محمد سعد الكتاتني.
9. أ. د. محمد عبد الرحمن المرسي.
10. أ. د. محمد مرسي.
11. أ. د. محمود أبو زيد.
12. أ. د. محمود حسين.
13. أ. د. محمود عزت.
14. أ. د. محمود غزلان.
15. د. محيي حامد.
16. د. مصطفى الغنيمي.
ورصد التقرير بعض من أهم المآخذ على هذه الانتخابات تحديدًا، فهي كما يقررها إبراهيم الزعفراني "عضو مجلس الشورى وعضو لجنة الإشراف على الانتخابات" في مذكرة أرسلها للمرشد:-
عيوب من حيث الشكل، وعيوب الاستفتاء، وسوء اختيار التوقيت، وبطلان لعملية التصويت بسبب أن اللائحة تنص أن يكون عدد أعضاء مكتب الإرشاد ستة عشر عضوًا منهم اثنان من خارج مصر وذلك بنصها، ومع ذلك فقد قام من أعدوا لهذه الانتخابات بتوزيع أوراق لاختيار ستة عشر عضوًا من جمهوريه مصر العربية بالمخالفة لنص ألائحة التي تحدد عدد أعضاء مكتب الإرشاد المقيمين في مصر إلى أربعة عشر فقط..
أهم نتائج الانتخابات
رصد التقرير أن أهم نتائج هذه الانتخابات كانت هي رضوخ الجماعة للمطالبات التي تعالت من كافة المهتمين سواء من داخل الجماعة أو من خارجها بخروج لائحة الإخوان إلى النور ليتمكن الجميع مع معرفتها والتأكد من وجود لائحة من عدمه، ومدى ديمقراطية هذه اللائحة وكيفية اتخاذ القرار داخل الجماعة وما هى آلية اتخاذ القرار داخل الجماعة، وهو ما رضخت له الجماعة مؤخرا بنشرها اللائحة في الموقع الناطق باسمها في 30 ديسمبر 2009, بعدما كان الحصول علي اللائحة الداخلية لجماعة الإخوان المسلمين ليس أمرًا هينًا إذ أنها كانت غير متاحة لغالبية أعضاء الجماعة العاملين لأن مجرد طلبها أو السؤال عنها كان يفتح مجال الشك في "الأخ العامل" وهي رتبة يتم تصعيد الفرد الإخواني إليها بعد فترة طويلة من ارتباطه بالجماعة ومروره باختبارات مختلفة للثقة في انتمائه ومع ذلك في حيال سؤاله عن اللائحة يتم توبيخه والتشكيك في ثقته بإخوانه وقياداته، بل يصل الأمر للتشكيك في طلبه لهذه اللائحة لصالح جهات أمنية.
محاولة كشفت عورات الجماعة
أكد مرصد حالة الديمقراطية في ختام تقريره أن الانتخابات هي منظومة إجرائية غايتها تحقيق الديمقراطية, والديمقراطية في أبسط معانيها هي مشاركة الجميع في اتخاذ القرار, ومن الصعوبة بمكان أن نطلق على ما تم في جماعة الإخوان المسلمين مؤخرًا أنها انتخابات, فضلاً على أن نصفها بانتخابات ديمقراطية, فبداية من اللائحة التي تنظم هذه الانتخابات مرورًا بالإجراءات وانتهاء بالنتائج نجد أنها من صناعة أفراد لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة, وإن ما أطلقت عليه الجماعة انتخابات هو مجرد محاولة من الجماعة لتجميل وجهها, ولكنها محاولة كشفت عورات الجماعة التي طالما اجتهدت الجماعة في إخفاءها, ولم يتبق أمام الجماعة إلا أن تتخذ إجراءات حقيقية نحو الديمقراطية, تبدأ بتعديل اللائحة للسماح للجميع بالمشاركة واتخاذ القرار بعيدا عن تمركز السلطة في يد المرشد ومكتب الإرشاد.
لقراءة التقرير كاملاً: انقر هنا
|