CET 00:00:00 - 11/01/2010

مساحة رأي

بقلم: منال بولس
اعتصر قلبي حزنًا كقلوب كل المسيحيين في كل مكان صباح يوم الميلاد، عندما وصلتنا الأخبار المشؤمة من نجع حمادي.. وقد تحول فرحنا إلى حزن وعيدنا إلى جناز جماعي..
وظهر على مواقع كثيرة فيديو للشباب المتوفي منهم والمصاب الذي يرقد على الأسفلت يذرف دمه الغالي، فترتوي به الأرض كما ارتوت من دماء آبائه الشهداء، وكأن الزمن قد عاد بنا إلى عصر الاستشهاد، ولك ان تسمع على خلفية هذا المشهد أصوات النساء والأمهات التي تنتحب وتصرخ بحرقة ألم على أبنائها وإخوتها وهم يصارعون قدرهم كالخراف الممددة وكالذبيحة المهدر دمها.

وعلى المواقع أيضًا يظهر فيديو آخر لأجساد الشهداء والتى ظهرت داخل المشرحة بمنظر يدمى القلب قبل العين، وألف آه من هول هذا المشهد، وفيديو آخر لصلاة الجناز على الأجساد الطاهرة والتي دُفنت بسلام معًا كما استشهدت أيضًا معًا.
فعندما تبدأ صلاة الجناز تجدك تستمع على خلفية هذا المشهد هذه المرة بكاء وأنين الرجال..
نعم لقد بكى الرجال..
لقد أنّ وبكى الرجل الصعيدي القوي الصلب، هذا الرجل الشامخ الذي يرى في البكاء ضعف ومهانة وذل..

ولكنه بكى..
أحس هذا الرجل بحرقة الألم فأنّ وبكى..
أحس هذا الرجل بقمة الظلم فأنّ وبكى..
أحس هذا الرجل بطعم المهانة فأنّ وبكى..
صمت هذا الرجل ولم يفتح فاه ولكنه أنّ وبكى..
صمت هذا الرجل ليس لأن الرب فعل ولكن من فعلها هو من استهان برب هذا الرجل واستحل دم ابنه... فأنّ الرجل وبكى..

ماذا نفعل يا إلهي... أجبنا... لقد بكى الرجال..
صمتنا فلُطمنا على الخدين ورُكلنا وسُحلنا وقُتلنا..
تكلمنا فزاد الإضطهاد..
نحن لك يا إلهي.. نحن نحتاج إلى عمل معجزي منك..
إلى متى يا رب تنسانا.. إلى الإنقضاء؟
نحن لا نريد انتقام بشري.. نحن نريد عدل إلهي..
سنصمت حتى تتكلم أنت..
سنضع يدنا على فمنا فتفعل أنت..
سيظل رجالنا يبكون حتى ترحمنا أنت..
قلت من يمسكم يمس حدقة عينى... وها حدقة عينك قد جُرحت ونزفت دمًا..
كل ما نبغاه هو رحمتك بنا حتى نكمل أيام غربتنا بسلام... وإن كان قد كُتب علينا عصر جديد للإستشهاد فسنصمت يا إلهى لأنك أنت فعلت.

شارك بآرائك وتعليقاتك ومناقشاتك في جروبنا على الفيس بوك أنقر هنا
أعرف مزيد من الأخبار فور حدوثها واشترك معانا في تويتر أنقر هنا
  قيم الموضوع:          
 

تقييم الموضوع: الأصوات المشاركة فى التقييم: ٤ صوت عدد التعليقات: ٦ تعليق