بقلم: سحر غريب
من الأعراض الشائعة لمرض إنفلونزا الخنازير ارتفاع في درجة الحرارة يستمر لأكثر من ثلاثة أيام مع تكسير في العظام وأحيانًا تصاحبه كحة ناشفة، ستذهب على الفور إلى مستشفي للحميات لتحصل على العلاج المتمثل في "التاميفلو" والذي يجب ألا تحصل عليه بسهولة حتى تعرف قيمة ما ستتكرم وتمنحه إياك الحكومة، فأنت لن تحصل على علاج المرض من أول زيارة للمستشفى (كان غيرك أشطر), ممكن من تاني زيارة لو الست الوالدة راضية عنك، وطبعًا يجب الحرص على زيارة الحميات وأنت ملهلب ولعة لإثبات أحقيتك في العلاج وأنك لست مُدعي مرض أفاق، قد تطلب عمل تحاليل أو مسحة لتثبت لمدرسة ابنك إن ابنك مريض بأنفلونزا الخنازير تنفيدذًا لمبدأ الشفافية وحفاظًا على أولاد الناس الآخرين، وساعتها لن تحصل إلا على رد واحد: عاوز مسحة ليه ما أنت خلاص أخدت العلاج، روح بيتك أحسن بدل ماتطلع العينة إيجابية وتتحجز أنت وابنك في المستشفى.
طبعًا ستخاف على حريتك رغم أنه عمليًا مسألة الحجز أصبحت مستحيلة مع الحالات التي أصبحت كالرز، ها يحجزوا مين ولا مين؟
المهم إنك حصلت على العلاج الذي سيكون كالسحر في مفعوله، فالفايروس ضعيف جدًا ولكنه يحتاج العلاج السليم للقضاء عليه، اللي واضح أنه بيتأخر ولا يُعطى لجميع المُصابين بالأنفلونزا.
أما إذا كنت ممن يملكون ضمائر حية مستيقظة 24 ساعة في الأربعة وعشرين ساعة، وشعرت بالخوف على أبناء الناس الآخرين الذين قد يكونون ممن يعانون من أمراض مزمنة قد يتطور المرض معهم ليصبح مرضًا قاتلاً، فأعلنت للجميع إصابة أبنك بالمرض، فعليك ساعتها أن تتقبل ما سيحدث، فالناس سيهرعون هلعًا عندما تهل عليهم أنت أو أي فرد من عائلتك وكأنك مُصاب بالجرب، أما عائلتك فستشطب اسمك مؤقتًا من جميع مناسباتها الاجتماعية، فأنت تحمل داخلك وباءً سريع الانتشار، ومعهم كل العذر، فهذا المرض رغم ضعفة يُعتبر مجهولاً مُتحورًا، فنحن الآن في حرب فيروسية وعدونا صغير لئيم حويط. |