بطريركية الأقباط الأرثوذكس أسرة الأنبا أنطونيوس – كلية الأداب – جامعة عين شمس بيان عن أحداث نجع حمادي – قنا – مصر
بسم الآب والأبن والروح القدس ... إلة واحد أمين .
10وصرخوا بصوت عظيم قائلين : حتى متى أيها السيد القدوس والحق ، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض (رؤ 6 : 10) طالعنا بمزيد من الأسف والحزن الشديد الأحداث التي وقعت لأبنائنا بمطرانية نجع حمادي بقنا بصعيد مصر أثر الهجوم المسلح المرتب الذي نفذته أيادي مصرية أثمة بحق أخوتهم وشركائهم في الوطن الواحد والذي أسفر عن مقتل سبعة شباب مصري قبطي وأحد أفراد الحراسة الموجود بالكنيسة أثر تلقيهم طلقات غادرة بدم بارد حال خروجهم من الكنيسة بعد صلاة القداس الألهي عشية عيد الميلاد المجيد يوم السادس من يناير لعام 2010 وهالنا وأفزعنا ما سمعنا وتناقلتة وسائل الأعلام من أن المستهدف كان بالإضافة لأبنائنا الشهداء نيافة الحبر الجليل الأنبا كيرلس أسقف كرسي نجع حمادي وتوابعها وهو الأمر الذي أفزعنا من إستهداف الكنائس بالرشاشات والأسلحة الآلية وكذا الرموز الدينية ورجال الدين وهي الأحداث التي تنذر بمزيد من التطورات المؤسفة التي تطال أمن وإستقرار بلادنا العزيزة مصر .
بقلوب يملئها الحزن ويعتصرها الألم وأيادي تكتب بمداد أحمر هو دم أبنائنا الشباب الذين أستشهدوا ليلة إحتفالهم بأعياد الميلاد فتحولت ضحكاتهم إلي صراخ وإحتفالاتهم إلي مآتم بأيدي مأجورين تغلغل الحقد في قلوبهم وفقدوا إنسانيتهم فلم يتهذبوا بدين ولم تصلح وحشيتهم عقيده ولا هز وجدانهم إيمان ساقهم شرهم وظلام فكرهم لقتل شركائهم في الوطن وأخذت أيدهم الأثمة تنهش لحم من وقفوا بجوارهم في سراء هذا الوطن وضراءة بغير رادع ولا رقيب لتسيل الدماء وتعم الكراهية ويزيد الإحتقان ويدفع الوطن ثمن التهاون والتفريط في حقوق الإنسانية التي يجرم المساس بها في كل الأعراف والدساتير الأنسانية والسمائية .
إن الحوادث المتكررة التي لا يخلوا شهر وتحدث في ربوع مصرنا الحبيبةعلي مدار الخمسون عاماً الماضية والتي باتت حوادث ألفتها المسامع فشوهت صورة بلادنا وقتلت ملامح الشخصية المصرية بكل ما فيها من شهامة ومروئة وتنذر بما هو أقسي وأشد ويلاً. ونحن ليس لنا إلا أن نلجأ إلي الله الذي نادي قايين الذي قتل أخاه بغير ذنب ولا جرم 10فقال : ماذا فعلت ؟ صوت دم أخيك صارخ إلي من الأرض (تك 4 : 10) نعم يسمع الله صوت صراخ دم شهدائنا يطلب من الله ويقول 10وصرخوا بصوت عظيم قائلين : حتى متى أيها السيد القدوس والحق ، لا تقضي وتنتقم لدمائنا من الساكنين على الأرض (رؤ 6 : 10) بل حتي متي تستمر هذه الفظائع التي يتعرض لها أبناء شعبنا في مصر ونحن من هنا وكشباب قبطي مصري يؤسفنا ما حدث وندعوا كافة الجهات المعنية بأمن وسلامة هذا الوطن العمل علي حقن دماء أبنائنا والحفاظ علي الهوية والوطنية وعوامل الأنتماء لكافة أفراد الشعب المصري والضرب بيد من حديد علي يد كل من تسول له نفسة العبث بمقدرات هذا الشعب الضارب بجزورة في أعماق التاريخ .
مصرنا الحبيبة كما دفعنا يوماً ما من دماء أبنائنا فداء لأرضك وترابك وكرامتك ندفع اليوم فدائاً لمسيحنا وعقيدتنا وإيماننا الثابت الذي لا يتزعزع و نزف إلي السماء إنتقال أحبائنا وننعي فرد الأمن المصري المسلم الذي قتل في الحادث بجوار أبنائنا والذي لم تميزة أيادي الغدر التي خرجت من كهوف الظلام لتعلن الحرب علي أبناء النور ولكن هيهات فأبواب الجحيم لن تقوى عليها (مت 16 : 18) ونحن نوجه صرختنا من جراء ما حدث ونرفع مطالبنا لقيادتنا الحكيمة المتمثله في رئيس جمهوريتنا الرئيس محمد حسني مبارك وندعوه للتدخل شخصياً لوقف هذه الحملات التي باتت منظمة تجاه فصيل أساسي من نسيج هذا الوطن وندعوه إلي :
1- تطبيق مبدأ المواطنة علي كل المصريين والذي نص علية الدستور
2- وقف كافة أشكال الأعتداء علي المسيحيين وأملاكهم وأعراضهم وكنائسهم .
3- تفعيل وتطبيق نصوص القانون من خلال محاكمات عادلة للجناه وتعويضات مناسبة للأقباط الذين تضرروا من جراء أفعال وحوادث مدبرة طالت حياتهم وممتلكاتهم .
4- إنهاء كافة أشكال التمييز الديني والوظيفي الواقع علي الأقباط . 5- تطبيق قانون موحد لبناء دور العبادة . ونحن إذ نتقدم بمطالبنا هذه مدفوعين بروح مصرية خالصة تغار علي مستقبل هذا البلد الذي ننتمي إليه جميعاً ندعوا الله أن يقيم لنا وعلينا حياة وقيام أبينا وراعينا صاحب الغبطة والقداسة البابا شنودة الثالث بابا الأسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أدام الله لنا حياته سنين عديدة وأزمنة سلامية مديدة ..
وإله المحبة والسلام يشملنا برعايتة جميعاً.....
القاهرة في : 9-1-2010 الموافق 1 طوبة لعام 1726 للشهداء تذكار إستشهاد القديس إسطفانوس أول الشهداء. |