CET 00:00:00 - 11/01/2010

مساحة رأي

بقلم: نبيل المقدس
كثيرا ما يسأل المؤمن هذا السؤال : مـا هي الحكمة أو الهدف في أن يبعث الله له من ينغص حياته ... ويقلق راحته ... ويقلب أمنه ... ويهدد سلامه ؟؟! بالرغم أنه يُصرخ عِدة مرات بأن يرفعُ الله عنه هذا الضيق أو الشوكة التي تَجعلهُ يتقلبْ في مَضجعِهِ , كما نشهد أن هذا المُنغص يزداد إمعانا ً في شرهِ وإستبدادهِ وجبروتهَ . 

عندما ندرس طبيعة هذا المنغص نجده متعصبا أعمي ... فهو من عشيرة أو من أصل غريب عن الوطن ... جاء إلي بلادنا غازيا ... لذلك لا يمكن أن ينسي نفسه أنه ينتسب إلي عرق أساسا كان بدويا جاهلا , ووجد نفسه بين عشيرة كلها تقدم وحضارة , جاء ومعه إذن وسماح من إلهه أن يقتل كل من لا يرتضي ان يتخذ إلهُهُ إلهاً  لصاحب البلد.  والتعصب الأعمي مهما كان لونه وصورته , هو شر وباء يمكن أن يصيب الأمة كلها  ... وقد إفتكرت كتاب يسخر فيه الكاتب (وينفرد هيلتباي ) من حماقة التعصب الأعمي , وكان عنوان الكتاب هو (( صوت الله)) .. وفيها يتخيل ما يحلم به الناس , من أن جميع الأصوات محفوظة , وتصور أن أحدهم إخترع جهاز يستطيع بأن يأتي بهذه الأصوات من الماضي ... وطلب منه الشعب الذين يتكلمون الإنجليزية أن يأتي بهم بصوت يسوع المسيح عندما كان علي الأرض ... فعندما أحضر صوت المسيح  بواسطة الجهاز  وبدأ يسمعون كلامَهُ حدثت همْهمَة وتذمر وغضب , لأن صوت المسيح كان باللغة الآرامية وليس بالإنجليزية , كما كان يتكلم بها إلي معاصريه في تجسده علي الأرض. فعلا تحققت هذه القصة الخيالية مع هؤلاء الوهابيين الذين أتوا إلينا , ويريدون أن نتكلم ونعتقد بما هم يعتقدونه من الماضي , وأن نسير علي درب القديم والذي لا يمكن أن تتوافق مع هذا العصر. فالحياة المسيحية هي الوحيدة التي تتماشي مع جميع العصور لأن أساسها هي المحبــــــــــة.

انزعجت بالخبر الذي ملأ المواقع القبطية وهو الهجوم التتاري العربي علي جماعة المؤمنين اثناء خروجهم بعد الإنتهاء من قداس عيد الميلاد بنجع حمادي .... القطار بدأ من الإسكندرية منذ خمس سنوات وها هو مر علي القاهرة ثم الجيزة ثم العياط ثم المنيا وديروط وفرشوط إلي أن وصل إلي نجع حمادي ... كاسراً أمامه إشارات القوانين الإنسانية .... لم يبالي بمن يصطدم بهم ... في الوقت الذي كان يتكلم فيها البابا عن السلام والمحبة ... يخرج هؤلاء الجُبنــــاء لكي يبرهنوا انه لا سلام في عُرفِهم .... لا محبة ولا حتي رحمة . تجردوا من جميع الفضائل التي أوضعها الله في صفات الإنسان لأنه خلقنا علي مثاله .... لم يستطيعوا أن يوقفوا إثبات ظهور العذرا ... فأخذتهم نشوة الإنتقام ليبرهنوا علي أنها ليست ظهورات حدثت في ارجاء الوادي ... أرادوا أن يثبتوا لنا أن ظهورها ليس سلام لنا , ولا وعد من الله أنه راعينا وحامينا . هذا هو الشيطان الذي عصيّ كلام الله يحاول جاهدا إثنائنا عن الحب الحقيقي لهم لأن هذا هو إيماننا ووصية الرب لنا ... بل نحن نحب لأننا نؤمن أن الله هو روح المحبة .... كيانهُ محبة .... أعمالهُ محبة . 
 
كان من الصعب علي هؤلاء الإرهابيين أن يتذوقوا طعم المحبة ... لأنها غير مذكورة في تعاليمهم ... كل ما يعرفوه هو قاتلوهم بالسيف ... حتي يؤمنوا بمبادئنا ... هم يؤمنون بجنة الخلد والحوريات وأنهار الخمر مقابل كل رأس من المسيحيين ... 
أكتب هذه الكلمات وأنا أعلم تماما أنكم تعرفونه جيداً ... لكنني لم أجد وسيلة أن أخرج ما في قلبي من آلام إلا أن أعيد وأعيد وأكرر وأكرر علي مسامعنا أنهم بدءوا فعلا في عمليات الغدر والتي بالنسبة لهم حسنات سوف تُضاف علي رصيدهم في الدينونة .... 
الآن أدعو جميع الكنائس بجميع طوائفهم أن تفتح أبوابها يوميا لأجل غير مسمي , وتقام النهضات الروحية ورفع الأيادي إلي رب المحبة ... أن يعطينا الحكمة ... وإزالة هذا الكابوس .... علينا من الآن رفع شكوانا رسميا إلي المؤسسات الحقوقية العالمية .... هنا يبدأ عمل إخوتنا الأحباء اقباط المهجر بالتقدم إلي الحصول علي إدانة عالمية من الأمم المتحدة عما يحدث في مصر القبطية . 

افتحــــــــوا ابواب الكنائس .... ياجميع الشعوب بوادي النيل .... إرفعـــــــو الأيادي يا مسيحي مصر إلي رب الأرباب لكي يحمينـــــــا من خطورتهم. وربما ظهـــــور العذرا هو انذار لنا بما سوف يحدث لنا ... وخصوصا أن ظهورها كانت تتصف بالحزن علي ابناء الله , بعكس ظهورها السابق في الزيتون حيث كانت تلوح بأيديها للشعب . 
فلنصلي ونرنم من مزامير لآساف :
صوتي إلي الله فأصرخ . صوتي إلي الله فأصغي . في يوم ضيقي التمست الرب , يدي في الليل إنبسطت ولم تخدر. أبت نفسي التعزية , أذكر الله فإئن, أناجي نفسي فيغشي علي روحي . مزمور 77 .
كنت اتمني ان أقـــــــول لكم كل سنة وانتم طيبين .... لكن اقدم كل تعزياتي لأهل من أستشهدوا في مذبحة نجع حمــــــــــادي.

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٩ صوت عدد التعليقات: ١٩ تعليق