بقلم: صبرى فوزى جوهرة لا اكتب هذه الكلمات اشباعا لنزعة مريضة فى ايلام الذات بل لاشير بالتحديد اننا, نحن الاقباط, انما نجنى ما نستحق. فان وضعنا التشرذم و حب الرئاسة و تفاهة التعبد فى الذات و الخيبة القوية التى نشأنا عليها من الفشل فى العمل الجماعى جانبا, لما بقى لنا سوى العويل و الصويت الحيانى لعلاج التحدى الواضح لوجودنا. نحن مستهدفون فى بلادنا. لا شك فى هذا. لقد قالها المجرم المحترف قاتل عثمان امين (و بالقطع غيره ممن لا نعلم) و تمادى خلفائه فى اكمال شهوة قلبه الاسود. و فى اتجاه مواز, يتطلع القبط ببلاهة خروف الضحية الذى لا يعى مصيره الى خيالات مائتة و يتفوهون بلغو و بلبلات كهمهمات الرضع تزيد من شفقة الناظرين اليهم دون دعوة واضحة لطلب العون و المساعدة للبقاء على قيد الحياة. بهذا يكون خروف الضحية افضل منا حيث ان لا علم مسبق له بمصيره مثلنا, بينما ندور نحن فى حلقات مفرغة داخل اقفاصنا العقلية و المادية. ماذا ينقصنا لتقديم قضيتنا للمحاكم الدولية؟ فالجرائم ضدنا متعددة و متكررة و موثقة, و "الدولة" فاشلة و متواطئة, و العدالة المصري قد هتك عرضها من قضاة متعصبين هم دعاة للاسلام و ليس للحق يتمسحون يدستور فصامى و يخضعون راضين لهوى السلطة الطاغية. حجة البعض منا هى ان اللجوء الى المحافل الدولية يستلزم استهلاك كل منافذ العدالة المحلية فى مصر. و لكننى اعتقد ان قضاة العالم من الفطنة و الخبرة بقدر يجعلهم على وعى بما يجرى الان فى مصر و احوال العدالة فيها. فها هو ماهر الجوهرى على سبيل المثال, سيقضى البقية الباقية من عمره انتظارا لفصل محكمة تؤجل حكم بديهى فى صالحه (حتى تبعا للقانون المصرى الاعرج) عدة شهور كلما عطس احد فى قاعة المحكمة و ان كان بافتعال! قضاة العالم بلا شك على وعى بهذه المناورات البلدى المكشوفة و ليس من العدالة او الحكمة التغاضى عن هذا الاعتبار خاصة و ان لهيب القتل و الحرق و السطو و الاعتداء و الارهاب يجتازالجسد القبطى اجتيازه فى القش. الاقباط يعانون من "تطهير" عرقى على نار كانت هادئه و بدأت تستعر و لا شك ان هناك مجالات للتغاضى عن هذا الشرط الself defeating لمبادىء المنطق و العدل ذاته. ثم ان العدالة المتأخرة هى فى واقعها ظلم. لم اترك اجتماعا او مؤتمرا اشتركت فيه منذ اوائل تسعينات القرن الماضى الا و اثرت فيه هذا الامر الذى يبدو انه الحل الوحيد المتبقى لنا. |
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع |
شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا |
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا |
تقييم الموضوع: | الأصوات المشاركة فى التقييم: ٦ صوت | عدد التعليقات: ٥ تعليق |